الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقية كركوك وعراقية كردستان

مرتضى الشحتور

2009 / 11 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قد تكون قضية كركوك مثلا ملائما لخطورة التاسيس الفدرالي غير الممنهج الذي حشرنا مصيرنا عنده.
في العام الماضي خضنا صراعا ذاتيا مملا وبدون جدوى لقد اسفرذلك النزاع والصراع الطويل الى ثلاث نتائج كانت وستبقى غاية في الخطورة اولا: تاخرت انتخابات مجالس المحافظات كثيرا. ثانيا تنازلنا عن اجراء انتخابات مجالس الاقضية والنواحي وتركنا الموضوع وتنازلنا عنه و لحد الان.
ثم وثالثا جمدنا قضية كركوك وحذفت من الانتخابات المحلية.
كان من اكبر الاخطاء الدستورية على الاطلاق ان نجعل قضية مصير بلد رهن تجاذبات المتناحرين.
ومع نهاية عمر البرلمان الحالي اعيد ابتزاز الشعب هذه المرة ولذات القضية ، أي في الشؤون المحلية للمحافظات ، لقد قفزت او حشرت قضية محافظة لتكون اسفين فرقة تاريخية اونذير طلاق اثم وغير ودي.
ان الاف الحلول المتاحة لم تستعرض لتجاوز هذه المعضلة، وحين فشل من قدموا انفسهم ممثلين لكركوك في عرض حل كان من الافضل ان نبحث سبلا اخرى ان حلولا متاحة كثيرة لم يتم استعراضها ومن اليسير حتى نتوصل الى معرفة قرار وتوجهات اهل كركوك ان نجرى انتخاباتها على اساس الترشيح الفردي مثلا.
كان من الممكن ايضا ان نقبل حقيقة اخرى فمن شأن الرخاء والازدهاران يسهم في انشاء بيئة متسامحة ومشاعر اقل غلوا بين اهل كركوك هذا التطور لو اتيح له ان ينموو يرى النور من شأنه ان يقلص الحساسيات المفرطة او المفترضة بين مكوناتها.
الغاية المشينة التي كرسها الفرقاء اسهمت الى حد بعيد او قادت لتمزيق كل الامال والطموحات الشعبية في بناء وطني ينتهي الى تكريس عوامل الوحدة.
ان الشؤون المحلية والطموحات الطائشة اخذت بالفعل حيزا يتجاوز كثيرا مداها فيما نحيت او اسقطت الاهتمامات الوطنية والطموح الوطني.
ومع ان التمثيل النيابي لاي محافظة (مهما كانت كبيرة) في البرلمان لن يقدر على حسم أي جدل مصيري ، فان هذا الاختلاف جرى تقديمه على انه مصيري وحاسم ليصب في النهاية الى تقويض كل شيء!
لازال موضوع اشتراك كركوك في الانتخابات النيابية من اكبر المعاضل التي تهدد بنسف كل شيء.من الواضح ان الانتخابات ا لعامة مهددة على نحو جدي.
في النتيجة يمكننا التسليم بحقيقة ان البلد يتجه شاء ام ابى الى تاسيس الجمهوريات المحلية أي المحافظات.
وحتى اولئك الذين هتفوا عاليا لرفض الفدرالية يكشفون اليوم بما لايقبل الشك انصياعهم بل ودفاعهم عن هذا النمط من الحكم الذي اتاح لمجمل المشاكل ان تظهر الى السطح وان تتفاعل وتحتدم وتدفع البلد الى مصير مجهول.
انها لمفارقة خطيرة ان يحمل الجميع تطلعاتهم المحلية ليجعلوها بوابة الوجود او العدم.
بعد 2003 ورغم الفوضى العارمة كانت هناك تطورات لم تعامل بالقدر الكافي من الاحترام لقداسفرت العملية السياسية عن تطور عظيم فاكراد العراق بدوا اكثرا اخلاصا لوحدة البلد انهم وقد شاركوا بقيادة وتقرير شؤون العراق يقولون ويؤكدون بالممارسة العملية حرصهم الشديد على وحدة الوطن.
لدينا الف سبب وسبب لنعتقد ونثق بصواب مايقولون .
لقد اظهرت كردستان اليوم بقياداتها وبهوى الناس فيها انها اكبر المدافعين عن وحدة البلد وان تمسك شعبها بالوحدة عنصر حقيقي في هذه المعادلة انهم شعور عميق يتجاوز الضغوطات المرحلية والاحتياجات الانية.
انه الارتباط المصيري.
اكراد العراق يجدون ويشعرون ان كرامتهم واستقرارهم يكتسب عوامل بقاءه من بقاء العراق موحدا .
لقد زرت كردستان مرات ومرات كان هذا هوالشعور الكاسح الذي يمكن تلمسه هناك ، لهذا لااجد ظيرا حتى في انضمام كركوك لاقليم كردستان، فالتركمان الذين يعيشون في اربيل ودهوك يحظون بمعاملة متساوية مع اشقائهم الكرد.
ان قضية محافظة كركوك وتصوريها قدس عربها او قدس تركمانها او قدس اكرادها.هو امر حقيقي وطبيعي
لكن الاستخدامات الذرائعية لن توفر سوى غطاء هش وممزق يستخدم لاسقاط العملية السياسية.
كركوك محافظة عراقية وسواء التحقت باقليم كردستان او اعطيت وضعا خاصا . فلن تكون احدى الجمهوريات الشاردة.
وبقين اقول ان ذهاب كركوك الى كردستان المتمدنه افضل للعراق الف مرة من استباحتها وتسليمها للتطرف والاصولية في الامارةالمسخ المزعومةبدولة العراق الاسلامية او متطرفي القاعدة والنقشبندية او القومجيين ودعاة اعادة الدكتاتورية.
عراقية كركوك مثل عراقية كردستان و لن تتعارضا في شيءمع الوحدة العراقية !
الحقيقة الراسخة اننا كشعب اثبتنا تمسكنا بخيار وحدتنا ونتصدى لمحاولات التمزق بارادة قوية،ولكن المتصدين للعملية السياسية يثبتون بصورة مستمرة انهم اكثر المفرطين بمستقبل الوطن اكثر المغالين في المصالح الصغيرة على حساب المشروع والازدهار الوطني...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استفهام
صقر الرافدين ( 2009 / 11 / 8 - 00:52 )
السلام عليكم
لاشك ان السبب من مقالك هذا هو لانك من المدافعين عن ضم كركوك الى كردستان.وانك احد ابواق الاحزاب الصهيوكردية.الذي يقرا مقالك يظن وللوهلة الاولى بان من يسكن في العراق ويعيش فيه من غير الاكراد يظلم الاكراد وتصرفاتهم ورؤيتهم وافكارهم وتطلعاتهم.وكان مقالك هذا يداعب افئدة الاغبياء .الذين يظنون فعلا بان الاكراد حريصين على وحدة العراق..حكومة كردستان ترفض رفع العلم العراقي على دوائرها ومؤسساتها وترفض تسجيل المواليد الجدد بالاسماء الاسلامية ولا نقل عربية وترفض تدريس اللغة العربية في مدارسها وتطلب من الحكومة المركزية ادخال اللغة الكردية في منهاجها واطلقت اسايشها وجحوشها من البيش مركة العملاء لترويع ابناء ديالى والموصل وصلاح الدين واستقدمت الالاف من الاكراد الساكنين في الدول المجاورة لمحافظات الشمال ومنهم من هم مجهولي النسب ومنحتهم الجنسية العراقية وترفض العراقي العربي من ان يتجول في محافظات كردستان من غير ان يكون قادم اليها بدعوى وكفالة شخص كردي وتسحب منه اوراقه الثبوتية لحين مغادرته كردستان وترفض تسليح الجيش العراقي باسلحة حديثة وتعرقل صدور قانون الانتخابات والكثير الكثير من الاجرائات المتخذة من قبلهم للتمهيد لفصل محافظاتهم عن العراق لشرذمة العراق وكان لقوات الاسايش الكردية الفض

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ