الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 11 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أصبحت التفجيرات التي تهز العراق تقليدا مستمرا؛ الأمر الذي ينذر بمستقبل مهول للشعب العراقي؛ الذي أصبح مستهدفا؛ في كل وقت و حين. و لم يحقق التحالف العسكري الأمريكي-العراقي أية نتائج ملموسة على أرض الواقع؛ بل ازدادت الأمور تعقيدا مع مرور الوقت؛ و تضاعفت التفجيرات .
هذا الوضع يطرح الكثير من التحديات على الساسة العراقيين؛ الذين أصبحوا يهددون مستقبل العراق الأمني و السياسي؛ و بالتالي فهم يغامرون بتحويله إلى أفغانستان جديدة؛ تقاد المبادرة فيها من طرف القاعدة و حلفائها .
إن الحل الواقعي المطروح أمام العراق اليوم للتخفيف من حدة العنف الممارس ؛ هو أن يستبدل التحالف العسكري مع أمريكا ضد أطياف سياسية بعينها؛ بتحالف آخر يكون على المستوى الداخلي؛ من أجل التخفيف من حدة الصراع الداخلي؛ الذي يعد السبب الرئيسي في انعدام الأمن و توالي التفجيرات .
و هذا ما يدفعنا إلى الحديث عن وحدة وطنية ؛ ليس بالمعنى التقني للكلمة؛ من أجل تشكيل حكومة أو تحالف حزبي لخوض الانتخابات؛ إن الوحدة الوطنية المقصودة هنا؛ تعني التحالف بين جميع أطياف المجتمع العراقي؛ شيعة و سنة و أكرادا؛ و بعثيين كذلك؛ وهذا ما يفرض استبدال القاموس السياسي- و منه الوعي السياسي- السائد؛ بقاموس جديد؛ يدخل جميع العراقيين بجميع أطيافهم السياسية و المذهبية و العرقية؛ في لعبة سياسية واضحة؛ تقوم على التنافس الحزبي المؤطر ديمقراطيا؛ عبر صناديق الاقتراع؛ و المؤطر سياسيا عبر التنافس بين المشاريع السياسية الواضحة .
و ضمن هذا القاموس الجديد لا داعي للحديث عن الصداميين /البعثيين/الدكتاتوريين؛ كما لا داعي للحديث عن الإيرانيين؛ أو الانفصاليين؛ لأن مثل هذه الفرقعات السياسوية؛ هي التي تغذي الصراع أكثر؛ و تهدد وحدة الشعب العراقي بالتلاشي .
ليكن الساسة العراقيون شجعانا؛ و ليعلنوا على الملأ؛ أن الشعب العراقي شعب واحد بأكراده و شيعته و سنته و بعثييه؛ و الباب مفتتوح أمام الجميع للتباري السياسي الشريف؛ باعتماد مشاريع سياسية؛ يصوت عليها الشعب؛ و تخدم مصلحته أولا و أخيرا .
أما أن تستمر التصنيفات على أساس المذهب و العرق و الإيديولوجية؛ فإن الصراع سيستمر؛ وسيكون الخاسرالأكبرهو العراق؛ كوطن و شعب و تاريخ و حضارة ... و ستتوفر الأجواء المناسبة للطفيليات؛ كي تعيش و تنمو؛ و تهدد الجسم العراقي بالأمراض الفتاكة –و من بينها الإرهاب- حاضرا و مستقبلا.
إن الشعوب و الأمم المتقدمة؛ تسعى دائما إلى تجاوز مآسي الماضي؛ التي لا يخلو منها تاريخ أي شعب في العالم؛ و ذلك عبر لغة تفضل الحوار و التواصل الحضاري البناء ضد لغة التفجير والعنف؛ التي لا تخدم سوى مصالح فئوية في أي مجتمع؛ أما بقية الشعب فتكتوي بلهيب الصراع ؛ فيضيع حاضرها و مستقبلها.
و نحن لا نعدم في التاريخ العراقي هذه الروح الحضارية التواقة إلى تغليب لغة الحوار و التواصل على لغة العنف؛ بل إن كل شواهد الماضي تؤكد أن العراق مرعبرالقرون بنكسات قوية؛ واستطاع بروحه الحضارية المتفتحة تجاوزها جميعا؛ و الاستمرار في البناء الحضاري .
و هذا ما نرجو أن يتحقق للشعب العراقي الشقيق؛ الذي يهزنا في كياننا المشترك أي تفجير يهزه؛ و نعيش معه مرارة القتل و التدمير بأرواحنا؛ و تتألم في دواخلنا عروبتنا؛ و نحن نتابع حضارة تتلاشى أمام أعيننا؛ و نحن عاجزون على إيقاف التدمير المستمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه