الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو أنّ لي ترس السلحفاة

عباس مزهر السلامي

2009 / 11 / 7
الادب والفن



معلقةٌ
ها هي الآن
علي شرفةِ الانتظار،
ربما آثرتْ...
ريثما يبدأ الظل
لعبة الانكسار،
أو تقضم الوقت
إيماءة عابرة.
يا لَها !
أومأت فاسّاقط العمر
عين ٌ
لم يزدها قذي الأمنياتِ
إلا رفيفاً
يحلق بي
لأبصرني خارج النافذة.
أروّض الريح
أمتطي صهوة الفراغ
لأرتّق آنيتي بالغبار
وأعبُّكِ ملء الظما.
هو الليل يخدعني
ثانية...
الي آخر سيل البياض
يُشَكِّلها حلماً،
يغرسُها جثةً في الفراش.
الأماني التي
تجثم الآن جنبي
ــ قبل أن يدهسها خطوي المؤجل ــ
إعترفت بأنها
لطالما استجدت لي الخلاص.
ûûûû
هو العمر قد مرَّ بي
قبل بدئي
ويسأل حقاً مررت؟
فأذوي...
هي العتمة تكسر عنق الضياء،
هو الجبُّ يخلعني
وألبسه في قفاي،
أدسُّ لساني
فينكأُني الصمت
ألملم صوتي
أُمَرغُهُ في الحذر.
أنّي نظرت
أري هوّتي
أَمدُّ...
فتسحبني هوّة شاهقة.
ûûûû
لو أنَّ لي ترس السلحفاة
لأعتزلتني،
لأعتزلت
ــ الرصيف المتخم بالتسكع،
ــ الشارع المعبد بمواعيدنا التي لم تكتمل،
ــ النهر المنفي خلف نفاياته وما ترسب فوقه من وجوه،
ــ بيتنا الهرم إذ يسف منه رماد الحكايا،
ــ أظافر الوحشة،
ــ أحاديثهم المستنسخة
ولساني المضمخ بالأسئلة،
ــ صورته التي إحتلت الواجهات،
ــ صورتها التي فرّت للنسيان،
ــ صورهم لمّا تماهت والجدار،
ــ صورتي التي لم تعد صورتي.
لذا سأخدعهم
وأعلّق الخفافيش علي عزلتي
سأدعها تتأرجح في خرائبي
وأنام قرير الذاكرة.
أُأَرشف زاوية من زوايا العدم
وألقي بها أيامي القادمة.
بعد أن أتوضأ...
أهروّل بلا تاريخ
أتهجّي بقيتي
وان صادفتني
غيمة علي الرصيف
أفتح قُفل حقيبتها خلسةً
وأدسُّ فيها جثتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | 25 سؤالا مع المخرجة رشا شربتجي


.. بتقنية -التزييف العميق-.. أول فيلم روائي طويل عن حياة الرئيس




.. شاهد: الشرطة الإسبانية تستعيد لوحة للفنان بيكون سُرقت قبل تس


.. بخاطر في التمثيل ومابخافش من أي دور سهر الصايغ عارفة إنه سلا




.. كل الزوايا - مذكرات فريدة فهمي.. الفنانة القديرة تسترجع ذكري