الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتخمين

رشيد كرمه

2009 / 11 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لمْ أشاهدهمْ إلا مُتْخَمينْ,,,,
لا أفتري عليهم، ولكني نشأت في مدينة ٍيكثرُ فيها الفُقر، والفقرُ المدقعُ رغمَ أنها تنتمي إلى دولة تنسبُ للغنى لما فيها من موارد نفطية ومواد خام تدخل في صلب مجمل الصناعات. فقرٌ مركبٌ متعددُ الأوجهِ،وإلى جوارهم ضريحان مُذهبّان تمتلأ فناؤهما بقطع النقود المختلفة إلى جانب جمهرة كثيرة من المُعممين الذين يَسحلونَ بكبرياءٍ مبالغ فيه حللهم ونعلهم ,بالبُردةِ أو الكساء والخف أوالمِداس ألأسودِ والأحمرِ,وورائهم حمالوا أمتعة الدهريَشقَونَ بِثِقلِها إلى مخازن بيوتهم .وهنا تكمن المفارقة بينهم وأبنائهم وذويهم وبين وجوه الفقراء العارية من كل شئ إلا البؤس وسؤال الخلاص مما هم فيه,وبالأمس القريب 11ـ11ـ2009خطت قناة الفيحاء الفضائية العراقية خطوة بالإتجاه الصحيح، حيث عرضت تقريراً مهولاً عن فئة عراقية تعيش على الفضلات _أكوام الأوساخ _(( الزبالة)) وفيه تحدثت طفولة العراق,فتاة في العاشرة من عمرها وطفل في التاسعة من عمره، لو سمعتها آذان سليمة غير تلك التي تبحث لحومهم ولحومهن عن مقاعد مغرية في البرلمان العراقي العتيد الذي وضع نصب عينه سرقة أصوات الفقراء والمساكين من الرجال والنساء وغيرها من مؤسسات النصب لكان الأرق من نصيبها ولكن ثبت بما لايقبل مجالاُ للشك أن البرلمانين العراقين بأكثريتهم الأسلامية القائمة على المحاصصة والطائفية لاتختلف بحكم مسؤوليتها من مُحجبين ومُحجبات عن البعثيين الصداميين قيد أنملة فالجميع( مجرم) وغيرجديربالإحترام ، حتى وإن تزيا بأنيق الملابس وأفخرها أو تزيا بالعمامة وأعلن أنها من سيماء الملائكة ومن لِباسِ مُحَمّدْ. يقول الشاعر العراقي النبيل(حسين مردان): [لن أحترم العالم وهناك طفل كسيرُ العينين].صدقت يارجل، أيها الحسين المردان، أنت لي بمنزلة الولي والنبي والثائر.وها أنذا أتبعك في تعرية اللصوص بعد أن رحلت ورحل عنا الكثير من المنصفين.بحثتُ في أوراقي في عامٍ أحسبه كالأعوام الدامية على شعب العراق ووجدت ملاحظة في دفتر مذكراتي شاءت الصدفة أن أقلبها لأجدها تتوافق وهذا الشهر (تشرين الثاني )من عـــام 2000 وفيه منولوج السفينة للمبدع العراقي (عزيز علـــي )حيث يقول : ياعالم الداد ــــــــــــــــــ طرشة ملح طرشتنه
من العنب عاد ـــــــــــــــ جزنه نريد سلتنه
وحكَ رب العباد ـــــــــــ بس تخلص سفينتنه
لنعمر إعمار ــــــــــــــــــ ونسيس الربع بالبلم
ياعرب كثرو الملاليح ـــــ وسفينتنه غرفت مي
فوكَاها معاكسنا الريح ـــــ وهذا الروج اليطوي طيّ.
ويعلمنا التراث الأسلامي أن كثيرا من المُدّعين بالإيمان لا يُؤْتَمَنون وخصوصاً عندما يتولون السلطة.كان ابو الأسود الدؤلي في خلوة مع معاوية بن أبي سفيان، ثم تحرك(فضرط) فقال لمعاوية :إسترها علىّ. فقال الخليفة معاوية :نعم. فلما خرج حدّثَ بها معاوية وانتشرت سريعاً (ضرطة) الدؤلي. فقال أبو الأسود الدؤلي: إن إمرءاً ضعفت أمانتهُ عن كتمان(ضرطة) لحقيق أن لايؤتمن على المسلمين. فكم من البرلمانيات والبرلمانيين من ينتمي للدؤلي يجرون عجائزهم المترهلة ذهابا وإيابا داخل اروقة البرلمان ليساوم من ينتمي لمعاوية بلحيته الصفراء,وفوق كل شئ تعترض وتشتكي النائبة (فلتة الزمان) على مقال صحفي ومؤسسة إعلامية إسمها (المدى) وبين هذا وذاك يضيع الضعيف والفقير والمعوز وتسرق الحقوق بحجج ٍ شتى.ومن مفارقات السلطة كما رسمها شاعر عربي قديم : ويومٌ سمينٌ ويومٌ هزيلٌ ــــــ ويومٌ أمرُّ من الحنظلةُ
وليلٌ أَبيتُ جليس الملوكِ ــــــ وليلٌ أبيتُ على مزبلة .....
ولم أشاهد المُعَمَمِينْ على مدى التأريخ إلا مُتخمين بدماء المعوزين الذين لابد أن يزيلوا عن أبصارهم الغشاوة و ينفضوا عنهم الكسل ويطالبوا بحقوقهم المنهوبة تحت يافطات طائفية تارة وقومية تارة ثانية وعشائرية تارة ثالثة والوطن مسرحا للجريمة ومُستباحاُ بين هذا وذاك .
السويد 14 تشرين الثاني 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتقدير
سامي سلطان ( 2009 / 11 / 14 - 19:31 )
لا اقول اكثرمما قلت يا ابن العراق الاصيل ويا لسان حال كادحات وكادحي شعبنا العراقي المجيد , سلمت وسلمت اناملك والى المزيد من الابداع

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس