الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ، هذا التاريخ

أدونيس

2009 / 11 / 8
الادب والفن


الخميس, 05 نوفمبر 2009
-1-

الفكرة العظيمة كمثل القصيدة العظيمة، «جريمة»:

ضد عادات التفكير،

ضد عادات اللغة،

ضد عادات الكتابة،

ضد عادات القراءة.
-2-

هل سأعرف كيف أقود حياتي؟

هل سأعرف كيف تقودني؟

ثمة فخّ أينما اتجهت، وكيفما توجهت.

فخّ: ماء ونار في إنبيق واحد.

-3-

سياسة: حرب في غابات من الأشلاء والبعوض والذباب.

-4-

مَن قال إن الموتى لا يتكلمون؟

إنهم لا يتوقفون عن الكلام، غير أنهم يتكلمون بأفواه الأحياء.

-5-

تمضي حياتك في حفر طريق من أجل أن تسير عليه نحو ما تشاء. فجأة، تكتشف أن الطريق انتهى، وأن خطواتك لا تزال في بداياتها.

-6-

الصراع بين الشعر والجسد، تراجيديا.

والصراع بين الشعر والعقل، ملهاة.

-7-

لا يعرف المحافظون في المجتمع العربي أن يحافظوا إلا على الأشلاء.

لا يعرف أعداؤهم أن يحافظوا على أي شيء، إلا على أنفسهم.

-8-

لم تعد الكتابة سَفراً بين الهاوية والذروة. لكن، لماذا تصبح تسكعاً بين الشارع والمطبخ؟

-9-

أسوة بفن البوب، رسماً وموسيقى، رقصاً وغناءً، أميل الى الظن أن الشعر العربي الذي يكتب اليوم، سيؤرّخ له بوصفه شعر البوب العربي.

-10-

مأخوذ بتعلم اللغات التي تخاف الألسنة أن تتهجّاها.

-11-

للشعر، هو أيضاً، مراكز اعتقاله ونفيه. ألهذا نجد ماء للزمن العربي يرفض الشعر أن يسبح فيه حتى ولو كان حوض الأبدية؟

-12-

خير لثقافة مليئة بجراح الموت البطيء أن نعجّل في الإجهاز عليها.

-13-

سوس يتجيش تحت بشرة الوقت.

-14-

هل علينا، إذاً، أن نبدأ فنتعلم الماء، ونخلق ما يصالح بين فيزياء الإسمنت، وكيمياء النجوم؟

-15-

الدخان يشعل قناديل المعنى.

-16-

مَن يقول الشمس والقمر أخوان،

وما ينبغي أن يوحّد بينهما،

هو نفسه الذي يفرقهما؟

-17-

لا شيء في الطبيعة غير الشيء،

لا شيء في ما وراءها إلا اللاشيء.

اللاشيء، في آن، ذروة وهاوية:

هل أستطيع، إذاً، أن أهزّ بجذع اللاشيء،

لكي ألتقط ثمار الغيب؟

-18-

تقول إنك تغسل وجه الليل بيد الفجر؟

قل لي من أين تجلب الماء؟

-19-

لا يُحب نرسيس أن يقيم إلا في المرآة:

لا يحب أن يكون له مكان غير اللامكان.

-20-

الحجر الذي رميته في النبع لم يسقط فيه، بل سقط بين أهدابك:

تحسسْ عينيك.

-21-

اليقين ساذج حتى أنه لا يعرف نفسه إلا بوصفه نقيضاً للــشك. وهو عاجز عن أن يكون في مستوى الحياة: طفلاً أو شيخاً، بداية أو نهاية.

-22-

ما أعجبك، أيها الحب:

كيف تكون فراشة في الكلام.

وناراً في الممارسة؟

ألن تعلمني كيف أقرأ اسمي في اللائحة

التي يكتبها الدخان على جدار الهواء؟

-23-

الضباب الهارب أبداً هو الأخ البكر للمادة المقيمة أبداً.

-24-

بلى، يقدر الماء أن يكون حارساً على كل شيء، إلا على الرمل.

-25-

لم يعد الثمر في حاجة الى الفصول:

الاحتمال طفرة في شريان كل شيء.

-26-

حبل نجمة يقفز عليه المشردون والتائهون.

-27-

حاكيتُ العناصر وفشلت، إلا في محاكاة النار.

-28-

الزمن عاصفة، لكن يمكن التغلب عليها بما هو أضعف منها: الفن.

-29-

وقت -

يتدور في فقاعات ماء موحل.

-30-

بنيت هيكلاً لعينيَّ،

لكي تُصلّيَ فيه خطواتي.

-31-

هنا، في غرفتي، على شرفة سميتها الوحدة،

تجلس وردة حول كرسي فارغ.

لكن، مَنْ هذه المرأة التي تتحدث مع نفسها بلسان الوردة؟

-32-

في الخزانة، قرب السرير، غبار عتيق جديد،

للغبار شكل الدمية،

للدمية شكل طفلة لا تتوقف عن الرقص.

لا تزال يداها بين الدفاتر،

لا تزال خطواتها تتوهج بين الجدران.

-33-

بيت - كمن يحاول أن يحوّل البحر

الى رسائل،

وأسرّة، وقمصان.

-34-

بيت - غرف كمثل حقائب على الرصيف،

لا هي دروب،

لا هي سفر،

لا هي أحلام:

حقائب - أثقال ومرارات.

-35-

بيني وبين وجهي مرآة تفصلني عني،

بين أسمائي وأفعالي سماوات تيبس،

وأرض تتشقق ظمأً.

الحروف غابات من الكلمات،

الكلمات غابات من الظن،

والكتابة سفر في المتاهات.

أين الأفق الذي تتنور به أحشائي؟

-36-

هل تريد أن تكون سماء ثانية؟

إذاً، اعشق الأرض.

-37-

الحياة التي أعيشها، لا أعرفها.

هل يمكن أن نعرف ما نعيشه؟

هل يمكن أن نعيش ما نعرفه؟

المعرفة نهار وليل في آن،

وأن نعيش ليلٌ لا غير.

-38-

رغبتي أن أغير الضفاف،

لا أن أكون جسراً.

-39-

تتعذر رؤية الوجه بشكل كامل ونهائي،

وهذا سره، وأجمل ما فيه.

الوجه آخر السراب وأول الماء.

-40-

اختبر تلك النافذة في هذه القصيدة:

إن كانت مضيئة

فسوف تفتح لك نوافذ عديدة أخرى.

-41-

كأنما ينبغي عليّ أن اصعد الدرجة الأخيرة من سلّم الضوء،

لكي أقدر أن أقرأ ظلي.

-42-

لا أحب قلبي إلا مرسوماً بشفتيّ،

لا أحب عقلي إلا محضوناً بين يديّ.

-43-

اللحظة الأولى للدخول في سر الكتابة هي لحظة الارتطام

بين كلمتين تتألفان من حروف واحدة:

الشرع والشعر.

-44-

تاريخ -

أيام لا ترى إلا نفسها،

لا تكتب إلا نفسها،

لا تقرأ إلا نفسها:

إنه العبث يجرّ أذيال اللغة.

-45-

تاريخ - ترميم هياكل وعبادات.

-46-

هوذا ألمح القمر يجلس وراء مكتبه. ينهض، يأخذ لائحة بأسماء النجوم ويقدمها الى الليل.

-47-

كلما تفوهت باسم نبي، أرتكب أخطاء كثيرة في حق حنجرتي.

-48-

لكل قصيدة عظيمة شفتان تنتقدانها: شفتان لا ترتويان.

-49-

النور، في سطوعه الكامل، يتحول الى حجاب. غير أنه الحجاب الوحيد الكاشف.

-50-

تسلّح - لا تتسلح إلا بالنور.

-51-

إفتح أحشاء قصيدة،

وأقرأ فيها مصير العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سماء الوجه
واثق غازي ( 2009 / 11 / 8 - 08:17 )
محبتي لك أيها الصديق . أنت صديقي وصديق الكثيرين وهذا طبعا دون تدخل منك . كذلك يبدو لي أن وجهك لن يبعثره الدخان مهما كثر . ولن يتغير وجه السماء في مرآءة نرسسة الواقع / واثق غازي البصرة


2 - أوكـسـيـجـيـن
غـسـان صـابـور ( 2009 / 11 / 8 - 18:58 )
... وأنا كلما قرأت أدونيس, مهما كان لون كتابته, أشعر أنني ما زلت أعيش, ما زلت أحيا. وأن الكلمات المكتوبة أجراس تنادي جميع أصدقاء الأزمنة. فنعود كلنا بأرتال متفرقة, من أمكنة عيشنا اليومي المتفرقة, لنلتقي من جديد. رغم الزمان. رغم النسيان. كأننا لم نفترق. اعيد القراءة مرة.. مرتين. فأشعر بالأوكسيجين يجتاح جسدي بعد اختناقات الأحداث والزمن. ماذا استطيع اضافة على الكلمات التي أقرؤها سوى الصمت والتفكير والحلم والأمل ان يستمر أدونيس بالكتابة.. وأن تـمـر الأيام...
غسان صابور ليون فرنسا

اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع