الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يلتقط الكستناء من النار ؟

جورج حزبون

2009 / 11 / 13
القضية الفلسطينية


لا يمكن فهم موضوع تمنع أبو مازن عن الترشح، خارج دائرة الصراع مع الاحتلال، والصراع الفلسطيني الداخلي، والدور الأمريكي، والواقع المعاش للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال لما يقرب عن نصف قرن، من الاحتلال.
إن الرؤية السياسية المعروفة منها والمطروحة، ورؤية م ت ف ورؤية الفصائل، والاتجاهات الإسلامية،تعبر عن مساحة واسعة لرؤية العالم بان الأصل هو التعاطف الحذر، والانتباه من نمو منطقة جديدة (للعنف) بالعالم (لا أقول مثل وزيرستان) إنما الذين يفكرون خارج المنطقة، وعلى ضوء الوضع في قطاع غزة، ومع تنامي الاسلاموين، يصبح التعامل بنظرية الاحتمالات وارد، وتصبح مسالة إنهاء الاحتلال تحتاج إلى ضمانات، مأخوذ بالاعتبار مجموعات التيارات الإسلامية وأطروحاتها وما هو قائم في الضاحية الجنوبية في فلسطين.
هذه الهواجس وان لم تعلن، تظل متحكمة بالقرار، وتظل عاملا مهما تستخدمه إسرائيل، بما في ذلك الحرب على غزة الشتاء الماضي، تستخدم كتعبير عن وجود قاعدة إسلامية، تجعل العالم يرى فيها امتدادا (للقاعدة) أو لمنهج عنفي، وان هذه القاعدة قامت بفعل الانسحاب الإسرائيلي، مما يشكل الانسحاب من الضفة هاجسا اشد رعبا.
هذا ما يُعرض أمام العالم، وما يفكر به قياديي العالم، وان كانوا ضد الاحتلال، إلا أنهم مع عدم تكرار ظاهرة غزة.
بالطبع عن إسرائيل بقيادتها الراهنة، وتوجهات اليمين في وضع من يهتم بالسلام، فحالة التوتر وتوقعات الحرب المستمرة في شمالها وفي جنوبها تخلق مناخا متوترا يستخدمه غلاة اليمين، واللوبي العسكري فيها، كما إن التوتر في إيران يكسب أهمية خاصة، بحيث تظهر إسرائيل حليف لأمريكا في حربها الغير معلنة، وأيضا حليف لأوروبا في مواجهة إيران النووية، والجهة المؤهلة عسكريا لتنفيذ ضربة نظيفة لأوروبا، وحيث أن إسرائيل معتبرة كجزء هام من الحرب على الإرهاب، بفعل الهجوم المستمر لقيادة القاعدة على إسرائيل، فإنها تجد نفسها في صف واحد مع أمريكا وأوروبا، وبهذا فان الحديث بينهم هو بين أصدقاء في خندق واحد، خاصة وهي تستعد لضرب منشئات إيران النووية.
صحيح أن أمريكا وأوروبا معنيتين بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سياسة إعادة تصويب سياستهان بعد أن تعرضت لتراجع اقتصادي، وسياسي وأزمات لا تتمكن من المواصلة المستمرة فيها، وعليها الاهتمام بوضع بلدانها الداخلي وتوقف الهدر على الحروب في ميزانيات بدت النسب العسكرية فيها أكثر من النصف أحيانا، وتراجع دعم الصحة والشيخوخة وتراجع الإنتاج المدني، وتنامت قوى مناهضة لأنظمة الحكم وأساليبها...
هذا وسواه مع عدم استثناء موضوع أفغانستان وباكستان والعراق فان أمريكا تتجه إلى استقرار الشرق الوسط لتسهيل دورها في الهيمنة على اكبر احتياط عالمي للطاقة، والتعامل بحرية مع سوق واسع توافقا مع مفهوم العولمة المستند إلى جعل العالم قرية واحدة، ولتكون العربة الأمريكية بقيادة عدة أحصنة فيها العربية والفلسطينية علاوة على الإسرائيلية.
إن المصالح تحتل جانبا أساسيا في السياسية وليست الأخلاق إلا مظهر تجميلي، وليس شعار شرق أوسط جديد حسب ما أعلنه (بوش) في حينه وما كتب شمعون بيرس في كتابه، إلا تعبيرا عن الفهم الاقتصادي ألمصلحي للقوى الكبرى، وهنا فان إسرائيل تجد نفسها الأكثر إفادة من ذلك بحكم الجغرافيا، ولكونها تمتلك تفوقا تقنيا يؤهلها لأداء دور رأس الجسر في نهب خيرات الشرق الأوسط، وتحويله إلى ساحة مفتوحة للاستغلال تحت اسم الاستثمار وتحقيق العولمة بالمفهوم الاقتصادي، وهذا يحتاج إلى قوة عسكرية تحميه، فإسرائيل قوة مقيمة، وتوفر كثيرا في هذا السياق، وهي حليف وان ظهر منه الخطأ ينتقد ولا يمكن الإضرار به!!!
وبالنظر إلى هذه الخارطة الجيوسياسية وأبعادها الاقتصادية، وإدراك التوجهات الراهنة لقوى القرار بالعالم، يمكن فهم طبيعة تمتع هذه الأطراف بالقيادة الأمريكية عن استخدام وسائل الشدة مع إسرائيل، ولكن إسرائيل لا تستطيع التمادي لحد إفساد مشاريع وغايات هذه القوى، وهي تدرك أنها تتمنع لكن لا تفرض لان لها حدود إن تختطها ترتكب إثم قد يعرضها إلى مقاطعات وأضرار لا تستطيع تحملها....
وفي هذه المعادلة وضمنها تقع القضية الوطنية الفلسطينية، وتلمس القيادة الفلسطينية هذا التعاطي وتشعر بالإحباط، لغياب وحدة وطنية، وموقف عربي فاعل، وغياب دور دولي مخلص، فما هو السبيل؟؟ ودون الهروب نحو الشعار والصوت الأكبر، إلا إن استمر بناء الدولة، ووحدة الموقف والقوى، يشكل سبيل لمواصلة الصمود، ورفض الاحتلال والمهادنة على حساب الوطن وان الاحتلال ظاهرة لم تعد تستطيع البقاء لأنها خارج التاريخ.
وألان مع تفاقم الأمور ومحاولة إسرائيل الهروب باتجاه سوريا ، لفك أزمتها جاء الموقف السوري ليقول ليس هناك شريك ، وشعرت أميركا بخيبة وزيرة خارجيتها ، فصرح مساعدها لشؤون الشرق الأوسط ( إن أميركا لا توافق على استمرار الاستيطان .....فمن سيلتقط حبة الكستناء من النار ولمن ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المفلسون
مصطفى ( 2009 / 11 / 14 - 16:14 )
المفلسون من السياسيين يبحثون عن مشروع لهم فلا يجدون سوى العداء الأعمى للولايات المتحدة . أسألهم عمّا سيصنعون بعد انهيار أمريكا !؟ ليس لدى المفلسين جواب !!؟

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله