الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوات الامن العراقية وتكتيكاتها لمواجهة العمليات الارهابية

نجاح العلي

2009 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في جولة شملت جميع انحاء بغداد برفقة احد ضباط قواتنا الامنية المكلف بمراقبة اداء السيطرات الامنية المنتشرة في بغداد وضواحيها والبالغ عددها ما يقارب 400 سيطرة، لفت انتباهي اثناء تجوالي مع هذا الضابط المتخفي انه رغم حمله لسلاحه الشخصي ومرورنا من امام السيطرات لم يتم رصده من قبل اجهزة الكشف عن المتفجرات.
lا يؤكد قولي هذا مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز مما جاء فيه ان أجهزة كشف المتفجرات التي صرف عليها العراق أكثر من 200 مليون دولار لا تساوي حتى "ان تكون لعب للاطفال وهي إكذوبة ومهزلة" بحسب وصف الصحيفة.. والغريب في الامر ان تكلفة الجهاز الواحد تتراوح ما بين 15000 إلى 60000 دولار باعتها للعراق شركة ATC البريطانية غير المعروفة عالميا.. هذه الشركة التي عرض عليها بعض القادة الامريكيين مبلغ مليون دولار لانتاج جهاز يكشف عن المتفجرات لكن الشركة لم تستطع ان توفره لهم، مما يدلل على عدم كفاءة اجهزتها.
لكن للشهادة استطاعت هذه الاجهزة كشف العطور وبعض المواد الكيمياوية كمواد التنظيف او كشف حشوة الاسنان من الذهب والبلاتين.. لكنها لم تتمكن من كشف المتفجرات والدليل على ذلك السيارات المفخخة التي احتوت على اطنان من المتفجرات والتي تسببت بفاجعتي الاربعاء والاحد الداميتين، والتي لم ترصدها اجهزة كشف المتفجرات.
ما مستخدم حاليا على مستوى دول العام في المطارات والمناطق المهمة للحد من المتفجرات والعبوات الناسفة هو الاعتماد على كلاب مدربة تستطيع كشف المواد المتفجرة حتى لو كانت متناهية الصغر او حتى لو تم اخفاؤها في مناطق غير متوقعة، كما ان هذه الكلاب غير قابلة للعطب او العطل ولايمكن رشوتها.
وقد اقترح بعض الخبراء الامريكان على اجهزتنا الامنية ان تستعمل الكلاب البوليسية اذ ان 400 كلب مدرب وبسعر 60000 دولار تستطيع حماية بغداد ولكن القادة الامنيين العراقيين رفضوا ذلك بالقول:" لن نسمح ان تتحول بغداد إلى حديقة حيوانات".. لكن المفارقة والغرابة انه وفق الاحصاءات الرسمية العراقية هناك اكثر من مليون كلب سائب في بغداد وحدها.
من الضروري تغيير الخطط والتكتيكات الامنية ووضع خطط هجومية للقضاء على الارهاب وليس اخذ موقف الدفاع بانتظار تكتيكات الجهات المعادية ومن ثم الرد عليها، وبالتأكيد ان الارهابيين ينوعون ويغيرون في خططهم من اجل تحقيق مآربهم.. ومن هذه الخطط التي يمكن ان تسهم في الحد من العمليات الارهابية ما قامت به وزارة التخطيط العراقية بالموافقة على الدراسة التي تقدمت بها إحدى الشركات الفرنسية لنصب منظومة مراقبة أمنية تضم 10 آلاف كاميرا في بغداد، هذه الكاميرات التي كشفت الكثير من الجرائم مثل جريمة مصرف الزوية وكذلك كشفت عن اوجه القصور والخلل في الاداء اثناء تفجيرات الاحد والاربعاء الداميين من اجل تلافيها مستقبلا، كما من الضروري الاعتماد على العنصر البشري المتمثل بالحدس والفطنة والتخمين لعناصر قواتنا الامنية فضلا عن استمالة تعاون المواطنين وتحفيزهم ماديا وعنويا من اجل الابلاع عن الحالات المشبوهة والمجاميع المسلحة كل هذه الامور ستحد بشكل كبير من الاعمال الارهابية للوصول الى القضاء عليها نهائيا، وهذا ما نرجو تحقيقه في اسرع وقت وباقل الخسائر وبأنجع الطرق.
*اعلامي واكاديمي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد اسمعت لو ناديت حيا
عباس عبد الرزاق الصباغ ( 2009 / 11 / 12 - 15:41 )
اخي وزميلي الاعلامي والاكاديمي الاستاذ نجاح العلي المحترم
الكوادر الامنية في جميع دول العالم حتى المتخلفة منها تتمتع في اقل مستوى لها بشيء من الاكاديمية والاحترافية والمهنية والوطنية لان الامن هو اساس الحياة العصرية اما امننا بسم الله ماشاء الله فلا تعرف عن القائمين عنه سوى ان قوائمهم واحزابهم ومليشياتهم الطائفية هي التي جاءت بهم من غير شهادات او كفاءات ومن غير حس وطني حريص على العراق واهله ومسألة السونارات التي لايعلم احد سوى الله فضيحة الصفقات التي استوردتها ومن اردأ المناشئ حالها حال البطاقة التموينية.
انا اقترح على قادتنا الامنيين الابطال ان يوزعوا هذه السونارات على اطفالنا المساكين بمناسبة عيد الاضحى المبارك بدلا من ان يضحكوا بها على عقول وذقون ومشاعر العراقيين
عباس عبد الرزاق الصباغ/ اعلامي وكاتب عراقي

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ