الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعدك كسرنا سلّم الأحلام

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2009 / 11 / 12
الادب والفن


كنت القريب من التراب في كل خطاك ،
الموغل في أزقة المخيم والبلدة والمدينة ، تصعد سلّم الأحلام
وتبني وطناً حراً حتى في الخيام ، كنت اللاجئ والمواطن ،
المقاتل والمهادن ، الذي يدرك خطوات الجياد حين تدق بحوافرها رمل البلاد
وتمضي بثورةٍ كالريح نحو الحرية ، عشت تناور الرماح المصوّبة لظهرك
وتجعل الأفق ملاذك كلما اتسع المدى ، فكان الوطن مبعث صبرك ، والقدس قبِلة أحلامك .
عرفتَ متى الصمت ومتى الكلام ، متى التوقف ومتى المسير ،
وفي غفلةٍ من الزمن شاؤوا أن يصلبوك على معبد التنازلات
فكنت وحدك القرار ، وحدك الذي قال للطوفان : " لا " ،
فتحوّل حصاركَ لظلامٍ يلف طغيانهم ، صرعوك حياً قبل أن ترحل ،
وكأنما في جسدك يكمن الوطن الذي يأبى الانكسار ،
فبتَّ لغزاً يثير دهشة الباحثين عن حقيقتهم فيك .
ذاك الرصاص من حولك صار عزفاً يثير شجون الكلام ،
والمسافة بين الشظايا والقبر لم تكن سوى رحلةً تمر عبرها للوطن
الذي خضت لأجله هذا السفر الطويل .
لم يصرعوك وإنما أرادوا أن يصرعوا الوطن فيك ،
فلم تمت ، بقيت حياً تنتظر خارطة تهديك للطريق الذي عرفته قبل غيرك ،
فهل يا سيدي كانت خطاك هي البداية،
أم أننا بعدك طمسنا أثر المشوار ورحنا في غيبوبة المتاهة ؟
يا صاحب الرسالةِ بعدك طال نومنا
وليتنا نستفيق من كابوس الغياب ، وليتنا نأخذ من خطاك التي حيّرتنا
مساراً للصحو مما نحن فيه ، ولعلّنا نبني من أحلامنا جسرا يوحدنا ،
ويوطد القرب بين خلايانا المستحيلة .
أينك الآن من ترابك ، فغيابك يكاد يجبر شمسنا على أفولٍ أبدي ،
فاشرق لنا من أحلامك بعضا من نور الأمل ،
لنعود لمسارات الوطن قليلا ، ونستدرك ما ارتكبناه من خطايا ،
فدماؤنا المصلوبة على نفوذ الغواية لم تعد تسامحنا لما أرقناه منها وأهدرناه فينا ،
عد بروحٍ تتلبس طيفك لتمنع المقصلة عن رقابنا ،
عُد بطيفٍ يمنع جباهنا من الانحناء ، أو اقرأ علينا السلام
فبعدك كسرنا سلّم الأحلام ،خلطنا الأوراق ، فكثرت في فلسطين الخيام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي