الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى الرجعية، أداة امريكا في العراق !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2004 / 6 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ ان احتلت القوات الامريكية وحليفاتها العراق في نيسان من العام الماضي وهي تحاول ابراز وفرض البديل الرجعي على المجتمع ، هذه السياسة ظهرت بوضوح من خلال تشكيلة مجلس الحكم، تلك التشكيلة التي جسدت الطائفية والتقسيم القومي والديني والعشائري داخل المجتمع . من يظن بان امريكا ارتكبت خطأ بسياستها هذه ، لا ينظر الى الاستراتيجية الامريكية في المنطقة من زاوية بعدها العالمي ، هذه الاستراتيجية المبنية في الاساس على سياسة فرض الهيمنة وتثبيت ركائز النظام العالمي الجديد، بدأ من منطقة الشرق الاوسط ومرورا بالمناطق الاخرى . افغانستان كانت الحلقة الاضعف في تنفيذ هذه السياسة ثم جاء دور العراق ، واذا ما نجحت سياستها في العراق فسيأتي دور دول أخرى .
يقول منصور حكمت : ( ان امريكا لم تهاجم افغانستان كون بن لادن يوجد فيها ، بل هاجمت بن لادن كونه في افغانستان ) ، وكذلك الحال بالنسبة لصدام ، فلو كان صدام في السعودية مثلاً لما كان يُهاجَم .
"البزوغ الدموي للنظام العالمي الجديد " هذا البزوغ الذي بدت تباشيره من افغانستان والعراق يرمي في النهاية الى فرض التراجع على المجتمع ورميه ثم خنقه في بودقة الرجعية ، فالقوى الرجعية هي بالاساس تلك الادوات التي تتخذها أمريكا كوسيلة لتنفيذ مآربها ، وهنا تكمن المسألة في ابراز دور هذه القوى وحتى التي عفى عليها الزمن وأصبحت جزءً من الماضي كالقوى العشائرية مثلاً.
ان الاتيان بغازي عجيل الياور عبر مسرحية معدة سلفا لتضليل الشعب العراقي من خلال ابراز التنافس على هذه الحقيبة بينه وبين غريمه الباجه جي ، ليست سوى لعبة مفضوحة ، فلا الرئيس ولا رئيس الوزراء ولا الحكومة ولا المجلس الاستشاري ليسوا سوى ادوات عراقية لتنفيذ سياسة امريكية، وهذه الادوات ، حتى وان بدت بعضها لا تنتمي شكليا الى المعسكر الرجعي ، الا انها وفي التحليل الاخير تخدم سياسة مغرقة في الرجعية وبالضد تماما من مصالح عامة الشعب العراقي من عمال وكادحين ومثقفين ومن قوى علمانية ويسارية واشتراكية.
خلال مناضرة تلفزيونية لي في قناة المستقلة الفضائية ليلة 3/حزيران/2004 وفي موضوعة " دور العشائر في العراق " تدخل احد رؤوساء العشائر من السعودية عبر الهاتف واسمه { مشاري بن برجس ، من شيوخ قبائل ولد علي من بني وائل } وقد بدا منزعجا وغاضباً من آرائي عن دور العشائر وقال بالحرف الواحد : ( انك تشبه المرأة بوجود خاتمين في اصابعك ) .وكان ردي هو: (اني افتخر أن اكون امرأة لانها ببساطة انسان ، الا انك بكلامك هذا قد أهنت نصف المجتمع، وان تعبيرك هذا ينم عن مدى تفسخ وتهالك قيمكم العشائرية ). هذا هو منطق القوى الرجعية التي تريد امريكا ان تفرضها وتفرض سننها وتقاليدها البالية على مجتمع مدني متحضر قطع اشواطا بعيدة على طريق التطور الفكري والثقافي والاجتماعي .
ان القوى الاشتراكية والعمالية والقوى العلمانية مدعوة اليوم اكثر من أي وقت مضى الى رص صفوفها والوقوف في وجه القوى الرجعية والظلامية التي تريد ان تنتعش ويُعاد لها الحياة كي تفرض قيمها البالية وتحقق مصالحها الرجعية جنبا الى جنب مع مصالح امريكا وحليفاتها وتفرض التراجع على المجتمع في العراق .
7 /6 /2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظات مؤلمة.. مستشفيات وسط وجنوب غزة تئن تحت وطأة الغارات ال


.. صوت دمشقي أصيل ومشروع فني يحمل رسالة مؤثرة| #الصباح




.. الطرق السرية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.. خطة طهران


.. الحكومة الأردنية: تسجيل 14 حالة وفاة و17 مفقودا في صفوف الحج




.. وزيرة التنمية الدولية النرويجية: أوقفوا الحرب في غزة ويجب ال