الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفراد من الجالية المغربية بالخارج يريدون الإنتقال بأنفسهم من وضع الأسياد بالوطن المستظيف إلى وضع العبيد بالوطن الأصلي!!!

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2009 / 11 / 13
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يتحرك بعض الأشخاص المحسوبين على رؤوس الأصابيع في محاولاتهم الشريرة لاستقطاب بعض المغاربة المقيمين بالخارج ، وجعلهم يُطبّلون ويزمّرون مروجين في ذلك لأكاذيب وافتراءات ، متقمصين في ذلك أدوار الناطقين بإسم كافة الجالية ، وكأن هاته الجالية قد انتخبتهم بالفعل ، متناسيين أنهم مجرد أشخاص محسوبين على رؤوس الأصابيع ، بالرغم من نفخهم في الأرقام و الأعداد التي يشيرون إليها في بياناتهم كالإدعاء بحضور 450 جمعية بما سموه لقاء باريس ، لكن العارف بالأمر حتى وإن كان هذا العدد صحيحا ، فإن كل جمعية من هذه الجمعيات المشار إليها لا تمثل في واقعها ، و لا تتوفر في عضويتها إلا على شخص واحد أي مؤسسها ، وقد يتعداه ذلك إلى شخصين ، أي المؤسس وزوجته ، كما قد يصل إلى ثلاثة أشخاص أو أربعة ، وقد تعتبر الجمعية التي تمثل حقا هذا العدد الأخير جمعية استثنائية بالهيكل الجمعوي بالخارج ، وبذلك فإذا قام العاقل بعملية حسابية في هذا الشأن فمن الأكيد أنه سيصل في أقصى تقدير إلى 1800 عضو ل 450 جمعية مع العلم أن هذا ضرب من الميثالية ، لأن هؤلاء لا يمثلون حتى هذا العدد ، ولم يتعلموا بعض الأساليب الديمقراطية التي قد تجعلهم مثلا يعقدون مؤتمرات لتغيير هياكل جمعياتهم ، إن كانت لذيهم جمعيات بالفعل ، ومن منهم يستطيع تقديم التقرير المالي و الأدبي لجمعيته ؟ فهل يحق لكل غامض في عمله ، أو مشبوه في تحركاته ، أو أنتهازي وصولي في طموحاته ، أو متخصص في الخدع و الحيل و الاحتيال لسرقة أموال الدعم التي يجلبها بغير حق من هنا وهناك بإسم جمعيته ، أن يتكلم بإسم الجالية كافة ؟ كيف يعقل أن يجمع هؤلاء بين نظامين و توجهين متناقظين ، نظام وتوجه ديمقراطي بالبلد الثاني المستظيف ، الذي هو فيه في منزلة السيد ، معزز ، مكرم ، مُحترم ، مُقدر من قبل كل المؤسسات الإدارية منها و السياسية والاجتماعية ، ونظام وتوجه ديكتاتوري بالبلد الأصلي ، حيث الجور والظلم و العبودية و الطغيان ، و الاستبداد والقهر و العنصرية و الاحتقار ؟ ألم يكن هؤلاء مجرد قطط بوطنهم الأصلي المغرب قبل فرارهم بمختلف الطرق من ذاك الجحيم ، ولكل واحد منهم حكاية في هذا الشأن ، و اليوم يريدون العودة للمغرب الديكتاتوري كأسد مغرورين بأنفسهم ؟ ماذا يريد هؤلاء بالضبط تحقيقه من وراء تحركاتهم المشبوهة ، إذا لم يكن هدفهم هو الأكل هبوطا وصعودا من هذه الجهة ومن تلك كالمنشار؟ هؤلاء حاصلون على جنسيتين ، وبالتالي يريدون الحصول على حق التصويت مرتين ، وربح أجرتين ، والسكن في منزلين ، و الاستفادة من بلدين ، ومنهم من يتقمص ايديولوجيتين ، حيث تراهم تارة بالمساجد مع المصليين ، وتارة مع الشيوعيين والاشتراكيين بالحانات ... هل يستحق هؤلاء نيل شرف الدفاع عن الجالية وتمثيلها ، وهم من يعتبرون خطابات الديكتاتور خطابات سامية ؟ ماذا ينقص الجالية و قد حققت في الوطن المستظيف ما لم تحققه في بلدها الأصلي ؟ وهل يظن هؤلاء ان ما يسمونها بالجالية متغافلة عما يجرى في وطنها الأصلي المغرب المحكوم من قبل الطغاة ، أو لم يتواجد سياسيون من أصول مغاربة بالخارج أكفاء رافضين لأن يصبحوا مجرد أقنان وعبيد للديكتاتورية المسلطة على المغرب ، الديكتاتورية التي تريد أن تمسك بزمام الأمور حتى بالخارج موظفة في ذلك هذا وذاك ؟ ما الفرق بين الوداديات المتجسسة سابقا على أفراد الجالية و بين هذه الجمعيات التي تدعوا لطي صفحة الماضي حاليا ؟ ومن له الحق في التكلم بلسان الأخرين لطي تلك الصفحة ؟ وهل يحق لمن يمتلك تاريخا أسودا ملطخا بالاختلاس ، والنهب و السرقة ، والتزوير ، والإزدواجية في كل شيء وصولا حتى إلى شخصيته أن يتحدث عن الهجرة و المهاجرين ؟ الم يكن من الحكمة التوقف لحظة للتأمل مع الذات ، والوقوف عند كل الممارسات السلبية التي كان بعض الأشخاص و جمعياتهم تلك سببا فيها ، إلى أن أدى ذلك إلى بناء جدار عدم الثقة بين المهاجرين فيما بينهم ! ألم يكن من الأفضل الدفاع و النضال من أجل إغلاق كل القنصليات المغربية التابعة للديكتاتور بالخارج ، ودفع المهاجرين إلى المزيد من الإندماج و الذوبان في الأوطان التي منحتهم كل شيء ، عوض استقطابهم للترامي بين أحضان الطغاة ، كيف ينظر هؤلاء إلى معنى الوطن ، وكيف يفهمون ذلك هل يختزلون الوطن في حمل البطاقة الوطنية وجواز السفر، أم في الحصول على المواطنة الكاملة التي منحت لكل المهاجريين من قبل مختلف دول المهجر ؟؟؟ إن كل من يتكلم من هؤلاء بإسم جميع الجالية ، مستعملا في ذلك لغة الجمع لا يضحك سوى على نفسه ، وهذه حقيقة قد تؤلم البعض لكن لابد من التعامل معها ، وتقبلها بصدر رحب ، وكل من لايتخذها في حساباته وفي صياغات بياناته المنفوخة بالريح فإنه بذلك لا يعرف الوقع كما هو و على ما هو عليه ، جاهلا متجاهلا في ذلك للبيانات التي صدرت من هنا وهناك ، من مجموعة من المثقفين والكتاب و المبدعين من الأصول المغربية المتواجدين بهولندا الذين رفضوا أن يتكلم أحد بأسمائهم ، معتبرين أنفسهم هولنديين بالدرجة الأولى وإن هم من الأصول المغربية ، معارضين تدخل السلطة المغربية في حياتهم وشؤونهم مفضلين العيش بهولندا كالبلد الحقيقي لهم ، ولهؤلاء أضم صوتي وإن أختلف معهم في لغة صياغة بيانهم الأخير, كما ان المطالبة بالثمثيلية السياسية لمغاربة العالم ، واعتبار ذلك حقا دستوريا مشروعا ل 10% من المغاربة ، فإن هذا المطلب يُنم في شكله عن انتهازية واضحة ، كما ُينم في جوهره عن جهل سياسي أو مساومة لنظام ديكتاتوري رفض الجزء الكبير من المغاربة بالداخل و الخارج دستوره الممنوح للشعب عبر حقبه التاريخية ، فكيف يُعقل أن يحاول هؤلاء إغراء باقي أفراد الجالية للإعتراف بذلك الدستور الممنوح المرفوض من قبل المناضلين الحقيقيين ، والاستشهاد بفصوله وبفقراته ، وبقرارات الديكتاتور، و حث المهاجرين منهم بالتعامل مع مؤسسات صورية طاغية ، ظالمة ، انتزعت من المغاربة كل شيء بما في ذلك عزتهم و كرامتهم ، حتى صرنا نقرأ من هنا وهناك رسائل مفتوحة من هؤلاء المواطنين المغاربة موجهة للكيان الصهيوني ، قصد الحصول على جنسيته ، ألم يكن من المنطقي أن تكلف هذه الجمعيات نفسها ، وتجمع طاقاتها ، إن كانت بالفعل صادقة لمواجهة الديكتاتورية المسلطة على المغرب و المغاربة ، وذلك من خلال الجد و الاجتهاد لبلوغ مواقع القرار ، و ولوج المؤسسات التشريعية و التنفيذية بالأوطان المستظيفة ، ولما لا الحصول على مقاعد بالبرلمان الأوروبي ، ومن خلاله الضغط على الديكتاتورية المغربية ، وإفشال كل مخططاتها بالخارج ، ألم يكن هذا هو السبيل الصحيح لو كانت النيات حسنة ، عوض العودة للوراء لتمرير وتزكية وإعطاء المشروعية لمخططات الديكتاتور، ألا يزال هؤلاء يجهلون أن المكان الحقيقي للديكتاتور هو المحكمة الدولية ، التي كان من الواجب و الضروري أن ينجر إليها بفضل المخلصين و المناضلين الحقيقيين ، وليس المزيفين الذين يم يتركوا مخرجا إلا واستغلوه بُغية تحقيق أهدافهم الشخصية ، كالحصول على تبرعات بمختلف الأشكال من قبل الديكتاتور وأعوانه وخدامه ، جزاءا منه بما يفعلون بالجالية ؟ هل لا يزال هؤلاء يؤمنون بشعارات الانتهازيين ممن خدعوا المغاربة بمقولة النضال من داخل المؤسسات لتغيير النظام السائد ؟ فمن الذي تغير من هذه المعادلة ياترى هل النظام المقصود الذي لم يزد إلا سيادة و طغيانا ، واستبدادا ، وظلما وعدوانا ، وعنصرية ، وميزا وتمييزا بين المغاربة ، أم من كان يدعي النضال من المؤمنين بالعمل من داخل تلك المؤسسات الصورية ، وماذا حقق هؤلاء ممن تعاملوا مع محمد الخامس ثم المقبور الحسن الثاني وصولا حتى محمد السادس أو السُّداسي ؟ ألم يمارس هؤلاء الطغاة من الملوك كل أساليب الإذلال و الاحتقار في حق المغاربة ، وشرائهم عبر جواسيسهم لكل الظمائر و الذمم ممن يؤمن منهم بالعمل المؤسساتي في ظل الظلم و الطغيان؟؟؟ إن تناول قضايا الهجرة المغربية لايتم في الحانات حيث تتحكم الجعة ، ولا في المساجد حيث يختلط النقاش بالأحاديث و السور، إن هذا الموضوع الشائك ليس لأحد دون الأخر، إنه موضوع يُحتم مناقشة الذات قبل الخوض في تناول ملف الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، وهي خطوة تهدف إلى المصالحة مع الذات قبل الهرولة للمصالحة مع العدو ،لا لشيء إلا لأنه عدو يُقرر كما يشاء موزعا يمينا ويسارا لأموال الميزانية العامة التي تؤخذ من الشعب ، لتنظيم ندوات ولقاءات وإطعام هذا وذاك وجرهم بذلك الطعم نحو مائدته ليلحسوا ما تبقى منها كالقطط ، إن ملف الهجرة لا يُختزل في الحصول على مقعد نيابي داخل المؤسسة التشريعية أو التنفيذية الصوريتين ، ولا على تنصيب مجلس تجسسي للجالية من قبل الديكتاتور، والذي يدعي أنه مجلس يقوم ببلورة الرؤى والمشورة لتفعيل الآليات الخاصة بتمثيلية المغاربة المقيمين بالخارج ، فيما أنه مجرد وكر من أوكار التجسس على أفراد الجالية ، على شكل ما تقوم به الوداديات قديما ، إن شأن الجالية يتجاوز ذلك ، و بالتالي فإن الفرق بين هذا المجلس وتلك الوداديات هو الإسم فقط فيما أن التكتيك و الاستراتيجية هي واحدة ، الهدف منها تحسين صورة الديكتاتور بين صفوف الجالية ، وجعل هذه الأخيرة مرتبطة دائما بنظام رجعي قمعي متخلف ، لا استقلالية لها ، يقع الحجر عليها دائما كأنها لم سن الرشد بعد......
أخيرا أتسائل من يُمول تحركات هؤلاء المجتمعين كل مرة في دولة معينة ، أين يحصلون على مداخلهم الشهرية ومصاريفهم اليومية إذا كانوا لا يشتغلون بدول المهجر ، هل تحقق لهم أجرة التعويض عن البطالة إن كانوا يتقاضون ذلك كل هذه الطموحات ، وتسدد لهم كل متطلبات هذه التحركات ، كلها أسئلة تظل غامضة لا يجيب عنها سوى من هم على إطلاع بأسرار تلك الشبكة المشبوهة بشبكة العنكبوت ؟؟؟ وعلى ماذا يتصارع البعض من هؤلاء ، في صراعاتهم الفردية و الثنائية ، والجماعية الطاحنة ، إن كان هدفهم هو الجالية فعلا ؟ و إلى متى يظل الإعلام المغربي بالداخل يُطبل لهؤلاء ، دون أن يعي من هم هؤلاء في الأصل ، وماذا يمثلون ومن هو وزنهم الحقيقي في صفوف الجالية ؟ هل لازال البعض من هؤلاء يُطعم الصحافيين بالمغرب بقليل من الأوروهات ، وتنظيم ليالي السهر و المرح قصد التصفيق له ، وإبرازه غذ أو بعد غذ بالإعلام و كأنه بطل من الأبطال ، وكأسد يحسب له الحساب ، في الوقت الذي كان فيه في الأمس القريب مجرد قط إن لم أقول قطة ، فكفى من التكلم بإسم الجالية إذا لم ينتذبكم أحد لذلك!!!!
علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردان هولندا
0031618797058
[email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قطيع
NADJA ( 2009 / 11 / 15 - 12:58 )
اخي المحترم ا حييك قبل كل شيء .واخبرك اني اضطرر ت تغييرالطائرة عبر امستردام في اتجاه المغرب احسست كان الزمن توقف لعقود. كيف لنا بالتقدم اذابقينا على هاته الحالة ونفهم هذه الشرذمة التي تساهم في انحطاطنا تحت غطاء جمعيات

اخر الافلام

.. أول دفعة من المساعدات تصل إلى غزة عبر الرصيف الذي أنشأته الق


.. التطبيعُ السعودي الإسرائيلي.. هل يعقب التهدئة في غزة أم يسب




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثث 3 رهائن قتلوا في هجوم حماس


.. وفد جنوب إفريقيا: قدمنا طلبنا للمحكمة ليس لأننا حلفاء لحماس




.. سعيد زياد: الفشل المتراكم للاحتلال هو من سيخلق حالة من التصد