الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أوراق ذكرياتي عن انتخابات عام اثنان وتسعون.

نزار بيرو

2009 / 11 / 9
الادب والفن


من أوراق ذكرياتي عن انتخابات عام اثنان وتسعون.
إلى ذكرى والـــدي.....

في أمسية احد أيام خريف عام اثنان وتسعون، في مدينة " قلا ومناره " وفي الحديقة الكبيرة لمقر احد الأحزاب التي كان طرفا في الانتخابـات والتي لم يحالفها الحظ لكي يكون في مكان الـقرار. في مساء خريفي و في حديقةٍ سقطت ألوانها وأزهارها كما سقطت ألوان أعلامٍ واتجاهاتٍ و أفكارٍ ضاعت
آمالها وأمانيها ربيع ذلك العام.
كان هناك شخص في أعلى سلم القرار في الحزب ، يقطـع ذلك البساط الأخضر ذهابا وإيابا و في دوامة من التفكير العميق، وبعد الحين والآخر يتكلم
مع نفسه وبصوت منخفض و يقول " خطي أحسـن من خطك ولكن حضك أحسن من حضي "
وبعدها يرتسم على وجهه ابتسامة عابرة، وكان هناك شخص يقف بالقرب منه
ولكنه أبى ان يخترق خلوته وظل في مكانه يتطلع على أستاذه يحس بالحسرة عليه وفي نفس الوقت يفتخر بوالـده.
حيث كان والده ضيفهم ذلك اليوم ، وهناك أمر كان قد حدث على طعام الغداء، حيث في تلك السنة وبعد نتائج الانتخابات كان مقر المكتب السياسي قد وضع نظام جديد للتقنين في المصاريف وبعض الآحتياطـات لمجابهة الوضع المالي
الصعب، الذي قد يواجهونه في الأيام القادمة وغالبا ما كان يحدث من أمور تدعو إلى بعض الفكاهة والسخرية البريئة حول هذا الموضوع فمثلا كان يقال حصة كل نفر رغيف واحد من الخبز. وفي ذلك اليوم وعلى طعام الغداء، الضيف والذي كان في الربع الأخير من عمره، سياسي قديم ومتقاعد من وظيفة حكومية، حيث كان أول من رفع يده عن الآكل وجلس جانبا.
وعندما لاحظ الأستاذ ذلك قال له " لماذا لم تأكل..انك لم تأكل كثيرا ؟"
فأجابه الضيف " شكرا لك.. لقد اكتفيت ، وكما ترى لقد أكملت رغيفي من الخبز " . عندها ابتسم الأستاذ و فهم القصد من الجواب اللطيف للضيف وقال
يجب ان تكمل غداءك ، انك ضيف والضيف لا يتقيد بنظام. أحدثت هذه
المحادثة اللطيفة بين الأستاذ والضيف ان يجاريه في الكلام وتحدثُ في أمور كثيرة، وفي سياق الكلام، حكى الضيف للأستاذ هذه الحكاية...
كان هناك شخصان يعرفان بعضهم البعض جيدا، وكان بينهم صحبة حسنة و
يعرف كل منهم طبائع الآخر. ولكن وفي الآخر وبسبب الاختلاف على بعض
الأمور و الاختلاف في وجهات النظر، اتخذ كل واحد منهم طريقا. ولكن وبعد وقت طويل شاءت الأقدار ان يجتمعُ في مكان واحد، حيث تعينُ في دائرة

واحدة. وكان نصيب احدهم ان يصبح مديرا في تلك الدائرة . أما الآخر فكان
نصيبه ان يعمل كاتبا على آلة الطابعة. وعندما كان المدير يرسل إليه مسودات
كتبه والتي كان يكتبها بخط يده لكي يبيضها صديقه القديم ويكتبها على آلة الطابعة، وبما أنهما يعرفان بعضهم البعض جيدا، وما كان بينهما من مزاح و صحبة في وقت مضى. وبينما وفي كل مرة كان يستلم منه كتبا و لا يستطيع قراءتها من رداءة خطهِ كان يُرَجعها إليه، بعد ان يكتـب له في أسفلها هذه العبارة " خطي أحسنُ من خطك "
وعندما كان المدير يرَجِعُ إليه تلك الكتب، يكتب له و يجاوبه بالعبارة التالية
" حضي أحسن من حضك " .


نـزار بيرو
السويد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات