الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم

جواد وادي

2009 / 11 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن بلاغة المثل قد تحيل القارئ إلى العنوان الذي بنباهته سيعرف الموضوع من عنوانه والقضية وما فيها أن يلتقي رفاق الأمس الأعداء بشهر عسل جديد قد يستمر لفترة حسبما تفرضه الظروف بتأجيل وقيعة الأخ بأخيه وقد يفيض الكيل فتشرع حروب الفتن بضرورة بقاء احدهم ونسف الآخر لان الرفاق البعثيين لا ولن يقبلوا أبدا بالتنافس الشريف والواعي لتناوب المسؤولية والانتقال السلمي والآمن للسلطة وكأنها تربية يتوارثونها بالرضاعة والعياذ بالله، لما فيها من مخاطر أولها تآمر ووقيعة وآخرها نحر وحرب إبادة دون أن يرف لهم جفن وكان الأيام بحلوها ومرها والتي قضوها معا رفاق درب وعر ومحفوف بالمخاطر (ما عدها حوبة) أبدا، وكأنه درب(الصد ما رد). المهم عندهم إما انأ أو فلا . وكم خبرنا ونحن لم نزل يافعين على السياسة أو نرضع أبجديتها الأولى حتى شابت رؤوسنا وتكمشت أجسادنا، أفعالهم التي لا مثيل لها في قارات الكون المتحضر وغير المتحضر.
إن الرفاق البعثيين ديدنهم وسر وجودهم أن لا يعلو احدهم على الآخر حين لم يعد ذلك الآخر يحتاجه الرفيق الضامر له سوءا، ولكن إذا كانوا في حالة من الضعف للاحتياج لذلك الآخر فثمة صيغ يلونونها حسبما تقتضيها الحالة الرفاقية والمرحلة الواهنة التي يصبرون على تحمل مشاكسة الآخر اقدر من صبر أيوب النبي حتى تزول الأسباب ويحل الفتك محل المودة الخادعة.
المصيبة إنهم يصنفون وبقناعات الديكة هذه السلوكات بأنها واجب نضالي وقومي (للكشر) تفرضه أساليب النضال الحزبي إذا ما أرادوا أن تستمر مسيرة الحزب ليتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم التي هي في حقيقتها شديدة التماثل مع أهداف القطط عندما تتربص بصاحبها وقت إحساسها بالوقيعة أو خوفها من الإيقاع في المحضور.
مرت في تاريخ الحزب العفلقي العديد من الشواهد التي تؤكد ما ذهبنا إليه منذ يوم التأسيس الأسود وحتى الانهيار الكلي لتكنسه ضرورة المرحلة التي تحملت كثيرا شطط ورعونات هذه المخلوقات التي لا يمكن أن نصنفها ضمن خلق الله الآدمية إلا كونها كائنات لا طعم لها ولا رائحة وحتى المخلوقات الأكثر شراسة من ساكني مجاهل الغابات قد تكون ارحم منهم على الأقل حين نراها تحنو على أولادها وتتساكن بحنو مع من تعيش.
والله اشعر أن القلب يتورم حين أتذكر هذه العينات التي خلقها الله بفصالة تغاير كل من يسكن على هذا الكوكب من شتى مخلوقات الله بتنوعها وغرائزها أما هؤلاء الذين بقدرة قادر تحولوا إلى قادة مرحلة وعاثوا في الأرض فسادا وخرابا فلا يمكن أن تقبلهم لا ملة ولا دين لكثرة ما ارتكبوا من أخطاء قاتلة وعلى امتداد سنوات ظهورهم في المشهد السياسي العراقي الذي ابتلى بكوارثهم طيلة نصف قرن.
لا نريد أن نسرد مسيرة هذه الطغمة الباغية ومدى تفننها في إذابة الجليد بينها وبين المتربص به باحترافية خبيثة وفي غاية التفنن الشيطاني للإجهاز عليه عاجلا أم آجلا. إن من الوقائع والشواهد والقرائن لمدى بلطجة وإجرامية هذه المخلوقات ما يشيب لها رأس الرضيع وما لا تستوعبه ملفات أجهزة الكومبيوتر في الكون برمته حتى في قارة الانتركتيكا. إنما ما ننوي التنبيه له من مخاطر التقرب من هذه الطغمة وأحابيلها الخطيرة وما تخطط له من نية الانتشار السرطاني داخل جسد المشهد السياسي الراهن لتمتد إلى مديات لا يعلمها إلا الله والعارفون بخبايا الحيل البعثية التي لا يمكن أن تخطر على بال وفهم أي مخلوق إلا بعد فوات الأوان.
هل يخطر ببال ذلك القيادي البعثي الذي استدرجوه من الأردن بعد أن أعطوه الأمان وحالما دخل الحدود هيئوا له طقس الإبادة المخيف حين أطلقوا عليه الكلاب المفترسة فأكلته حيا ، وهل يتوارد على ذهن إنسان أن يجلبوا من مستشفى التويثة مريض ميئوس من حالته ويطلبون منه أن يبصق في فم المعارض السياسي ليتركوه يواجه مصير الموت ببطء. والآخر الذي يعطونه عصير ليمون مذاب فيه سم السيانيد ولا مفر من موته بعد عذابات مرعبة، وهذه حكاية المجرم حسين كامل حين قدم بعد الأمان الذي أعطاه عمه المعدوم فكان طقس الإبادة الذي كان ينتظره هو وعائلته كلها. واليكم أحداث قاعة الخلد حين راح ينتقي القائد الضرورة الرفاق واحدا تلو الآخر لتتم تصفيتهم في الوقت والحين ولا ذنب لهؤلاء غير انه وصل لأسماعه من كلاب حراسته أنهم يخططون للتآمر عليه وطبعا كان الخبر فبركة للتخلص ممن هم أجدر منه رغم أنني اشك بجدارة أي بعثي على الإطلاق ذلك أنهم جديرون فقط في التخطيط لنحر المناوئين رفاقا كانوا آم معارضين يتميزون بعقلية تآمرية خبيثة. ولم نتطرق إلى قطع الآذان والألسن والأيادي ووشم جباه الناس وإعدام التجار وحرق القرى الكردية بالأسلحة المحرمة وتسويتها مع الأرض ومأساة حلبجة وإبادة أهالي الاهوار المسحوقين بعد تجفيفها ومأساة الكرد الفيليين وغيرها المئات من الأعمال القذرة والتي لا يمكن أن يصدقها من تصل الى أسماعه في العالم المتحضر. ناهيكم عن الأحداث الكبرى والتي حولت العراق إلى بلد منكوب وفقير والفوضى تضرب أطنابه وفي كل مفاصله تاريخا وبنيات وشعب بأعراق وشيع وانتماءات.
القصد من هذا العرض غير المسهب والذي يحتاج إلى ملفات لإيفائه حقه وويلاته أن يتعظ سياسيو العراق من التجارب المريرة التي سببها البعث المجرم بأعضائه القتلة الذين لا يعرفون من السياسة غير القتل وإلغاء الآخر والاستحواذ على السلطة وإبادة من يتعارض معهم وغيرها من الأفعال المستهجنة. إذن كيف للساسة الجدد أن يفسحوا المجال لهذه الثعالب الخطيرة وها نحن نقف على تحالفات مشبوهة وعليها أكثر من علامة استفهام يراد من ورائها وصول مجرمي الأمس وقاتلي الشعب العراقي لسدة الحكم من خلال النفاذ بقوة في جسد المشهد السياسي من اجل أن يتمكنوا من الإمساك بخيوط خطيرة تساعدهم على تنفيذ ما ينوون عليه ويخططون له وما وصلنا مؤخرا من تعليمات أرسلتها قيادة الفارين من الفئران إلى من تبقى من الحزب المنهار من بعثيين خائبين لخير دليل على ما نذهب إليه وما التكتل الجديد الذي تم بين أياد علاوي و صالح المطلك وغيرهم من البعثيين وما صرح به المطلك بان هذا التكتل مفتوح حتى للبعثيين لخير دليل على أن العراق إذا ما وافق سياسيوه المتضررون من سياسة البعث الفاشي على الممارسات الخبيثة لهذا التكتل الخطير وإذا ما تحولوا إلى صم بكم إزاء ما يخطط له فسوف يجدون أنفسهم بغتة تحت حراب البعثيين من جديد . كيف سيحصل ذلك تلك ستكون المفاجئة الكبرى التي تعني خراب العراق وبلاء للعراقيين.
وها هو فضالة البعث حارث الضاري يصرح اليوم وعلى فضائية الرافدين بان النصر قادم قريبا وهو يقود كل الفارين من المساءلة والقصاص العادل بمعية أبو الثلج المخرف الدوري ويدسون نفاياتهم لتخريب الوضع السياسي الذي حقق تقدما ملحوظا امنيا وسياسيا مع احتفاظنا بالعديد من الملاحظات على سياسيي العراق الجديد ولكنها تبقى ضمن مساحة الحرية التي كنا نفتقر إليها وبات من حق العراقي الآن إن يتصدى لأية سلبية والكشف عنها وملاحقة فاعليها حتى وان كان في هرم السلطة وهذا الأمر لا يمكن أن يستوعبه ويرضاه شخص ضيق الأفق والوعي وهي خصلتان للبعثين المندحرين.
إن العراق مقبل على تحد جديد ونقلة نوعية يتفاخر بها كل عراقي وهي ثمرة لما تحقق من جهد وتضحيات وشهداء وخسارات ناسف لها لكن الوطن يستحق كل هذه التضحيات التي إذا ما تهاون السياسيون المسؤولون في الحفاظ عليها وأرخوا الحبل الذي يشد الوطن بالمواطن بمنجزات هي مثار فخر لنا جميعا ستقع الكارثة وحين يحصل التهاون فان جرابيع البعث التي تتربص بالعراق والعراقيين ستخرج من جحورها من اجل بث الفوضى وإعادة صور القتل والفناء والآلام من جديد.
فقط ندعو من يشكك بهذا التحذير او به وقر أن يذهب إلى مواقع البعثيين ليطلع بنفسه عدم إمكانية إصلاح هذه المخلوقات لأنها ورغم كل الخراب الذي سببوه للعراق والعراقيين والنكسات الخطيرة للمنطقة غير نادمين على ما حصل بل ويتفاخرون بماضيهم وما فعلوه وبكل وقاحة وما مسلسل التخريب الذي يمارسونه لخير دليل قاطع على كونهم ميؤوس منهم تماما والآن فهم يمنون النفس للعودة للمربع الأول قبل تحرير العراق من مساوئهم فهل هناك ابلغ من هذه النوايا الخبيثة لتعود العجلة إلى الوراء.
لا ينبغي ان تلدغوا من جديد أيها السياسيون العراقيون وكل المسؤولين العراقيين والوطنيين الأحرار لان هذه اللدغة ستكون منها والقبر. فاحذروا من المتربص بكم وبفناء العراق حيث لا ينفع بعدها الندم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل