الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هم أيضاً لاينطقون عن الهوى

محمد منير

2009 / 11 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


"اندرو وماريو" صبيان توأمان فى الثالثة عشر من عمرهما .. أسلم ابوهما طواعية فوجدا نفسهما هدفا لحرب تحرير اسلامية بغرض اجبارهما على دخول الاسلام كرها رغم بلوغهما سن الادراك والاختيار ورغم وجودهما من الأصل على دينهما وعدم اعتناقهما الاسلام من قبل فهما ليسا من المرتدين .
"وفاء قسطنطين" مواطنة مسيحية أسلمت طواعية أوكرها أوضغطا وعادت الى دينها مرة أخرى طواعية أوكرها أوضغطا وكانت موضوعاً لجولات نضالية بين المسلمين والمسيحيين .
"مينا" شاب مسيحى من المنيا ارتاد بيت دعارة محترف لممارسة الجنس مع فتاه مقابل 200 جنيه .. كانت مصيبته ان الفتاه مسلمة فلقى مصرعة قتلاً وسط هتافات دينية .. وكأن أزمة الغيورين ليست فى ممارسة الدعارة وانما فى ممارستها مع ذمى .
هى نماذج على سبيل المثال وليس الحصر .. هكذا الصراع بين الاديان والعقائد فى مصر الأن ... اشبه بصراع التعصب الكروى بين الاندية ومنافساتهم على اللاعبين وبالطبع فأن دفة الصراع وقوانينه تكون فى قبضة النادى والفريق الاقوى.
حروب وندوات ودعوات تحذر من التعامل مع الكفار من النصارى القريبين ومن بعدهم اليهود البعيدين والحد حتى من القاء السلام عليهم والنهى عن الاحتفال أو المباركة لهم فى الاعياد .
الأصل فى الدين الاسلامى انه آخر الاديان ومتممها لتنظيم الحياه .. والأصل فى آليات الانتشار هو الدعوى الى سبيل الرب بالحكمة والموعظة الحسنة .. والثابت فى تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم أن نضاله كان ضد الملحدين وليس ضد أهل الكتاب بل أيضا ليس ضد كل الملحدين بل الذين يبدأون فى مقاومة الدعوى بالقوة .
الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا ينطق ولا يتصرف عن الهوى تزوج مريم القبطية .. ولم يجبرها على الاسلام وأحسن معاشرتها واحترم عقيدتها وأعيادها .
التعصب هو حالة قشرية تتناول ظاهر الاشياء وتدير حوله صراع ليبتعد عن الهدف الاساسى فى الاتجاه المعاكس .. فالصراع المتعصب فى الاندية الرياضية هو عنف معاكس للفكرة والهدف السامى للرياضة ومعنى الروح الرياضية .. وكذلك التعصب الدينى ضد أهل الكتاب ووصمهم بالكفر والالحاد ووضعهم كهدف وامتداد للجهاد الاسلامى هو ابتعاد عن الدور الحضارى للأديان .
من وجهة نظر المتعصبين الأن فأن أهل الذمة أكثر خطورة من الملحدين بالدين الاسلامى وهم هدف أسبق عن الملحدين ، فاللادينين الأن بعيدين عن سهام المتعصبين مقارنة بأهل الكتاب .
مرجع هذا هو حالة التعصب المغرضة التى فرضها المتعصبون ( ليس بسلامة نية ) بهدف تحويل الدين من دستور منظم للحياة الى صراع فرق دينية دموى وقوده الناس والحضارة وهدفة حماية الاستبداد والاستغلال والبعد عن مواجهة أزمات البشر الحقيقية وفى مقدمتها الفقر والمرض والقهر، بل وفرض حالة من الحماية غير المباشرة للظواهر الاستعمارية وفى مقدمتها الصهيونية .
ليس من المصادفة ان تحول حالة الجهاد القشرية الصراع فى الاراضى المحتلة من صراع مع الصهيونية الى صراع دينى أدى الى تغير فى مراكز جبهات الصراع ليتحول أبناء الوطن الواحد من حلفاء الى أعداء والمستفيد هو المستعمر .
ليس من المصادفة أن ترتفع أصوات الفتنة فى السبعينيات لتعلوا على الأصوات المعارضة لإتفاقية كامب ديفيد .
وأعتقد ايضا انه ليس من المصادفة أن تثار الفتن الطائفية الأن فى استخفاف بالعقول حول المرتادين بيوت الدعارة لاختلاف دياناتهم ، أو خلق ساحات نضال وهمية لأجبار صبيين على الدخول فى الاسلام أو التظاهر من أجل سيدة كرّت وفرّت بين الأديان.... فى مقابل ترسيخ سلوك الصمت والانكسار والخنوع أمام النهب والفقر والقهر والمرض والنضال الوطنى.
المتعصبون أيضاً لا ينطقون عن الهوى انما لهم وحيهم ومصالحهم وتحالفاتهم .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ