الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواة الجعجعة

جمال المظفر

2009 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



بيدو ان ساستنا من هواة الجعجعة الاعلامية ، ما ان تشتد حماوة الفضائح والازمات السياسية والامنية حتى تبدأ فوضى التصريحات النارية وكأنهم كانوا في سبات عميق او لم يديروا الريموت كونترول باتجاه القنوات الفضائية او يتصفحوا جريدة ليقرأوا مايزكم الانوف في المشهد السياسي العراقي ..
الفساد المالي والاداري بات العنوان الابرز لكل الصحف العراقية ولم تخلو صحيفة من تصريح لمسؤولين في هيئة النزاهة عن تنامي حجم الفساد بشكل كبير في مؤسسات الدولة العراقية ، بل بات على ابواب السادة المسؤولين وتورط من تورط منهم او من اقربائهم في صفقات مشبوهة يندى لها الجبين ..
لو كان هذا الفساد في اية دولة في العالم لسقطت حكوماتها بسرعة البرق لهول المشهد ولكن في العراق نداري عن المفسدين ونتبناهم وندافع عنهم ونطبطب على ظهورهم بلا حياء او خجل او حتى احترام لمشاعر الفقراء والمعدومين الذين تسرق لقمهم من قبل اولي الامر الذين لايولون اعتبارا لالدين ولالقيم ولالمبادئ ...
فقبل بداية العام الحالي اعلن رئيس الوزراء ان العام 2009 سيكون عام الحرب على الفساد ، وتوقع الشعب ان تكون حربه مباغته ومدمرة كالحرب التي شنها علينا راعي البقر جورج بوش ، حربا بلاهوادة ولاتستثني وزيرا او مسؤولا حكوميا اوقريبا او نسيبا ولامحاباة لكتلة سياسية على حساب اخرى او لحزب على حساب حزب اخر مهما كان صنفه ، دينيا او علمانيا او (مابين بين ) اي الحزب الذي يلعب على الحبلين ، مرة يدعي التدين ومرة يجاري العلمانيين وفقا لاهواء ومتطلبات الساحة السياسية أوعلى ايقاع ( طلبات المشاهدين ) ..!!
الاف المقالات كتبت في الصحف العراقية ، بل بات المحللون السياسيون الغربيون يتناولون هذا الموضوع باهمية كبرى في صحفهم ابتداءً من فترة تولي ولي امرنا وقائدنا المفدى ( السيد ) بول بريمر الذي كان يقابل بطاعة عمياء من قبل ساستنا ويتسابقون لارضائه رغم ان فترة ولايته شهدت اكبرعمليات فساد وسرقات للمبالغ المخصصة لاعادة اعمار العراق ناهيك عن الصفقات النفطية التي لايعرف اين ذهبت وارداتها وانتهاءً بفترة ولاية السيد المالكي الذي يعلن دائما ان الحرب على الفساد مستمرة ، ولنسأل متى بدأت الحرب لتستمر ، هل ساءلت الحكومة يوما وزيرا بسبب فساد في وزارته او سوء ادائه او تلاعبه بالمال العام ، او اقال وزيرا اخفق في ادائه وتسبب في الحاق الاذى بالشعب ، فقد وصل الفساد الى قتل ابناء الشعب ، فما معنى ان تمر شاحنة مفخخة تحمل اطنانا من المتفجرات من السيطرات مقابل عشرة الاف دولار ، فمئة الف اومليون دولار كم ستقتل من العراقيين الابرياء..؟
نحن نعرف يادولة الرئيس انك محكوم بالكتل السياسية ، ليس بامكانك زحزحة وزير من مكانه دون موافقة كتلته ، والاخيرة ( تعرت ) بالوزير لانه ( فلته ) ولايوجد بديل عنه لكفاءته ومواهبه الايقاعية التي يرددها دائما عبر مايكرفونات القنوات الفضائية التي تتسابق لتلقي السبق الصحفي ، والمشكلة ان بعض الكتل تصر على وزرائها البائسين لالشئ سوى العناد مع رئيس الوزراء والاصرار على ان يبقى الاداء بائسا لينعكس على الحكومة ليقول الشعب ان الحكومة غير قادرة على ادارة شؤون البلاد بملفاتها الامنية والخدمية والاقتصادية ..
يادولة الرئيس لانريد تصريحات اعلامية فقد اتعبتنا هذه التصريحات ، نريد افعالا ، الوزير الذي تدور حوله الشبهات ابعده عن منصبه ولو كان ابن ماء السماء ولاتجامل احدا وعليك ضمن موقع المسؤولية التاريخية والاخلاقية ان تفضح الكتل التي تتستر على المسؤولين المفسدين الذين لايقيمون اعتبارا لاي منطق اخلاقي او دستوري ، وعندما يصل الامر الى حياة الشعب فذلك خط احمر لايمكن السكوت عليه ..
لانريد ان تشن الحملات على الموظفين الصغار الذين يأخذون بعض الدنانير او الوريقات الخضر مقابل انجاز معاملة او تعيين لنقول ان الحرب على الفساد قد فعلت ، وانما ان تبدأ الحملات على الرؤوس الكبيرة التي تسرق موارد الشعب وتعبث بمقدراته ، القضاء على الرؤوس الكبيرة اهم ، فالافاعي تعيد بناء نفسها عندما تقطع ذيلها ولكن عندما تقطع رأسها فأنها تموت ولاتتكاثر وبعد ذلك ابدأ بالذيول ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا