الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن : لماذا فتح الحوثيون جبهة جديدة مع السعودية؟

رداد السلامي

2009 / 11 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


بعد 6 سنوات من الحرب يأتي دور السعودية في قضية صعده اليمنية بتدخل مباشر ، وقصف جوي على الحوثيين الذين كبدوا القوات اليمنية خسائر فادحة في المعدات والأرواح ، كما عجز الجيش اليمني عن تحقيق نتقدم ملموس ضد جماعة بدأت كشرر وانتهت كنار تأججت لتحرق الداخل ثم تتجه نحو الخارج .
لكن السؤال الذي يبرز في الوقت الراهن ، لماذا فتح الحوثيون جبهة جديدة مع المملكة السعودية ، ولماذا اعتبر صالح تدخل السعودية بداية الحرب الحقيقية قد بدأ حين ذلك قبل ثلاثة أيام في خطاب له ؟
لا يوجد ما يؤكد ما سنذهب إليه في تحليل بسيط لا يتجه نحو التعقيد ، ولكنه يحاول أن يسبر غور الأحداث في إدراك عادي للعلاقات في ترابطها .
من المعروف أن جنوب السعودية مليء بالجماعات الشيعية وأن خط الحدود اليمنية السعودية على تماس مباشر مع صعده التي بدأ فيها التمرد الحوثي ، كما أن الحديث عن وجود دعم إيراني حديث لا يخلو من حقائق نسبية فيما يتم تداوله ففي إطار الصراع الإقليمي يبدو أن إيران ستسعى مستقبلا لإيجاد دولة ما بين اليمن والسعودية ،وهي "دويلة"تقتطعها من أراض يمنية وسعودية مشتركة .
فإيران لا تزال تعاني من حالة عدم الاعتراف بها كقوة إقليمية وذلك بسبب الشكوك العربية بالأهداف الإقليمية الإيرانية خاصة بعد إقدامها ضم ما تبقى من جزر امارتية وقيامها بتحديث مشاريعها الخاصة بقواتها على نحو يفوق احتياجاتها الوطنية وقدراتها الاقتصادية.
ويبدو أن إيران استطاعت أن تلعب بذكاء فاق التوقعات العربية ، وخصوصا المصرية والسعودية من خلال دعم الحوثي كما يردد صانع القرار اليمني ذلك ، وبالتالي إيجاد تلاحم شيعي شيعي في كلا البلدين –جنوب السعودية وشمال اليمن – من خلال تحويل تلك المناطق إلى بؤرة يؤدي مهام السياسية الإستراتجية الإيرانية بجدارة واقتدار من خلال تحويل الحوثي الى جماعة أشبه بحزب الله .
كما أن اليمن في سياق الصراع العالمي على مصادر الطاقة تقع ضمن خط الصراع بين القوى الإقليمية والدولية ، وبالتالي فإن ذلك يعطيها بعد استراتيجيا هاما ، فهي تمسك بالقاعدة التحتية لشبه الجزيرة العربية ، وتتحكم بمداخل البحر الأحمر ، وطرق الملاحة البحرية الصاعدة إلى آسيا عبر البحر العربي ، وبذلك فإنها تشكل بحق العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي على مستوى الأمن الاقتصادي ، وبالتالي فهي قادرة على المساهمة في حماية خطوط تدفق النفط على طول 2300كم هي طول خطوط الشواطئ اليمنية كما أن منطقة البحر الحمر هي البوابة التي تحاول إسرائيل من خلالها النفاذ الى الاستثمارات الخليجية .

ويرى البعض أن هدف الحوثيون الرئيسي خلخلة الوضع الأمني السعودي و استجداء عطف شيعة جنوب السعودية لمساعدتهم في إحداث خلخلة في الأمن فيه.
كما أن إيران بدأت تهدد من خلال موسم الحج ،كما أن أهل القطيف-منطقة شرق السعودية- يطالبون بالانفصال في أوقات متقاربة جداً مما يدل على اتفاقهم المسبق.

كما يذهب بعض السياسيين اليمنيين إلى القول أن الحوثيين حين عجزوا عن كسب تأييد شعبي كما عجزت السلطة من إيجاد اصطفاف معها ضدهم ، لجاوا إيجاد ذلك التعاطف عبر اللجوء إلى فتح جبهة مع السعودية نظرا لأن السعودية كانت قد احتلت أراض يمنية وكثيرا ما ساهمت في إجهاض مشاريع التقدم والنهوض في اليمن ، وكذا الوقوف السلبي تجاه وحدته.الأمر الذي سيخلق لهم زخما قويا ، وهو أمر غير ممكن لأسباب معروفة.

فيما يذهب آخرين إلى أن إيران تستهدف السعودية من خلال اليمن، وأنها " السعودية " هي، بالجغرافيا والديمغرافيا والاقتصاد والمكانة الروحية والدولية، هي قلب الإقليم، ومظلة الجزيرة العربية.
فيما يرى المحلل السياسي الدكتور عبد الله الفقيهأن ثمة حديث يدور على فكرة أن ثمة تفاهما يمنيا ـ سعوديا على ان يعمل الطرفان معا كحليفين للقضاء على الحوثيون أنه إن وجد فإنه سيترتب على ذلك آثار عميقة العميقة على الخريطة الجغرافية والسياسية للصراع الدائر كما أن هناك احتمال أن ذلك سيؤدي إلى إعادة صياغة التحالفات السياسية داخل اليمن وداخل المملكة. اما على المستوى الإقليمي فانه قد يؤدي إلى انقسام حاد داخل العالم العربي وسيكسب الصراع بعده الإقليمي الذي ما زال غير واضح حتى الان. وسيوفر دخول السعودية كطرف في الصراع فرصة ذهبية أمام القاعدة لضرب الاستقرار في المملكة العربية السعودية. وقد تمتد عملياتها فتشمل ضرب المنشئات النفطية المغذية للأسواق العالمية بالنفط."
الكاتب الصحفي صادق ناشر من جهته في تعليق للجزيرة نت قال" إن الحوثيين أرادوا ولا زالوا يريدون جر السعودية إلى الدخول في هذه اللعبة الخطرة، أي الغرق في مستنقع الحرب على الأراضي اليمنية، لأن ذلك سيجلب لهم دعما خارجيا أكبر"
ويؤكد ناشر"في المستقبل ربما تتحول المنطقة الحدودية اليمنية السعودية إلى منطقة نزاع، وهو ما ترغب به قوى إقليمية خاصة إيران وربما سيجد اليمنيون والسعوديون أنفسهم في ورطة مع المتمردين، وربما يبدأ الحديث عن أقلية مضطهدة في هذه المناطق، التي قد لا يستبعد أن يدخل فيها شيعة السعودية طرفا رابعا".


صالح في خطابه السبت الماضي بدى متفائلا بدخول السعودية الحرب معه ضد الحوثيون ، فقد استطاع أن يجد له اصطفاف خارجي بعد أن عجز داخليا عن ايجاد ذلك، مسنود بدعم غير مباشر من قبل قوى عالمية ، لكن الا يعتبر ذلك اختراق للسيادة اليمنية ؟
-------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايران هي اصل كل الشرور
ثامر السبيعي ( 2009 / 11 / 9 - 13:12 )
صالح في خطابه السبت الماضي بدى متفائلا بدخول السعودية الحرب معه ضد الحوثيون ، فقد استطاع أن يجد له اصطفاف خارجي بعد أن عجز داخليا عن ايجاد ذلك، مسنود بدعم غير مباشر من قبل قوى عالمية ، لكن الا يعتبر ذلك اختراق للسيادة اليمنية ؟
--------------------------------------

غريب امرك يا استاذ !

ما يفعله صالح وهو رئيس الحكومه والدوله اليمنيه تعتبره اختراق
بينما تغض النظر عن اختراق الحوثيين الارهابيين المدعومين من ايران
والذين يزعزعون الامن اليمني منذ ست سنوات !!!!

اما بالنسبه للشيعه الذين في جنوب السعوديه فهم شيعه اسماعيليه
وهؤلاء لديهم ميراث من الدم مع الزيود شيعه اليمن ويختلفون عنهم
كثيرا في المذهب وهم اكثر من يخشي من امتداد الصراع الي مناطقهم
حتى لا تتحول الي افغانستان اخري يجدون فيها انفسهم في اخر المطاف
بين كماشة الحوثيين والقاعده والجيش السعودي !

اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج