الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشك

صبيحة شبر

2009 / 11 / 14
الادب والفن



كما النهر الرقراق ينساب من بين يديك ، تتبخر سويعات الهناء ، وتولي لحظات بهاء اليقين ، أكان حلما جميلا ، انتهى لحظة جفاك الكرى ، وحل بأيامك سهاد مرير ، لماذا تتراءى لك البهجة ، كسراب شمس قائظة ، يسيل فيها من قلوبنا تعب غزير ، لا طاقة لنا باحتماله ، وتتوالى علينا كؤوس الهم والعناء ، نتجرعها حتى الثمالة ، ضاعت كل أحلامك ، وولت طيور الفرح، جارية من أرضك الجدباء ، لتحل في حقول أخرى تعرف ما معنى السرور ، لم يهجر المرء فيها غناء العنادل ؟، إلى عواء متواصل كئيب ، أية لعنة حلت ببابك ، فأحالت سنابل قمحك إلى عجاف ، تركتك الأيام ثكلى ، ودعت المسرات في دنيا بعيدة ، وحان لها أن ترتوي من ماء أجاج ...
لمَ تهزم أيامك وتعبس لياليك ؟ أليست الحياة مدا وجزرا ، وفرصا سانحة ، يحسن الفطن اقتناصها ، ليفوز باللذات ، وينأى عن الكآبة والضياع ؟ وأية لذات تحلمين بها ، وكأس الحنظل يفتح فاه مرحبا ، شامتا بما حل بك من جفاف .....يصدأ عندك الشعور ، وتهرب النعم ميممة وجهها، صوب شاطئ بعيد
بطاقة تهنئة بالعيد ، وامرأة تلوح بفخر، تتصاغر أمام فتنتها الحسناوات ، وصدر ناهد مرمري ، عاري ، وشعر ينسدل بتراخ فوق الكتفين ، وكلمات قليلة مخطوطة بقلم أنيق :
- اذكرني ، كلما لاحت لك صورتي
تؤخذين على حين غرة ، هل أهرق احدهم فوقك ماء ثلج ؟ لم تحسبي أن هذه اللحظة آتية ، وان قناديل حياتك توشك على الانطفاء ، ريح عاتية ، تتلاعب بك ، تكونين ريشة في مهبها ، من هي المهيمنة على هذا المشهد المسرحي ؟، تصدر أوامرها ،فيسارع الملبّون بالطاعة ؟ وأنت ؟ تتنكر القوى الفاعلة ، وكأنك نقطة في بحر عميق الغور ، تطول حيرتك لمَ كل هذا ؟ من تكون هذه ؟ وكيف مرت بحياتك المسهدة الكئيبة ؟ وكيف لا يخطر في بالك ، انه يمكن أن تقابل تضحياتك الجسام بالنكران المبين ، وتقابل أعمالك الناصعة بالهزء ؟ ولمَ تتحول أيامك إلى علقم ؟ وعلام تقابل حسناتك بالسيئات ، ولمَ لا يكون الجزاء من جنس العمل ، وماذا جنيت لتتضاعف على أم رأسك اللعنات ، ويسقونك شراب الحنظل ؟وكنت المحسنة دائما..
تستبد بك التساؤلات ، أي بحر متلاطم الأمواج ، رموك فيه ، وابعدوا عنك قوارب النجاة ، لمن تتوجهين طالبة الإحسان، وقد سدت السبل بوجهك ؟
قد تكونين الخاطئة ؟ لماذا سمحت للأفعى أن تكون قريبة منك ؟ ألم تخشي من انقلابها وتلون أفعالها ؟
أتكون بطاقة يتيمة ، قد أثارت بك فيضان المخاوف هذا ، وأغرقتك في يم لا شاطئ له ، وكيف يمكن لك أن تعلمي ؟ قد تكون العديد من البطاقات الواعدة ، تسيل أحلاما ، وتجعل الأرض تميد تحتك ؟ ، ألم يصاحبها أفعال تعزز لغتها المطمئنة ؟ من جعلك بهذه الثقة ، وزرع في نفسك جذور اليقين ؟
تتقلبين في بحر من الجمر تتلاطم فيه الأمواج ، أفكارك تضطرب في لجة عميقة الغور، عساك تهتدين إلى قرار ، وكيف يمكن لمن لا يحسن السباحة ، أن يعرف طبيعة البحار ، وسر الأمواج المتصارعة فيها ، هل ضاع كل ما بنيته ، وتحملت تبعات أعمالك طوال هذه السنين ، هل خطر في بالك انه مثلك ، قُدّ من وفاء ؟
لن تنهزمي ، هل تمنحينه هدية للراغبات، وأنت ساغبة تنظرين ، ومن يعيده إليك؟ ، تتفرجين... لا حول لك ولا قوة ، هل ضاعت الآن الفرص ؟ أليس بإمكانك تدارك الأمر ، ما زالت الحكاية في بدايتها ، فلتناضلي لاسترجاع حقك...
صديقتك أسماء لديها ما ترنو إليه نفسك ، مشاهد آسرة ،وأفلام أكيد مفعولها ، عن كيفية إعادة الهاربين من أعشاشهم الصغيرة ، تشاهدين ما قدمته لك أسماء ، وتقلدين المشاهد ببراعة ، وكأنك بطلة القصة ، تبثين الرغبة في نفس أرهقتها صروف الحياة ، تقبلين وتناجين وتناغين ، ينهض الحبيب ملبيا ، وتتحقق لك رغبتك ، انتصرت على من يريد بك شرا ، ولكن الفرحة العارمة ما تلبث أن تنقلب وبالا ، لتحط على رأسك ، وأنت في منتصف الطريق لتحقيق حلمك الطويل ، والانتصار على من سلب منك جمال الحياة ، واسترداد واهب النعيم ، وساقي اللذات :
- كيف تأتى لك المهارة بهذا الفن ؟ من علمك ؟ هل أكون آخر من يعلم ؟

صبيحة شبر
10 تشرين الثاني 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذه المبدعة صبيخه شبر الموقره
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 11 / 15 - 01:44 )
قصة رائعه واسلوب شعري فذ
لو ابدلت البطلة ليكون المحكي عنه رجلا بدلا من امرأة ربما تكون القصة أفضل
إحترامي الكبير

اخر الافلام

.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال


.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان




.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ