الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزيرثقافستان...!؟

جهاد نصره

2009 / 11 / 10
حقوق الانسان


كتب وزير الثقافة السوري في جريدة الاتحاد الإماراتية قبل أيام فقال حرفياً: إن الإسلام هو ( الدفاع المؤسس لحقوق الإنسان )...!؟ ومن ثم أشاد مطولاً بالشيخ القرضاوي وبكتابه فقه الأوليات..! وقد جاء ذلك في سياق تعقيبه على الحوارات الدائرة عن الحجاب والنقاب وأعواد الثقاب..!؟ ومن المعروف أن جميع الفقهاء والمشايخ قالوا ـ والقول لا يكلِّف شيئاً ـ قبل سيادة الوزير بوقت طويل ولا زالوا يقولون مثله: إن الإسلام هو دين حقوق الإنسان بلا منازع فهو أول من خطَّ مفاهيم حقوقية إنسانية عمل المسلمون على نشرها في العالم قاطبةً...!؟
ونحن بدورنا سنقول من باب الواجب الذي تمليه علينا مواطنيتنا السورية اتجاه وزير ثقافتنا العتيد فنعيد التذكير بكل ما من شأنه تأكيد زعمه الذي ينم عن ثقافة فقهية موسوعية واطلاع قرضاوي محدَّث على مختلف الإبداعات الحقوق إنسانية التي حفل بها التاريخ الإسلامي منذ الأيام الأولى لتأسيس سلطة الخلافة..! ولمَ لا أليس سعادته وزير ثقافتنا ونحن ( مستثقفوه ) الذين تزرزب على رؤوسنا مزاريب مراكز ثقافة وزارته...!؟
بعد سنين معدودات من تأسيس ركائز وتعاليم مدرسة حقوق الإنسان الإسلامية التي يفخر بها سيادته..! وبعد أن تتلمذ فيها بنجاح لافت صحابة ـ محمد ـ الذين حفظوا دروسهم بصماً فنال بعضهم بطاقات دخول مسبقة إلى جنة الخلد..!؟ فإنهم ما لبثوا أن توزعوا لممارسة ما تعلموه حتى لا يزعل منهم العم ـ لينين ـ الذي قال في يومٍ ما: الممارسة شرط النظرية...!؟
الدرس الحقوقي الأول الذي كشف عن أصالة ما تعلموه ونذروا أنفسهم للعمل على ضوءه بجدارة تمثَّل بنجاح حصارهم واغتيالهم للخليفة ـ عثمان ـ وقد شارك في عملية الاغتيال أربعة من الصحابة الدارسين النجباء وأولهم: ـ محمد بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي ـ أبواه صحابيان متخرجان من ذات المدرسة وقد مات والده وهو صغير فكفله ـ عثمان ـ إلى أن كبر وصار بإمكانه المشاركة في قتله...!؟ ورد في أسد الغابة لابن الأثير الصفحة / 87 / من المجلد الخامس .. كما ورد في الاستيعاب لابن عبد البر المجلد الثالث .. وورد أيضاً في تاريخ اليعقوبي المجلد الثاني صفحة / 176 / وفي القاموس المحيط لفيروز آبادي..!
وهكذا، وبعد ذلك، فإن هذا الصحابي المتخرج في الدفعة الثانية من المدرسة الحقوقية المتبناة من وزارة الثقافة السورية، أثبت أنه الأفظع في قائمة ناكري المعروف .. والأول في لائحة جاحدي الجميل المهدى إليهم فهو ردَّ على مكرمة ـ عثمان ـ الذي كفله ورعاه إلى أن نبت شعر عانته بأن شارك في حصاره وقتله من دون تردد...!؟ وقد أمر ـ معاوية ـ فيما بعد بقتل هذا التلميذ العاق شرَّ قتلة .. والتمثيل به أبشع تمثيل عقاباً له على ما اقترفت يداه الحقوقيتان...!؟
وكان ثاني التلاميذ الصحابي ـ محمد بن أبي بكر ـ وقد قتل بعد ذلك من قبل الصحابيان: ـ عمرو بن العاص ومعاوية بن حديج وبعد قتله وضع في جوف حمار ميت وأحرق في تطبيق مبتكر لدرس بليغ من دروس حقوق الإنسان التي تعلمتها الدفعة الأولى من الخرِّيجين..!؟
أما ثالثهم فكان الصحابي ـ عمرو بن الخزاعي ـ الذي هرب واختبأ في الموصل إلى أن ضبط هناك فتمَّ قطع رأسه وحمل إلى ـ معاوية ـ في الشام وكان حمل الرأس المقطوع عبر الحدود التطبيق الثاني المبتكر لأحد دروس المدرسة الحقوقية الإنسانية..! وكان سبقه ابتكار آخر تمثَّل في الأمر الذي أصدره ـ معاوية ـ وقضى بسجن زوجة ـ عمرو ـ إلى أن يسلِّم زوجها نفسه ولما وصل رأس زوجها ألقي في حضنها بروية إنسانية مفعمة بالقيم الروحية...!؟
ورابعهم: عبد الرحمن بن البلوي وقد قتل أثناء مطاردته وجرى رمي جثته لتنهشها الكلاب وكل ذلك من دون محاكمة ومن غير سؤالٍ ولا جواب..!؟
وهؤلاء الصحابة الذين كانوا من الدفعات الأولى المتخرجة بعد حسن تربيتهم وتصليب إيمانهم منعوا أهل الخليفة ـ عثمان ـ من دفن جثته تعبيراً عن حقدهم الدفين وكراهيتهم الشديدة..! لكنهم وافقوا على دفنها بعد وساطة بعض النشامى مشترطين أن تدفن في مكان يدعى: حش كوكب وهو مكان كان يستخدم كبيت خلاء..!؟
ومن تطبيقات الدروس البليغة التي أسست لمفاهيم حقوق الإنسان الإسلامية ما فعله الصحابي: بسر بن أرطأة الذي كان مقرَّباً من ـ محمد ـ حتى أنه روى عنه حديثين وردا في منهاج السنة النبوية لابن تيمية..! لقد تحول هذا الصحابي المشبع بقيم حقوق الإنسان إلى سفاح دموي دراكولي فهو قتل أولاً الصحابي ـ عبد الله بن المدان ـ ثمَّ بعد ذلك ذبح ابني الصحابي ـ عبيد الله العباس وقد جنَّت أمهمها ـ عائشة بنت عبد الله ـ من هول الجريمة..! وقد لاحق هذا الدراكولا وقتل عدداً كبيراً من معارضي ـ معاوية ـ وسبا نساءهم وباعهن في السوق..!؟
وهكذا إذن فقد تجلَّت قيم حقوق الإنسان في الميدان الذي شهد حالات القتل والاغتصاب والسبي وقطع الرؤوس وأخذ الرهائن والنفي والحرق وهدم المنازل وكل ذلك جرى في أقرب فترة زمنية للمؤسس الأول لحقوق الإنسان وبأيدي من يا حيا الله.؟ بأيادي أقرب الناس إلى المؤسس الذين تنعموا بلقب صحابته..! إي نعم والحاسد لا يسود وفي عينه عود...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا.. لا يا سيادة الوزير
عبد الكريم سليمان ( 2009 / 11 / 10 - 09:12 )
أدين وزير الإعلام السوري, إن نطق فعلا بهذا التصريح, لأنه يمثل كل الآراء الرجعية التي لا تتمثل بالمظاهر الحداثية التي تريد أن تلبسها السلطة السورية الحالية, وخاصة السيد بشار الأسد وعقيلته. آمل من هذا الوزير الدكتور والأديب المتحضر, أن يعطينا تفسيرا معقولا لتصريحه العجيب الغريب. بـالانــنــتــظــار!!!


2 - يكفيكم حقدا
عبد القادر برهان ( 2009 / 11 / 10 - 18:43 )
يبدو الاسلام المبتلى لايكفيه ماهو فيه من انشقاقات حتى يبتلي بكتاب حاقدين عليه كدين
ومنهج ,,, مثل السيد الكاتب اعلاه الذي يعتبر نفسه مثقف وهو لايميز بين النظرية
والتطبيق بين الاسلام كدين والمسلمين كبشر فيهم الطيب والانساني وفيهم المجرم والوحش
فهو ياخذ الاسلام كدين بتصرفات المسلمين وقد جعله حقده على الاسلام يتعامى عن ان
مايتهم به الاسلام تبتلى به كل النظريات الانسانية والاديان فلو اخذناه بما يقوله الكاتب
فلن نسمح للنظرية الشيوعية بان تاخذ دورها الانساني لان الشيوعيون قتلوا عائلة رومانوف
بكاملها وشيوعيو افغانستان قتلو العائلة المالكة ومذابح ستالين وشاوشيسكو وبول بوت
لازالت تعيش في اذهان الناس كما اننا يجب ان نقضي على الدين المسيحي متذكرين مافعله
رجالاتها في امريكا الجنوبية والوسطى خلال الغزو الاسباني اوالابادة الجماعية التي ارتكبها
المسيحيون الامريكان ضد الهنود الحمر او بما فعلته منظمة كلوكس كلان بالسود وهي
ترفع الصليب كشعار لها او بما فعله رجال الكنيسة بالعلماء والنساء بحجة السحر والفضائع
التي ارتكبها فرسان الصليب ضد المسلمين خلال الحروب الصليبية او نلقي باليهود في
الجحيم عندما نتذكر مافعلوه في دير ياسين ومدرسة بحر البقروغيرها من المجازر الفظيعة


3 - الى السيد عبد القادر برهان
مواطن ( 2009 / 11 / 10 - 19:52 )
السيد برهان
انا اتفق معك ولكن ؟؟؟
الاسلام كدين حرض على القتل
المسيحية كدين لم تحرض على القتل
الشيوعية كذلك لم تحلرض على القتل
اذا عندما ينتقد الكاتب الاسلام والمسلمين هو يرتكز على ان الدين الاسلامى قد حرض وطالب اتباعة بقتل من يختلف معهم
مثلما هذا ينطبق على الديانة اليهودية , والتى حرضت اتباعها على قتل الاخر
شكرا


4 - الفقر
عبيدالله ( 2009 / 11 / 10 - 20:21 )
لا يمثل فقر عصابة الأسد بالديموقراطية إلا فقر وزير الثقافة بالثقافة


5 - رد للسيد عبد القادر برهان
عبد الكريم سليمان ( 2009 / 11 / 10 - 20:25 )
اسمح لي يا سيد عبد القادر برهان بتذكيرك بأن الشيوعية في بداية انطلاقتها, كانت لإنقاذ الضعفاء من الظلم والجوع. وكانت معتقدا مثاليا جذب الملايين من البشر في كافة أطراف المعمورة. ولكن تسلط رؤسائه والمجازر التي ارتكبوها والانحرافات المخابراتية والإرهابية التي مارسوها خلال 80 سنة, فجرت هذه المؤسسة التاخة من الداخل. لأن الناس لم يتحملوها أكثر. فيا سيد برهان لو تراقب وتدرس تاريخ الإسلام والممارسات الإنحرافية الغير إنسانية التي مورست باسمه خلال خمسة عشر قرنا, لاستغربت أنت أيضا من استمراره, ولماذا تتململ منه ولا تـثـق به غالب شعوب الكرة الأرضية. وبن لادن ومن يفجرون المفخخات في العراق وباكستنان وغيرها لقتل آلاف الأبرياء من السلمين أنفسهم, باسم الإسلام ,مسطرة من هذا الإسلام التي تدافع عنه اليوم. ولو تسمع الآيات التي تحقر المرأة, وتدعو لقتل غير المسلمين,وغيرها من التفسيرات السلبية التي لا تتوافق مع أبسط المبادئ الإنسانية, لشاركت كاتب المقال فيما عبر عنه بكل حق وبساطة ومنطق ووضوح, ألف مرة, يا سيد عبد القادر برهان. مع التحية.


6 - ثقافة حقوق الانسان في محكم القران
محمود داية ( 2009 / 11 / 11 - 08:55 )
نرجو من السيد الكاتب ان يتحفنا بثقافة حقوق الانسان في اي القران اي ان يذهب مباشرة الى اصل الموضوع لكي نرى ان العيب في الغسالة ام في المسحوق


7 - رد بسيط للسيد محمود داية
عبد الكريم سليمان ( 2009 / 11 / 11 - 11:36 )
وأنا أطلب من السيد دايـــة, أن يرينا ويثبت لنا دفاعه عن حقوق المرأةة والإنسان, وخاصة حقوق البشر من غير المسلمين, وحقوق المسلمين أنفسهم الذين يقتلهم ويفجرهم مسلمون مثلهم باسم الدين والإيمان والشرائع الإسلامية. يا سيد محمود داية مقال الكاتب السيد جهاد نصرة واضح كالشمس, وعلينا نحن إصلاح أنفسنا وشرائعنا وتفكيرنا وتفسيراتنا, وتطويرها حسب حاجات الإنسان اليوم.
مع التحية.

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية