الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى سقوط جدار برلين..

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2009 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


العراق والوعود الامبريالية وجدران المنطقة الخضراء..!

بعد 20 عاما من سقوط جدار برلين حيث تمر ذكراه هذه الأيام، يتذكر الألمان الشرقيون ما كانت عليه مصائرهم تحت ضربات المطرقة الشيوعية وما آلت اليه مصائرهم اليوم وهم في كنف (الرعاية) الامبريالية، التي لم تجد ما تقدمه لهم سوى أوراق اليانصيب، تشغلهم فيها عن مآسيهم وتبعث فيهم (الامل) بالغنى والرفاهية وان كان عماد ذلك الأمل مجرد الصدفة (الحظ).
ذات الوعود بالحرية والديموقراطية والرفاه، التي وعدوا بها الألمان الشرقيين وبقية شعوب المنظومة الاشتراكية، ذاتها وعدوا بها العراقيين، حين توجهوا لغزو واحتلال العراق. وفي الحالتين، كان الأمر مجرد أكذوبة، لكن سوداء بسواد السخائم التي كرسوها، من نهب وقتل وتدمير وحرائق، ما ان تنطفي في مكان حتى تشب في مكان آخر، حتى أُثخن الجسد العراقي، فما عاد يشعر بالسكين وهي تقطّع أوصاله. تعطى لهذا الجار أو ذاك قطعة، مكافأة على مواقفه في تسهيل الغزو وتسويغه، ولهذا ممن جاء مع المحتلين أو ذاك، قطعة يقيم عليها مقاطعته عرفانا لجميل أسداه لهم حين سعى ليصبح حصان طروادة، ولهذا الكارتل أو ذاك من كارتلات البترول، ممن مولوا العدوان ودفعوا إليه، بئرا نفطية في الجنوب وأخرى في الشمال.
حين بدأت ألمانيا الديمقراطية عام 1961 ببناء جدار برلين، كان قد تدفق منذ العام 1949 وحتى ذلك التاريخ عبر أراضيها إلى الشطر الغربي من ألمانيا، ما يزيد على الثلاثة ملايين ونصف إنسان، معظمهم من دول أوربا الشرقية، لاذوا بجحيم الامبريالية، هربا من الجنة الاشتراكية الموعودة.
أظن أن الرقم قريب أو اقل بقليل من ملايين العراقيين الذين فروا من جنة الديمقراطية الأمريكية المطبقة فعلا، إلى جحيم الغربة والتيه والضياع والفاقة والتسوّل على بوابات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي لا (تتصدق) عليهم، إلا بكل طعام فاسد وغير صالح للاستهلاك الآدمي، وبما هو تافه من مواد أخرى.
وتعليقا أو تبريرا - ليس مهما- على الشروع ببنائه، قال رئيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية الراحل، (ايريش هونيكر) وقتها "إن بناء سور برلين ضرورة لحماية البلاد من الامبريالية".
في العراق نحن بحاجة الى بناء جدران لحماية البلاد من فرار الخبرات والكفاءات وحفظ كرامة العراقيين، غير أنا لم نجد من الساسة في العراق من اقترح بناءها.
نحن بحاجة لان نصون كرامة العراقيين ان تهدر أو حرائره أن يبعن أجسادهن، إلى بناء جدار من الأمن.. فلا ثأر ولا انتقام ولا قتل على الهوية ولا اختطاف ولا تشويه ولا تعذيب. ومن الرفاهية.. فلا فقر ولا جوع ولا بطالة. ومن الخدمات.. فلا كهرباء مستحيلة ولا مجاري طافحة ولا مدارس بائسة ولا طرائق تدريس مستهلكة ولا بيئة قذرة ولا مياه غير صالحة للشرب ولا تردي متواصل في تقديم الخدمات الصحية.
أراد هونيكر من وراء بناء الجدار أن يمنع شعبه من الفرار إلى أحضان الامبريالية لكنه لم يتمكن من منع الامبريالية أن تتسرب إليهم عبر علكة الريتز وبنطلونات الجينز ومنتجات نستله.
الامبريالية اليوم تكرر خطأ هونيكر حين جعلت العراق يدار من وراء جدران المحمية الخضراء، في بغداد، هذه المحمية المنعزلة والمعزولة عن الشعب، لن تتمكن أمريكا (راعية الامبريالية) ان تمنع إلى الأبد إسقاط جدرانها بالمطارق العراقية الثقيلة وكما اسقط الشعب الألماني ذات خريف عام 1989 جدار برلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو