الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كنت في محل نوري المالكي؟!!

يوحنا بيداويد

2009 / 11 / 12
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لم يعد سرا على احد، ان العراقيين في القرن الماضي جربوا حظهم في حكومات عديدة ومختلفة، حكومات ملكية وحكومات جمهورية وحكومات دكتاتورية، وان الاحزاب القومية والاشتراكية الدينية،كلهم جربوا حظهم في تشكيل هذه الوزرات ولكنهم فشلوا ، هذا ليس تلفيقا وانما حقيقة ملموسة لا سيما في المرحلتين الاخيريتن ( مرحلة البعث وبعدها) ، ولكن فشلها كان على درجات بين سيء والاسوء.

في هذه الايام بعدما اوشكت الحكومة الحالية ومجلس النواب على نهاية دورتهم ، وبعد جهد جهيد و انتظار طويل، اخيرا مرر مجلس النواب قرار الانتخابات يوم السبت الماضي وتم تبنى القائمة المفتوحة وتم ايجاد حل توفيقي ان لم اقل مؤقت لمشكلة كركوك، كذلك تم النظر على الاقليات و اعطيت حقوقهم بالقطارة فتم تخصيص مقاعد كوتا خاصة بهم.

طبعا لن انسى انجازهم الوطني الكبير في تمرير قانون تقاعدهم ومنح انفسهم ومخصصات عالية ، فكأن كان هم الاول للاخوة النواب خلال السنوات الاربعة الماضية، هو ضمان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم و حصولهم على الجوازات السفر الدبلوماسية، كي تكون حاضرة للسفر او الهزيمة الله اعلم؟، وكأنهم يدركون ان الامور في العراق لن تستقيم، ان لم اقل لم يكن لدى بعضهم ابدا الايمان بمستقبل العراق فلم يكونوا الرجل المناسب في الموقع المناسب . بعد تكرار التصويت وحصول الرفض ضده مرات عديدة، تم تمريره بقدرة قادر في الدقيقة الاخيرة ، كما كان صدام يغير القانون بجرة قلم؟!!.

اصبح واضحا ان الخارطة السياسية العراقية حاليا تبدو خالية من الصوت الوطني الشمولي لكل مكونات العراقية، التي هي بعيدة من نفوذ الديني او الطائفي او القومي. وكأننا في بداية التغير ، اي في عام 2004. الحقيقة هذا الوضع ان دل على شيء فهو يدل على ان اصحاب المبادئ الديمقراطية والعلمانية لازالت مختفية، لا توجد الا على مستوى المقالات والمقابلات والتصاريح الاعلامية في المهجر. وان مفهوم الديمقراطية ناقص واعوج في مجالس السياسية العراقية.

كان لمعظم العراقيين املا بقائمة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء المالكي فقط، على الرغم من قاعدة هذه القائمة هي حزب الدعوة المعروف في مقاومته لحكومة صدام سنين طويلة، الا ان السيد نوري المالكي كان غير من نبرته قبل سنة او اكثر خاصة في انتخابات مجالس البلدة وكان قد نال استحقاقه لهذا التوجه الوطني ففاز حوالي نصف المقاعد للمجالس البلدية ، فظهر امام العراقيين انه اصبح مؤمن بالديمقراطية وانه اقتنع بان الحل الوحيد امام العراقيين هو الوحدة الوطنية البعيدة من كل التيارات انفة الذكر وان السير فيه للامام ليس خطرا بالعكس هو الطريق الاصح.

حقيقة لو كنت في موقع المالكي استمر على هذا المنوال مهما كلف الثمن، كنت اخوض الانتخابات لوحدي بقائمة دولة القانون الوطنية دون تردد على الرغم من خطورة الخسارة، بعيدة كل البعد من التيارات القومية والدينية و المذهبية التي فشلت في تحقيقة ادنى درجة من الامن والسلم والعدالة والحرية وتوزيع الثروات بصيغة عادلة والقضاء على الفاسدين والسراق والمجرمين، كنت اسجل لنفسي موقف وطني كبير في التاريخ مثلما سجله المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم في وطنيته. كنت اغير الكثير في وزراتي القادمة عن الحالية التي هي شبيه بوزارات ملكيتها تعود لحزب الوزير نفسه؟!!!

وكنت افضل رضى العراقيين (حتى في حالة الفشل) على كرسي الملعون المنجز من النفاق والكذب السياسي الذي اختنق العراقيين به خلال 90 سنة الماضية، هذا النفاق الذي ارتدى في كل مرة ثوبا جديدا بين الشعور القومي و الالتزام الديني او الطائفي.

ولكن شتان بين الفعل والتمني!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تامر عاشور.. رابع قائمة أسوأ فيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. متظاهرون يطالبون من باريس بوقف الحرب في غزة ويدعون إلى السلا




.. الولايات المتحدة تولي أهمية خاصة لتطبيع العلاقات بين السعودي


.. حكومة الحرب الإسرائيلية أعطت تعليمات للجيش الإسرائيلي بتوسيع




.. إيهاب جبارين: نتنياهو يبحث عن استراتيجية خروج من الصفقة