الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ليس حلاً

رشيد كرمه

2009 / 11 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الصلاةُ ليست ْ حلا ً....
رشيد كَرمة
الإهداء:1ـ الى أخي ورفيقي الرائع الإنسان(زهير إيليا توما )لأنه يمتلكُ ويعملُ في مَطْعَمٍ, ويَدْرِكُ قبل غيره كم من البطر نعاني نحنُ معشر البشر ؟ 2ـ إلى أخي وشقيق روحي ورفيقي ( هادي الواسطي ) الذي يذكرني ويهديني إلى ما سهوت من مبادرات إنسانية الطابع....
في مهرجان فني عالمي مُهِمْ عُقدَ في ألمانيا الديمقراطيةــ برلين ــ الدورة السادسة والخمسين " 56" لمهرجان الأفلام القصيرة بمشاركة 32 فيلم من بين ثلاثة ألاف وستمائة 3600 فيلم قصير من كل أنحاء العالم.لجنة التحكيم أعلنت عـــــن فوز فيلم(صحن دجاج) للمؤلف والمخرج الفليبيني ( فيردنادو ديمادورا) بالجائزة الأولى في المسابقة الأممية الفنية ،تناول "الفيلم* " [أنظر الهامش في أسفل المقال] ومدته الزمنية (6)دقيقة فقط موضوع مهم وخطير يمس (الجوع و الأخلاق)معاً ويؤشرعلى الفارق الكبير،بين الأغنياء المترفين والفقراء المعدمين,يموت من الجوع يوميا على كوكبنا أكثر من 25000 خمسة وعشرون ألف والعالم كله دون إستثناء مسؤول عن هذه الجريمة, وأكثرهم جُرماً (الحرامية) الذين يشكلون الطرف الرأسمالي في المعادلة العالمية فهم أصحاب الرساميل التجارية والذين يتربعون على إمبراطوريات رأسمالية على شكل دول وشركات ومصانع يشاركهم في الجريمة رجال الدين والمُخَدَرين معهم ، والذين لايعرفون من المعالجات غير الهروب الى (الصلاة)والتوجه الى الحائط المبكى أو إلى الكنيسة أوإلى الجامع،واللجنة التحكيمية أخذت هذا الإعتبار على ما يبدو،في ظل الإرتداد عن الوعي المنطقي, المسبب الأرأس لمشاكلنا ، واللجوء إلى (الدين)والذي تدخل كل تفاصيله في عالم الغيب والماورائيات،رغم أنه من صناعة البشر وهم حقيقة ماثلة على الأرض ، دون الولوج في حيثيات سبب الجوع. الفيلم يحكي قصة فتاتين في سن المراهقة تتمتعان بسعادة الغنى بملابسهن الأنيقة وهن في طريقهن إلى محل لبيع الطعام السريع,وسرعان ما يطلبن (صحن دجاج)و ما أن تأخذن كفايتهن من الطعام,حتى يُترَكْ الباقي لحاوية القمامة،وفي إنتقالة سريعة يعمد مخرج ومعد الفيلم إلى الجانب الآخر حيث رجل يقود دراجته وشبح الفقر والجوع يرتسم على وجهه رغم إبتسامة الأمل ,يدخل إلى ذات المطعم المشع بإنارته وحركته ولكن إلى حيث تُجمع فضلات الطعام , ليأخذ قسماً منها ويضعها في حاوية أخرى جلبها معه خصيصاً ويعود أدراجه حيث بيوت الصفيح وأطفال عراة بائسين يشاركون الكلاب في عبثهم وبحثهم عن الزاد.وغريزة الجوع تدفع وبقوة لأن يتسابق الجائعين أنفسهم للغوص في حاوية القمامة الي وصلتهم ليأخذوا نصيبهم من فضلات الأغنياء والمُتخَمينْ,ويأخذ الرجل قسماً من فضلات الطعام إلى مسكنه حيث عائلته المكونة من زوجة وثلاث أطفال,يتجمعون حول مائدة طعام متواضعة وتقوم الأم بالتوزيع كلٌ في صحن خاص,وحيث يتشوق الأطفال للأكل ينهرهم الأب ويطلب منهم الصلاة والشكر!!!!؟؟؟؟؟؟,والسؤال على ماذا الصلاة ؟هذا مايجب أن نفكر فيه.وهكذا تتكررالقصة منذ زمن بعيد في آسيا وآفريقيا وأمريكا والعالم كله ليموت يومياً 25000 من البشر،رغم الصلاة والتذرع إلى الغيب ولابد من فعل جاد بعيدا عن التخدير الذي ينشره المنتفعون والكسالى،في حين تتراكم الأموال وتمتلأ الخزانات وتتضاعف الأرصدة وتتعدد أساليب الإبتزاز والسرقة ,إن القضاء على الفقرهوالجهاد الأرقى والأفضل والصلاة ليست حلاً بالمطلقْ.
الهوامش :* الرابط أدناه الفيلم محورالحديث ( صحن دجاج ) http://www.cultureunplugged.com/play/1081/Chicken-a-la-Carte
السويد رشيد كَرمة 11ـ11ـ2009











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الاحترام
ناهد ( 2009 / 11 / 11 - 18:36 )
سيدي الكاتب اشكر لك تطرقك للموضوع لما له من اهمية على الصعيد الانساني ، فأنت بذلك تساهم في بناء فكر وقيم لربما ساهمت لاحقا في تغيير ما نحو الافضل
كل الاحترام
سلام

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف