الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفخاخ والغام الانتخابات القادمة

نوري جاسم المياحي

2009 / 11 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



بعد طول مخاض تمكن اللاعبون الاساسيون من الاتفاق على صيغة (توافقية) جديدة لقانون الانتخابات بعد ان فرض القوي ارادته على الضعيف ولم يخرج هذا القانون الى النور لولا التدخل والضغط التي مارسته الولايات المتحدة الامريكية على السياسين العراقيين وما كانت الامم المتحدة الا واجهة .. والسؤال الان هل هذا القانون سيضمن للعراقيين وصول مشرعين كفؤين ونزيهين ومخلصين للشعب العراقي .. ام سيعود الى المجلس نفس الوجوه التي لاهم لها الا مصالحهم الشخصية من رواتب ومخصصات وفرهود وضمان مستقبل لهم ولعوائلهم وبدون خجل ؟؟؟ هل سيوفر القانون والانتخابات القادمة الارضية الصالحة لعدم عودة ادكتاتورية ؟؟ هل ستنصف نتائج الانتخابات المقبلة كافة مكونات الشعب بدون تمييز وتحافظ على التوازن القومي والطائفي بحيث تحبط كل محاولات الهيمنة والسيطرة من طرف على اخر ووفقا لما موجود على الارض ؟؟؟؟
الديمقراطية الحالية عرجاء ومحبطة للامال ..وقد شوهت بشكل يثير الاشمئزاز ويولد الاحباط .. ومن المؤسف وصلنا الى هذه الفوضى بقيادة تجار السياسة الذين لاهم لهم سوى الربح المادي والمنافع الشخصية .. وبالمقابل السياسيون المحترفون الذين عرفوا قواعد اللعبة السياسية واجادوها ولديهم اجنداتهم الخاصة واهداف واضحة غير معروفة للمواطن العراقي البسيط والطيب وتساندهم دول الجوار للوصول لتحقيق هذه الاهداف بكل الوسائل المتاحة سواء كانت مشروعة اخلاقيا او لا ..
اين مكمن الخطورة على مستقبل العراقيين ؟؟؟الخطورة هي في كل من تجلبب بجلباب الوطنية والتغيير والتجديد والبناء والاعمار ومحارية الفساد والمحاصصة ولا ننسى الشماعة المعروفة محاربة الاحتلال والارهاب .. فشكلوا ما لايقل عن 300 حزب .. وعشرات الائتلافات والتجمعات والتيارات ... بحيث اضاعوا على المواطن حقيقة اللعبة وكيفية التمييز بين الصالح والطالح بين الوطني الحقيقي والمرتزق .. ومن سينتخب ؟؟؟ احزاب طائفية للنخاع وبقيادة سياسين طائفيين تضع بالواجهة بعض الفاشلين والنكرات من الطائفة الاخرى في الواجهة .. واختيار عنوان براق لخداع المواطن المظلوم .. وعندما تحين ساعة الجد والحقيقة ..يركن هؤلاء الذين في الواجهة ليطفوا على السطح اللاعبون الحقيقيون .. وهذا ما احاول التنبيه اليه والفات نظر الساسة المخلصين والشرفاء كي يعوا قواعد اللعبة الجديدة وعدم اسقاط الشعب في مستنقع الطامعين والحاقدين والفاسدين من تجار السياسة ..
في تاريخ العراق دروس وتجارب وعبر .. يا حبذا لو كانت وطنية واخلاص اجدادنا وابأنا موجودة حاليا لما وصلنا الى ما عليه اليوم .. ففي عام 1922 كان العراق تحت الاحتلال البريطاني .. وكان البريطانيون معروفين بالحيلة والدهاء .. وجاء في احد التقارير البريطانية الخاصةحول المعاهدة العراقية البريطانية ما يلي ( ليس احلال المعاهدة محل الانتداب بل تحديد الانتداب وصياغته في شكل معاهدة ) وهذا ومع الاسف الشديد ما يحدث اليوم .. باسم محاربة الطائفية ترسخ الطائفية ..وباسم محاربة الاحتلال يرسخ الاحتلال .. ولنعد الى وعي ونباهة العراقيين في ذلك الوقت .. وكانت رد فعلهم عنيفة .. (بحيث اصبح النضال ضد العاهدة الانكليزية – العراقية ... مرادفا للنضال ضد الانكليز ) .. وخلال شهرين (اب وايلول 1922 ) تشكلت ثلاثة احزاب ..اثنان منها معارضة للمعاهدة وهما الحزب الوطني العراقي ( من مؤسسيه جعفر ابو التمن ومولود مخلص ) وحزب النهضة العراقية (من مؤسسيه امين امين الجرجفجي واصف وقائي ) وحزب ثالث يمثل وجهة نظر السلطة الحاكمة ( ومن مؤسسيه محمود النقيب )
ان الاوان لتغيير قواعد اللعبة واحترام ارادة وطموحات الشعب العراقي والانتباه للافخاخ والالغام المزروعة لمصادرة الارادة الحقيقية لهذا الشعب المسكين .. من خلال مايلي
1 ---
توحيد ما يسمى بمهزلة الائتلافات والتجمعات والاحزاب بأتلافين او ثلاث لكي يستطيع المواطن الاختيار
2 ---
تقوم هذه الائتلافات اختيار وجوه جديدة تتميز بالاخلاص والنزاهة والخبرة والكفاءة وتقديمها للمواطن كي ينتخب من يراه جديرا وعدم ارباكه من خلال طرح ألاف الاسماء لمرشحين نكرات او معروفين بحيث يختلط الحابل بالنابل .. ويضيع ويشوش على الناخب بحيث يعجز عن التمييز بين الصادق الامين .. والمحتال الخبيث
3 ---
ضرورة تحلي من يسمون انفسهم رؤساء كتل سياسية بالاثرة والتضحية وانجاح التجربة الديمقراطية بالتخلي عن الانانية الشخصية وعن اشغال كراسي في المجلس الجديد .. وفسح المجال لدماء جديدة لاصلاح ما افسدوه ..والاكتفاء بالزعامة الفخرية لكتلهم .. لان الشعب مل وجوههم وصورهم .. فهل لديهم الجرأة والشجاعة لاتخاذ هذا الموقف النبيل ؟؟؟؟ لا أظن ذلك ..
4 ---
تخلي رجال الدين بل اقصاءهم ان اقتضت الضرورة .. عن اشغال المناصب السياسية .. ومن يريد الركض وراء المنصب فليس من حقه الاساءة الى دينه او مذهبه أوطائفته .. فلينزع لباسه الديني ويستبدلها ان شاء بالعقال العربي او السدارة الفيصلية او بدونهما .. وليتعلموا من الشيخ الفاضل احمد عبد الغفور السامرائي ( مسؤول الوقف السني ) حيث بدل العمامة بالعقال العربي .. فهل لديهم الشجاعة لعمل ذلك ..؟؟؟؟ لاأظن ذلك ...
5 ---
على الائتلافات ان كانت صادقة في اهدافها للحفاظ على مصالح الشعب ... ان تختار مرشحيها من ابناء النواحي والاقضية والمحافظات بحيث يكون النائب يمثل ابناء مدينته و لكي يعرف الناخب اصل وفصل من ينتخب .. لا ان تقدم له قائمة واسماء ما انزل الله بها من سلطان .. ويجب على كل مرشح ان يعلن سيرته الذاتية للناخبين سواء عن طريق الاجتماعات او الندوات او الملصقات او المنشورات .. ويجب ان يذكر فيها معلومات حقيقية غير مزورة او مزيفة .. هل سيحدث ذلك ؟؟؟ لا اعتقد ..
6 ---
هل ستراعى حقوق الاقليات المهاجرة او المهجرة كالمسيحين واليهود في المجلس الجديد .. لقد كانت نسبة المسيحين في احصاء 1957 ما يساوي 3% فهل سيحصلون على 9 مقاعد .. ولماذا يحرم الشبك من حقهم وهو 3 مقاعد واعطوهم مقعد واحد حسب الكوته الجديدة وبالتاكيد هذا ينطبق على الكرد الفيليين والاقليات الاخرى .. فهل ستحترم حقوق الاقليات ؟؟؟؟ام القوي يبلع الضعيف والمغيب ؟؟؟
7---
من الملاحظ تهميش ومحاربة متعمدة .. لليسارين والليبرالين والعلمانيين .. ان مستقبل العراق يعتمد على افساح المجال لكل الاطياف العراقية لبناء الدولة الجديدة وعدم احتكار القرارات وحصرها بايدي عناصرمتسلطة ومتعصبة .. تعيد العراقيين الى الوراء ؟؟؟؟
افخاخ وافخاخ ... والغام تلو الغام .. مزروعة في طريق الديمقراطية المقبلة .. فهل سيتجنبها ويزيلها .. السادة حكام العراق ؟؟؟ ويفكرون بهذا الشعب المظلوم والمحروم ؟؟؟؟؟ الله واعلم !!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو