الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا، للقوات الامريكية في العراق وحكومتها الانتقالية

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2004 / 6 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


امريكا ومجلس الحكم نصبتا رئيس الجمهورية لدولة العراق ورئيس الوزراء للحكومة الانتقالية، يوم 1-6-2004 ، وكما كان متوقعا، خلف الكواليس وبشكل معزول عن الجماهير وبالرغم من ارادتها ورغبتها.
لقد تم تنصيب رجل قبلي، غازي عجيل الياور، رئيسا للجمهورية وتم تحويل مسؤولية رئاسة الوزراء الى اياد علاوي، البعثي السابق، والوجه المشبوه بتاريخه الطويل في صلاته المتعددة مع دوائرالمخابرات الامريكية والبريطانية. هكذا، وبنفس طريقة تعين مجلس الحكم و الوزراء السابقين، ولكن هذه المرة بمشاركة و"مباركة" من الاخضر الابراهيمي ممثل السكرتير العام للامم المتحدة ايضا، وتم عرض المشاهد الاولية للمسرحية السياسية المسماة بانتقال السلطة الى "العراقيين" .
كانت، ولا تزال، استرايجية امريكا في العراق جزءً من مشروع نظامها العالمي الجديد ومساعيها لضمان سيطرتها الاحادية على العالم. انها شنت الحرب واحتلت العراق لتامين تواجدها العسكري المباشر فيه والبقاء فيه لسنوات طويلة وكجزء من مشروع عالمي اوسع واشمل. وانها، في الحقيقة، مصرة على ابقاء قواتها العسكرية وادامة سيطرتها على العراق رغم كل ما تواجهها من انتكاسات وازمات. كما وانها خططت وتبنت استراتيجتها واختارت العراق لتستقر فيه قواتها كي لا يقف احد عائقا بوجهها امام تحكمها بمنطقة الخليج والشرق الاوسط، فهذه الحاجة الاستراتيجية باقية في مكانها. ان امريكا تقدم على ارتكاب جرائم ومجازر كبرى في العراق كي تثبت للجماهير بانها قوة محتلة ومستقرة في العراق وبالتالي يجب قبولها كامر واقع و لسنوات عديدة.
ما يجري الان من الاعيب نقل السلطة " للعراقيين" وتشكيل الدولة والحكومة الانتقالية، بالاستناد على ما هو اكثر رجعية من القوى في المجتمع العراقي من القومييين والاسلاميين والبعثيين السابقين والقبليين والطائفييين والعشائريين، وتضيق دائرة العمل السياسي، فيما يتعلق بالنظام و الحكومة، حكرا على تلك الجماعات، ليس الا جزء من استراتيجة امريكا وسياساتها الرجعية تجاه الجماهير في العراق. انها تريد تامين مصالحها واستمرارسيطرتها ولكن تحت اسم انتقال السلطة الى "العراقيين" . انها لا تستند على القوميين والاسلاميين والطائفيين نتيجة لعدم توفر الخيارات والطرق والاليات والقوى الاخرى لانشاء النظام السياسي في العراق، بل تقوم بذلك لانها بالاساس تتبنى تلك السياسات وتعتمد على ما هو رجعي في المجتمع العراقي. ان امريكا هي نفسها تطبل يوميا للتقسيم الطائفي والمذهبي والقومي للعراق وهي التي تعطي وجها قبليا ومتخلفا ودينيا ومذهبيا للمجتمع العراقي كي تستطيع امرار استرتيجتها بسهولة.
ان تاسيس "لويا جركة" عراقية تحكم العراق، يمكنها ان تحقق الاهداف المنشودة بالنسبة لامريكا، فلماذا لا تقدم على انشاءها اذن؟ انها بالفعل اقدمت عليها وتمارس تلك السياسة، وهي ليست من همها و مشاغلها تحقيق الرقي الاجتماعي في العراق ولا تحرير الجماهيرمن مخلفات القبيلة والعشائر والطائفية والخرافات ومن براثن تيارات الاسلام السياسي والقوميين. كما وان تامين مستلزمات مشاركة الجماهير والاحزاب في ترسيم النظام السياسي والحكومة الانتقالية ليست في اجندتها.
فمن تلتقي مصالحه معها ويكون شريكا في امرار استراتيجتها وسياساتها في العراق سيكون له نصيب من كعكة الحكم في العراق و من مزايا اللصوصية من جراء احتلال العراق . وهذا ما تمارسه الان امريكا وتم وفقه تشكيل الحكومة المؤقتة. بعد مرورعام، لم ترى الجماهير في العراق الا المزيد من الدماروغياب الامن والبطالة ومزيد من الغلبة للرجعيين من كل شاكلة و لون، في المعارضة كانوا، ام في الحكم و تحت رعاية امريكا. ان مجرى الامور اثبت للجماهير عكس ادعاءات مدافعي امريكا وحربها على العراق . انه اثبت ببساطة بان امريكا لم تكن "منقذا" ولا "محررا"

ان المشكلة الاساسية بالنسبة للمجتمع العراقي وعقدة الوضع الراهن الرئيسية في العراق هي استمرارتواجد القوات الامريكية فيه واحتلالها له وسيطرتها على العراق بوصفها السلطة و الحكم الفعليين. انها اوجدت الدمار وساعدت، وكنتيجة مباشرة لاحتلال العراق، على تنشيط دور الاسلام السياسي وبقايا البعثيين وعملياتهما الارهابية و هي كذلك تقوم بقولبة النظام السياسي علىاساس قومي وديني وطائفي. هذه كلها حقائق سياسيةعملية تدفع الجماهير ضريبتها كل يوم .
فاي تقدم نحو الامام لتامين الامن والخبزوالرفاهية والحرية والمدنية وتحقيق عملية سياسية حرة ومباشرة تشترك فيها الجماهير، اصبح مرتبطا عمليا بمسالة انهاء الاحتلال وخروج القوات الامريكية من العراق ووقوع السلطة والادارة بيد الجماهيرو الاحزاب والقوى التي تمثلها حقا. ولكن على عكس ذلك تقوم امريكا بتكريس تواجدها واحتلالها وتقوم بتشيكل حكومة انتقالية موالية لها وكغطاء لتأزمها وتورطها في العراق. ان هذه المعادلة معكوسة لذا يجب كسرها بتدخل الجماهير المباشر والثوري وهذه السياسات والاستراتيجية هي التي تنتج المزيد من الدمار و الخراب للمجتمع العراقي. ويجب انهاءها ووضع حد لها فورا.
ان الحكومة الانتقالية الحالية مرفوضة وليست لها ادنى شرعية حيث انها جزء من االعملية السياسية لاستمرارتواجد القوات الامريكية وسلطتها الفعلية في العراق ونصبت خلف الكواليس و بعيدا عن الجماهير وتجسد الرجعية السياسية والتقسيم الطائفي والقومي والديني والقبلي للعراق وتسلب من الجماهير حق انشاء نظام سياسي غير قومي وغير ديني وبمشاركتها المباشرة والحرة.
كما وان الامم المتحدة تعمل بمثابة آلة تقوم بتجمل وجه آثارالخراب التي تحدثها امريكا في العراق. ان تنصيب هذه الحكومة تم باشتراك مع الامم المتحدة وباشراف مباشر من الاخضر الابراهيمي الذي يعرف جيدا من الذي يختار من الرجعيين ليحكم العراق. ان دور الامم المتحدة لا يعدو كونه دورا ملحقا لما تقوم بها امريكا في االعراق. فلا هي تريد ان تنهي حكم امريكا في العراق ولا احتلالها له. ان تامين الامن والخبز والمعيشة والحرية اوانشاء حكومة علمانية وغير قومية لا يمكن ان تكون في اجندة الامم المتحدة، وفوق كل ذلك انها ليس بوسعها ولا تريد تقليل ماسي الجماهير في العراق والتاثير على مجريات ووقائع السيناريوالاسود الحالي فيه. ان اقصى ما تفعله سياسيا هي ما لعبته من دور مكمل لامريكا لانشاء النظام السياسي الرجعي و المناهض للجماهير في العراق .
ان الطريق الواقعي لخلاص الجماهير هو الالتحاق بصفوف الحزب الشيوعي العمالي العراقي لتحقيق الارادة الحرة والمباشرة لجماهير العراق. فلا يمكن الخلاص من ماسي السيناريو الاسود الحالي بدون رص الصفوف مع صف نضال الحزب من اجل السلطة ومن اجل انشاء حكومة تؤمن الامان والحرية والمعيشة والرفاهية للجماهيروتضمن اعادة المدنية للمجتمع، و بدون توحيد النضال مع هذا الحزب من اجل ارساء حكومة غير قومية وغير دينية قائمة على اساس الحقوق المتساوية للمواطنين بغض النظر عن الدين والقومية والجنس ومن اجل تامين المساواة الكاملة بين المراة و الرجل، الحرية السياسية غيرالمقيدة وغيرالمشروطة والمشاركة الحرة والمباشرة للجماهيرفي تنظيم حياتها السياسية والاجتماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان