الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 11 / 8
الطب , والعلوم


لا توجد بقعة على وجه الأرض خالية من مرض "H1N1". ورغم التقدم العلمى المذهل الذى يشهده هذا العصر إلا أن العالم يقف حائرا أمام هذا الفيروس المتناهى الصغر الذى لا يرى بالعين المجردة. ومن المهم أن نشير إلى طبيعة هذا المرض والعوامل التى تساعد على انتشاره وطرق الوقاية منه وإلى حالة المرض فى الدول التى تعتبر مسقط رأس الفيروس ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التى رفعت درجات التأهب إلى أعلى المستويات حيث أعلن رئيسها أوباما حالة الطوارئ فى أنحاء البلاد فى 25 أكتوبر 2009م.

من الملاحظ أن وسائل الإعلام تطلق على هذا المرض "أنفلونزا الخنازير". وهذا مرده إلى أن التحاليل المعملية أثبتت فى البداية أن جينات هذا الفيروس الجديد يشبه إلى حد كبير فيروس الأنفلونزا الذى يصيب الخنازير فى القارة الأمريكية غير أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذا الفيروس يختلف عن الفيروس الذى يتنقل بين خنازير شمال أمريكا إذ إنه يحتوى على جينات من أربعة مصادر فيروسية: فيروس أنفلونزا خنازير أمريكا الشمالية وفيروس أنفلونزا خنازير أوربا وأسيا وفيروس أنفلونزا الطيور وفيروس أنفلونزا الإنسان.

اللافت للنظر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت فى 29 ابريل 2009م أن الإنسان بات فى خطر بفضل هذا الفيروس غير أن الدوائر العلمية مازالت تقلل من شأن هذا الأمر. لقد أوضحت صحيفة لوس انجلوس تايمز أن العلماء الذين يتابعون تطورات انتشار المرض يتفقون على أن الفيروس فى تكوينه الحالى لا يعتبر قاتلا. فالانتشار الحالى لمرض أنفلونزا الخنازير الذى ظهر فى سان داياجو الأمريكية وجنوب المكسيك لا ينذر بالخطر مقارنة بالأنفلونزا الموسمية. وكما جاء على لسان عالم الفيروسات ريتشارد ويبى فى صحيفة لوس انجلوس فإن الفيروس لا يملك القوة كفيروس عام 1918 الذى أودى بحياة 50 مليون شخص. أما بيتر باليس خبير الأنفلونزا والميكربيولوجى فى مركز سينا الطبى فى نيويورك فيذهب إلى أن الفيروس يعوذه حامض الأمينو الذى يساعد على تكاثر جزئيات الفيروس فى الرئتين ومن ثم فإن المرض لا يمثل خطورة على حياة الإنسان. لعل الأنفلونزا الموسمية تمثل خطورة أكبر. فالأنفلونزا الموسمية فى أمريكا تؤدى كل عام إلى وفاة حوالى 36 ألف مواطن ويضطر حوالى 200 ألف شخص إلى قضاء بعض الوقت فى المستشفيات.

الخطورة الوحيدة لهذا المرض تكمن فى صعوبة تمييزه عن الأنفلونزا الموسمية سواء فيما يتعلق بطرق انتقال المرض أو الأعراض المصاحبة له. فالعطس والسعال بطريقة خاطئة قد ينقل المرض للأخريين. من المهم أن ندرك أن الفيروس قد يعيش خارج جسم الإنسان لمدة تتراوح بين ساعتين وثمانى ساعات.لذا فقد تحدث الإصابة إذا لمس الإنسان شيئا ملوثا بالفيروس ثم قام بملامسة الفم أو الأنف. أما أعراض هذا المرض فهى متشابهة مع أعراض الأنفلونزا الموسمية حيث تشتمل على الحمى والسعال والتهاب الحلق والرشح وآلام الجسد والتعب ويمكن أن يصاحبه إسهال وقئ أو أن يصاب الإنسان بأعراض تنفسية غير مصحوبة بالحمى.

ولكن ما هو الموقف فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعتبر أحد معاقل المرض. تشير البيانات والإحصائيات الواردة من مراكز التحكم والوقاية من الأمراض أن المرض ينتشر بين فئات عمرية محددة وتقل نسبة الإصابة لدى كبار السن. ووفقا لهذه المراكز فإن الفترة من 30 أغسطس حتى 10 أكتوبر 2009 شهدت حوالى 5 آلاف حالة مؤكدة وجاءت الفئات العمرية المصابة بالمرض على النحو التالى: 19 % يبلغون من العمر 4 سنوات فأقل و25% من 5 سنوات حتى 18 عاما و9% من 19 سنة حتى 24 سنة و24% من 25سنة حتى 49 سنة و15% من الفئة العمرية 50 سنة حتى 64 سنة و7% فقط 65 سنة فأكثر. ورغم تقدم البنية الصحية فى بلاد العم سام إلا أن المرض استطاع أن يودى بحياة بعض المواطنين من الفئات العمرية المختلفة حيث شهدت البلاد 292 حالة وفاة (أى حوالى 6% من المرضى) فى الفترة من 30 أغسطس حتى 10 أكتوبر 2009م منها 3% من الفئة العمرية أربع سنوات فاقل و14% من الفئة العمرية من 5 سنوات حتى 18 سنة و7% فى الفئة العمرية 19 سنة حتى 24 سنة و33% من 25 سنة حتى 49 سنة و32% من 50 حتى 64سنة و12% يبلغون من العمر 65 سنة فأكثر.

وخلاصة القول فإن الأمر يتطلب الهدوء وضبط النفس عند التعامل مع هذا المرض الذى يمكن السيطرة عليه من خلال إتباع الإجراءات الصحية السليمة. من المؤكد أن التشخيص المبكر وتعاطى العقاقير المضادة للفيروس مثل التاميفلو والريلينزا يأتى بنتائج جيدة. كما يمكن الحد من المرض من خلال تغيير سلوكيات الإنسان وخاصة الاعتياد على نظافة اليدين وغسلهما عند ملامسة الأشياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تنجح مساعي واشنطن في تقليص النفوذ الروسي في منطقة الساحل


.. سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح نيويورك




.. استمرار عمليات الإجلاء الطبي التي تنظمها دولة #الإمارات


.. -قريبا سنبني حضارة على المريخ-.. ماسك يحدث ضجة بتنبؤاته




.. إيلون ماسك: البشر يمكن أن يعيشوا على المريخ خلال الثلاثين عا