الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاهوت الاشتراكية

جمعية الاشتراكيين الروحانيين في الشرق

2009 / 11 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تدرس جمعية الاشتراكيين الروحانيين ( وهي جمعية علمية - ثقافية ) الأبعاد الميتافيزيقية لتغيرات السياسة الدولية عبر التاريخ ، بمحاولة التنبؤ بمصير الأمم والشعوب عبر رسم مسارات واضحة لصيرورة الأحداث المقبلة في ظل ما يشهده العالم من توترات و أزمات بناءً على معطيات موضوعية ومعالجة فكرية ذات أسس فلسفية شرقية .
هذه المرجعية الشرقية في التفكير تتسم بالكلانية Holism والرؤية لجانبين متضادين من الفكر والفلسفة التي اعتبرت في السابق مجرد ماورائيات بالية ، فيما تجد الجمعية إنها قادرة ، وفي عالم ما بعد التفكيكية ، على أن تكون أساساً لفكرة اشتراكية علمية جديدة لها ضوابطها و أسسها الموضوعية الخاصة كما سندرسها في هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على حقيقة تطور الاشتراكية من خلال صراعها الايديولجي مع الراسمالية .
فبدلاً من فكرة الاشتراكية القائمة على اعتبارها مجرد مرحلة من مراحل التطور العضوي للاقتصاد العالمي بتطور وسائل إنتاجه فقط ، تضيف الجمعية رؤية جديدة للتطور الاقتصادي العالمي من منظور " هيجل " المعتمد على كون الوجود برمته قائم على الصراع ما بين الأضداد ، وهي رؤية ميتافيزيقية ( ما وراء كونية ) قديمة تضرب جذورها في فلسفات الشرق القديمة خصوصا ً " الزردشتية " ، التي كانت ترى الوجود قائماً على الصراع ما بين ضدين :
أهورمازدا ( إلــه الخير) ، اهريمان ( إله الشر ) ، وهي صورة روحانية لفلسفة الأضداد الهيجلية .
واليوم وفي ظل ما تشهده ساحات الفكر والثقافة العالمية من تساؤلات تجاوزت الحداثة وما بعد الحداثة ، وآخر صرعات ما بعد ما بعد الحداثة فإن رؤيتنا تتحرر من الانجراف وراء تيارات " ما بعد الحداثوية " postmodernism باعتبارها مسلكاً في مسار احد الأضداد الكونية الهيجلية – الزردشتية وليس صورة متكاملة للعقل الجمعي الإنساني كما يصور هذا لنا العقل الغربي في الوقت الحالي .
فالغرب ليس كل العقل ، وليس كل الحضارة كما يعتقد اغلب مثقفينا الاشتراكيين ، الغرب مجرد منهج فكري للتفكيك deconstructionist أي إنه قائم على التحليل المنهجي التفصيلي لقضايا المعرفة والثقافة ، وهي مسلك أو سمة نجد لها عدم وضوح وضبابية في قضية الصراع المتضاد الهيجلية ، فالعقل الغربي ما بعد الحداثي ، التفكيكي هو احد هذين الضدين في فلسفة هيجل ، وهو احد الإلهين في رؤيا زردشت العابرة للمكان والزمان .

الاشتراكية مترافقة في جانب مضاد للرأسمالية في حلبة صراعها في الفكر و الاقتصاد ، حيث تسعى الرأسمالية عبر ما تفرزه من منتج ثقافي إلى " التفكيك " والتحليل للحضارات والثقافات ، فيما يسعى منهج الاشتراكية إلى العكس ، تجميع البشرية بتلون أطيافها وحضاراتها في بناء عضوي حضاري تاريخي إنساني عملاق ..!
وعليه فلن ندعي نحن إن الاشتراكية هي طريق الخلاص كما تصور الرأسمالية نفسها على إنها السبيل الوحيد لسعادة البشرية بما تنتجه من ثقافة ليبرالية متحررة ونزعة تفكيكية في دراسة كافة قضايا المعرفة التي أفادت منها كثيراً ..
فعندما نتحدث عن " علم " او " معرفـة " فإننا نقصد خلاصة ما نتج من منهج تحليلي ، تفصيلي ، تجزيئي للمعطيات ، حيث تتم إعادة بناء الأفكار الجديدة استناداً على نتائج دراسة هذه التفكيكية ، والعالم كله يسير اليوم بهذا الاتجاه وحتى هيجل وماركس لم يخرجا عن هذا الإطار الجذري في بنية الفكر الفردي للحضارة الحديثة .
منهجنا الاشتراكي الجديد يحاول البداية من ذات منطلقات هيجل ، الصراع بين الأضداد ، لكن دون أن نكمل الطريق الماركسي في رؤية الحركة التاريخية على إنها تطور في وسائل الإنتاج فقط ، وإنما هي إفراز لصراع تاريخي أيديولوجي طويل بين مكونين أساسيين في الوعي المجموعي لكل جنس بني البشر :
المكون الكلاني الساعي للاشتراكية ( أهورمازدا أو إله الخير ) ، وهو يرى إن الخير للكل بالتساوي
المكون التفكيكي التفصيلي الذي أتم بناء الرأسماليات وآخرها المتوحشة ( اهريمان إله الشر ) وهو يرى أن الخير للأسياد المخدومين من قبل عبيد

وهكذا ، فالاشتراكية الشرقية تنطلق من عدة قواعد " ميتفافيزيقية " علمية متناقضة ، والتناقض المعرفي أساس فلسفات الشرق القديم ، لذا فهي لا تغور في عمق الماضي التراثي الشرقي لكون لغة تلك الحقب أسيرة النظرة المعرفية الضيقة التي لم تحظى بالقدر المعرفي الكافي الذي يؤهلها لبناء فلسفة كونية ، وإنما تعمد نظريتنا على الارتقاء من خلال ما هو متاح من فلسفة معرفية ميتافيزيقية تعتقد بوجود " وعي " جمعي لكل البشر كما كان يفترضه جوستاف يونج ، ينقسم هذا الوعي الجمعي حسب زردشت إلى قوتين : قوة فكر تعتقد بالتجميعية على مدى آلاف السنين من التاريخ الحضاري للبشر ، وهي قوة اهورمزدا في عقلنا الكلي بالرمز الزردشتي والروح القدس أو جبرائيل بالرمز الديني التوحيدي ، والاشتراكية بالمفهوم الماركسي ..!
أما القوة التفكيكية الهدمية من هذا العقل الكلي ، فقد استنفدت كل ما تستطيع هدمه في الوقت الحالي بعصر حضارتنا المعاصر الذي وصل إلى نهاية " الهدم " الذي تقوم به قوة التحطيم المرمزة لدى زردشت باهريمان ولدى الديانات التوحيدية بعزازيل أو الشيطان ، وبالمفهوم السياسي المعاصر هي عقيدة رأس المال المتوحشة ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا