الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير نظام وليس إسقاط دولة !!! حوار مع تجربة

ربحان رمضان

2009 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الأنظمة الشمولية حكمت وتحكم شعوبها تحت يافطات و شعارات ثوروية تكاد تناطح بها السماء رغم أنها غالبا ما بقيت رهن الكتب وصحف إعلامها دون تنفيذ ، مثالنا على ذلك نظامي البعث في كل من العراق وسوريا ، وأنظمة الدول التي كانت تدعي بأنها تسير في طريق الإشتراكية
استوقفني الأستاذ تودور يانتشيف (أحد الكتاب البلغار) ذات مرة ، وقال لي : أن نظام جيفكوف يمارس الديكتاتورية على شعبه ..
توجست خوفا و اعتقدت أنه يتبع أحد أجهزة مخابراته بسبب اعتماد هذه الأنظمة على المخابرات ومشتقاتها بشكل أساسي ، فقلت له : علمي بالنظام أنه نظام تقدمي وديمقراطي ، وهو مثالنا في حل المسألة القومية .. طالما ذكرنا تقدميته في أدبياتنا الحزبية .
قال لي أن ماتسمعه عليه من الإعلام وإعلام الأنظمة المشابهة لنظامه إنما هو كذب وتلفيق .. تعال إلى مقابر المسلمين البلغار ، انظر كيف أنه قام بتغيير أسماء أبناء الأقلية التركية في بلغاريا من محمد وحسن وابراهيم إلى ايفو ، وستيوان ، وآلن ..
ذكرت لي أن هذا حدث عندكم في بلادكم عندما صدر مرسوم يمنع تسمية الأطفال بالأسماء الكردية ، للأسف عندما ساعد النظام بعض القوى التركية والكردية ، والعربية من بلاد الجوار على طريقته ليساوم عليا ساعة يشاء ، وظفت تلك القوى امكانياتها الثقافية والاعلامية لتجميل وجهه ، انظر وإقرأ ماكتبوه عن " ديمقراطية نظام بلادكم .." .
إسأل عن المناضل غينتشف الذي اعتقله نظام بلادنا لمدة سنتان وهو حدث ابن ستة عشر ربيعا ً ، لأنه من حزب الفلاحين البلغار ذو التوجه الديمقراطي السلمي في البلاد ، ولما أصبح عمره ثمانية عشر حكم عليه لمدة ستة عشر عام ..
إننا عندما عـّرينا ممارسات النظام لم نعادي بلادنا أبدا ً ، ولما سقط النظام ، لم تسقط بلادنا بل تطورت وازدهرت خلال فترة قصيرة عشرات المرات عما كانت عليه .
لقد كان المنتفعون من وجود نظام جيفكوف يسرقوا قوت الشعب ، مثل ما يجري الآن في بلادكم تماما ، وما يوجد عندكم من مخلوف ، وشوكت ، وسليمان ، كانت توجد لدينا عينات طبق الأصل منهم ...
هذا النظام الشمولي والذي حوكم بعد سقوطه على خلفية سرقة 900 ليفا والتي كانت تعادل في فترة محاكمته تسعين دولارا أميركي إعتذر رئيسه لذوي طالب عراقي قتل في بلغاريا عام 1986 في ظروف مجهولة ، لكننا لم نرى ولم نقرأ أي اعتذرا خطي أو شفهي من بعثيوا صدام وأعوانه قتلة الشعب الكردي في كردستان العراق ، وأيضا ً لم نسمع أي استنكار لأجهزة أمن نظام البعث في سوريا عن مقتل سليمان آدي ، ولا عن مقتل الجنود الأكراد في قطعاتهم العسكرية ، ولا عن مقتل المحمدون الثلاثة على رأي الأستاذ زهير سالم !!
لم يستطع نظام البعث في سوريا محاسبة الكوماندوس التركي الذي دخل إلى قرية جرنكة الكردية في قامشلو السورية وقتل أحد عشر مناضل كردي بينهم امرأة عام 1988 ، بل كافئه وتنازل له كليا عن لواء اسكندرونة الذي " ُبحّ " صوت الوطنيين السوريين وهم يطالبوا باستعادته منذ الاستيلاء عليه عام 1936 وحتى الآن .
البعثيون في العراق وعلى رأسهم " العصفور الدوري " حملوا حقائبهم (مليئة) وهربوا تاركين الديكتاتور المخلوع في جحره يودع الدنيا وحده .
فعلوا مافعل ساطع الحصري مفكر البعث ، الذي حمل أمتعته وهرب مع الملك حالما دخل غوروا دمشق على أجساد أبطال المناضلين الذين جابهوا جيشه بأجسادهم في ميسلون .

استدركت أنه لايمكن لصاحبي أن يتفهم عقدة حب الذات لدى أنظمة بلادنا الوقحة (تجاه شعوبها) بكذبة التفوق والمبالغة فيه ، لا يهمها أرضيت بها تلك الشعوب أم رفضت ، الأمر لديها سيان ، و" حاكمك ظالمك إذا عجبك وإذا ماعجبك " .
قلت له : ياصاحبي يتهمون المعارضة في بلادنا وكل من يطالب بالديمقراطية أنه ضد البلد ، وأنه عدو الوطن ؟؟!!
كل مافي الأمر اننا نريد تغييرا ً ديموقراطيا ًيعيد للمواطن كرامته ، وللوطن عزته ..
لكي نحافظ على الوطن ياعزيزي لابد أن يشعر المواطن بالكرامة وذلك بإلغاء العسف والاستبداد أولا ً .. وإطلاق سراح المعتقلين قبل أي مطلب آخر ..
ومن ثم إطلاق الحريات الديمقراطية ، وإلغاء المشاريع الاستثنائية المطبقة بحق الشعب الكردي (القومية الثانية في البلاد) .. والاعتراف به ضمن الدستور .
قال صاحبي للأسف ياعزيزي ، لقد فهمت من ضيوف بلدكم أنها بلاد الديمقراطية ، والرفاهية ، والعزة والكرامة ..
لم أعرف أن ضيوفكم كانوا ضيوف نظام ، ومن يأكل على موائده لا بد أن يحارب بسيفه .. وعلى الأقل يسايره ، والمسايرة .. كذبة تتوضح بعد التغييير .
= = = = = = = = = = = =
* كاتب وناشط سياسي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-