الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو المتغطرس ضد العدالة الوقح ضد السلام

اديب طالب

2009 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لا يرغب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إقامة دولة فلسطينية تكون حدودها موقتة، وهذا حقه. إلا أن الوصول الى اتفاق فلسطيني إسرائيلي، مدخلا الى إقامة دولة فلسطينية على القسم الأعظم من الضفة الغربية وخلال زمن محدد. هكذا دولة، افضل من الوضع الراهن، هذا الوضع الجامد المعطل، الذي يتيح لغطرسة نتنياهو ان ترسخ عدوانيته ووقاحته ضد السلام. ولقد أدرك رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض موضوعة الزمن المحدد، وثابر بنشاط ملموس على بناء المؤسسات الانتاجية والخدمية للدولة الفلسطينية القادمة، دون انتظار موافقات إسرائيلية أو دولية.
ونتنياهو لا يريد الرئيس عباس قوياً أمام الفلسطينيين والعرب والعالم، ولا يسمح لـ"حماس" بأن تقترب من الغرب، وأميركا على وجه الخصوص، علماً أن هذا الاقتراب سيساعد "حماس" على التخلص من جمود ميثاقها، وعنتريات الايديولوجيات، ونزعة التفرد بإقامة "وضعية" إسلامية ما في غزة.
ان "حماس" قد تعزز اقترابها من الدائرة السياسية، وتعمد الى تهدئة طويلة الأمد مع الحروب إذا اقترن ذلك برفع الحصار عن غزة، وبإتاحة إعادة إعمارها.
نتنياهو لا يريد حتى تهدئة عدوانه الاستيطاني الاستعماري في الضفة والقدس بالذات. ليس لانه لا يمتلك الإرادة من أجل السلام، وانما هو يعمل وبإصرار على استمرار العدوان. وهذا أمر يتناقض والمصلحة القومية الأميركية المرتبطة بإقامة السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وهذه فرصة لتؤكد الإدارة الأميركية الأوبامية صدقها أو تنفيه.
ان دليلنا على عدوانية نتنياهو، هو أنه يعرقل مسيرة النضال السلمي في رام الله، ويدفع غزة الى التشدد "المقاوم" والى تعزيز التناحر الفلسطيني الفلسطيني، وهذا ما يجب أن تدركه قيادة "حماس" بعيداً عن التمسك بمغريات الحكم والسلطة والتحكم.
ان حجة المجرم نتنياهو، المستندة الى صاروخ "حماسي" مداه ستون كيلومتراً، والى قرصنة إسرائيلية بحق السفينة "فرانكوب"، واعتبار العدواني بيبي أن تلك القرصنة بمثابة ايقاف لجريمة حرب، كل ذلك واه جداً بالقياس الى سياساته العدوانية ضد استقرار المنطقة وسلامها.
العالم كله يعرف، أن القدرة الإسرائيلية العسكرية والاستخبارية، أكبر بما لا يقاس من همروجة الصاروخ والسفينة، وان هذه نقطة لا أكثر في بحر تلك القدرة.
ان نظرية "الحمل الإسرائيلي الديموقراطي الوديع"، والمحاط بالذئاب، لم تعد تقنع أحداً ولم تعد تمرعلى أحد في العالم. لم تكن إسرائيل يوماً محاصرة بفتح الصاد -، غزة ورام الله وكل العواصم في المنطقة تحاصرها سياسات بيبي العدواني. نتنياهو ضد الاحتواء الأميركي الحليم لإيران المهرولة الى الذرة، وضد المبادرة العربية المعتدلة القائمة على انسحاب تام قبالة تطبيع تام. الى متى تتجاهل الرؤية الأوبامية ذلك كله؟ الى متى يفعل المثلث الإسرائيلي الإيراني التركي بأضلاعه غير المتساوية، كل شيء في المنطقة، والدائرة العربية تتجاهل قدراتها ولا تفعل أي شيء؟.
نتنياهو متغطرس ضد العدالة وقح ضد السلام، والعرب لا يفعلون غير الدعاء مع انهم ليسوا ضعفاء!.

() كاتب سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية