الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذي لم أأتلف معه

كامل السعدون

2004 / 6 / 9
الادب والفن


قصة قصيرة

أطل علي من الداخل ….ظل برهةٍ يتابعني وقد بانت على وجهه علائم السخرية من تفاهتي ، وأنا منشغل بتدريب طيرٍ صغير بائس على أن يتآلف معي …
أضعت ساعات وساعات ، جربت الكثير والكثير من أساليب التأثير النفسي ، فلم أفلح ، حاولت أن أنومه مغناطيسياً ، فلم يستجب …
أحسست بداخلي بأنه لا زال هناك عند المدخل ، لم أجرؤ على النظر إليه ، لا أحتمل سخريته …
- ها …أين وصلت …
- ليس بعد …ولكني سأنجح …
- مسكين …
- من …أنا أم الطير …
- كلاكما …ولكنك الأكثر مثاراً للإشفاق …
- لم …
- لأنك تضيع وقتك وجهدك هدراً ….ثم ….هل تضن إنك ستنجح مع طيرٍ أبكم …وأنت الذي لم تنجح مع الناطقين…
- ماذا تعني ..؟
- لقد أضعت أكبر قسط من حصتك في التواجد في هذه الحياة ، بمحاولة كسب حب الآخرين ….زوجتك …أبنائك …وها أنت وصلت إلى قمة إفلاسك ، إذ جئت تجرب أساليبك العتيقة على طير أبكم ، لا عقل له …ماذا تبغي من وراء ذلك ، شعور بالقوة ، بالقبول ، بالأمان …ماذا …
- ولكني سأنجح …إنني أجرب معه أساليب التأثير الروحي ، وهذه لا تخيب أبداً ، مع كل ذي روح …
- وأنت هل أنت أصلاً ذي روح …؟
- ماذا …ماذا تقول …ما هذا الهراء …
- أعني هل لديك روح متجانسة ، منسجمة …
- طبعاً …
- في الداخل كما الخارج ؟
- …." فكرت لبرهة …
- طبعاً …
- وهل هما متطابقين متوافقين …؟
- من …تعني ب.."هما .."
- الداخل …والخارج..
- لا شك …
- إذن لم تتحاشى أن تنظر لي ..
- أنا …
- طبعاً …أنا شخصياً لا أكاد أرفع عيني عنك …وتعاطفي معك لا حدود له ، ولكنك لا تجرؤ على النظر لي …
- ولماذا علي أن أنشغل بك ، وأترك الخارج ..؟
- لأنك لن تستطيع أن تنجح بدوني … جرب أن تنظر وسترى …
حاولت أن ألتفت إليه ، أصبت بتشنج في عظام الترقوة ….جاءتني ضحكته ساخرةٍ مجلجلة …
حاولت ثانيةٍ جاءني نشيجه قوياً … ثم اختفى في مخبئه ، هناك في القبو الأرضي المعتم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا