الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة الجنس ومخاطرها

صبيحة شبر

2009 / 11 / 15
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


تجارة الجنس ومخاطرها

تدل الدراسات العديدة التي تجرى على واقع الحياة، في بلدان الشرق الأوسط،على اتساع ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس، مما يهدد أمن المرأة وكرامتها،ويعرض استقرار العائلة للخطر، ويودي بسعادة الأولاد وهنائهم ، فلماذا استفحلت هذه الظاهرة الخطيرة واشتدت أضرارها في وقتنا الحاضر، وما هي عوامل تفشيها؟
لعل أهم الأسباب تكمن في انتشار ظاهرة الفقر، وعجز النساء غير المتعلمات عن إيجاد عمل يحفظ الكرامة ،ويوفر الحاجات الأساسية لبني البشر ، وتنامي مشكلة الفقر محليا وعالميا، لتسحق الكثير من العوائل وتحرمها من موارد الرزق ، وتصعب عليها الحياة، وتتعثر مسيرتها أمام محن الدهر، وحاجات متزايدة لا يمكن ان تسد الا بالنقود ، واشتداد ظاهرة البطالة،التي يعيش تحت نيرها الكثير من العاطلين مما يتعذر عليهم الحصول على ما يسد الرمق، وخاصة في صفوف النساء اللاتي فقدن المعيل، من الأرامل او من أصيب زوجها بعاهة، تعجزه عن العمل الصالح ، كما ان حرمان المرأة الشرق أوسطية من كثير من الحقوق ، التي تتمتع بها نساء العالم ، وعدم تمكنها من اختيار زوجها ، أو القدرة على تطليق نفسها من زوج لا يحقق لها نوع الحياة الذي ترغب فيه ، ويقسو في معاملتها مما يجعلها تفضل الهروب، من معاناتها المستمرة رغبة في وضع حد لقسوة الحياة وتعاستها ، فتقع في واقع أشد قسوة ، كما إن عجز الرجال عن إقامة بيوت مستقرة، والإقدام على زواج ناجح بسبب البطالة ، فيقدمون على إشباع الحاجة الجنسية بالطريق الخاطئ ، كما ان انتشار العصابات المنظمة، التي تغوي الشباب من الجنسين على مهاوي الرذيلة ، وتقوم بتصدير الشباب ناقصي التعليم وعديمي الخبرة الى المناطق المختلفة..
كما يضاف الى الأسباب المذكورة ، هجرة بعض العوائل بسبب الاضطهاد السياسي ، فتلجأ بعض النساء إلى مهنة البغاء، للحصول على لقمة العيش...
كيف يمكن معالجة هذه الآفة الخطرة ، أو التخفيف من وخامة نتائجها على المرأة والمجتمع ؟ لابد أن تتضافر الجهود الخيرة كلها ، لانتشال فتياتنا الصغيرات، مما يحاك ضدهن من عمليات إجرامية ، وان تتعاون منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المتنوعة، المقروءة والمسموعة والمرئية، والمدرسة والأسرة معا ، على كيفية تنشئة فتياتنا تنشئة صحية ،تحافظ على أجسادهن من الأمراض المختلفة ، ونفوسهن من الحزن واليأس، وقلوبهن مما يثقل الحياة ويجعلها قاسية ، شديدة الإيلام ، يجب أن تربى الفتاة العربية تربية تحترم فيها الإنسان ، وتغرس في نفسها قيم الكرامة، والاعتزاز بالنفس والثقة بالعمل ،والتطلع الى المستقبل بمنظار بهيج ، يجب ان نسعى إلى إصدار قوانين تنصف المرأة ، وتنظر إليها ككائن إنساني، بحاجة الى الرعاية والاهتمام والحب، والى العمل المتناسب مع القدرة والكفاءة والميول الشخصية ، وان تكون الفضيلة من القيم والمثل التي يتصف بها الإنسان، سواء كان رجلا أو امرأة ، وان نربي في فتياتنا الثقة بالنفس ،والمحافظة عليها وعدم المساس بها ، ونغرس فيهن قيم الشجاعة ،ورفض كل ما لا يتوافق مع النفس والعقل والوجدان، وان الحرص على الفضيلة يجب ألا ينبع من الخوف والخشية من العقاب ، إنما من إرادة قوية وتصميم فعال على عدم التفريط بالكرامة ، وهذا يستوجب تعليم الفتاة، وتأهيلها للقيام بالأعمال التي تدر عليها فائدة مادية ومعنوية ، كما إن توفير الحرية للفتاة، لاختيار الزوج المناسب الذي يشبع الحاجات المتعددة للإنسان، العاطفية والجسدية والفكرية، والحاجة الى الأمان ، والقدرة على التطليق، إن عجز الزواج من تحقيق نوع من الحياة مرغوب فيه ، فبداية البغاء قد تكون، في محاولة تحدي الأوامر الصارمة، التي تجد في الفتاة سبيلا الى المحافظة، على الشرف العائلي ، وحين تجد الفتاة أبواب السعادة موصدة أمامها، وان زوجها مفروض عليها من الأهل، وهي كانت ترغب بآخر، تحمل له في القلب، عاطفة الحب والتقدير والوداد ، فان الفتاة قد تقدم على تحدي أوامر عائلتها، وتقترن بمن يسمعها الكلام اللطيف، دون تفكير في العواقب ، ولكن الحبيب المزعوم، سرعان ما يكشر عن أنيابه، مبينا وجهه الحقيقي بلا أقنعة ، وحين ترغب الزوجة المخدوعة بالطلاق، تقف اغلب الأسر العربية أمام رغبتها بحجة تلافي كلام الناس ، وحين تجد الفتاة امتناع أسرتها عن تحقيق رغبتها، تندفع إلى عمل يحمل إلى تلك الأسرة ما تكرهها، فقد تهرب من واقعها ظنا منها ان هروبها سوف يأتي بالحل الناجع ، وإنقاذ فتياتنا يتطلب مكافحة العصابات المنظمة التي توقع بالفتيات والصبيان الصغار وان تعاقبهم إن دلت الوثائق على ما يقومون به من عمليات إجرامية
ان واقع الأسر الفقيرة مؤلم يتطلب التحرك بسرعة ووعي لمعالجة الأمر ، فلا يكفي ان يجد المرء أفراد عائلته وفتياتها بعيدين عن الخطر ، لينام قرير العين مطمئنا ، ان بيته في خير ، فأي خطر يتعرض له الجيران او الأقرباء او أبناء الوطن ، يجد الجميع أنفسهم مسئولين عنه ، فمكافحة الفقر والتفكير بإيجاد طرق فعالة، في التخفيف من الخطر الداهم ، ومساعدة المرأة الوحيدة التي لا تجد أحدا يعينها في توفير متطلبات الأسرة الكثيرة، تعتبر من الضرورات، كما ان جلوس بعض الأزواج بتراخ ، ومطالبين الزوجات بتوفير ما تحتاجه الأسرة من أشد أنواع الظلم ، ويجب أن يربى الجميع ويتعلموا إن المرأة إنسان، ولها حقوق عديدة ، يجب مراعاتها ، كي نكون امة تستحق الحياة ، وان بيع الجسد آفة خطرة، ذات نتائج كارثية ، ليس على المرأة فحسب ، إنما على المجتمع ومستقبل العائلة والأبناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفقر والظلم
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 11 / 15 - 07:59 )
الأخت الفاضلة صبيحة شبر
الفقر والظلم وراء هذه الظواهر المدينة والسلطات الحاكمة زالمجتمع يتحملون القسط الوافر في تفاقمها وأستمرارها ونموها لذلك لا يمكن معالجتها الا عن طريق منظومة كاملة من الأصلاحات السياسية والأقتصادية والأجتماعية.
أرسلت لك ما مطلوب في الأستطلاع وتعذر أرسال الصورة لسوء خدمة الأنترنيت في العراق أرجو نسخها من موقع الحوار المتمدن مع تحياتي


2 - اوافق السيد محيي الدين
داليا علي ( 2009 / 11 / 15 - 10:54 )
اشكرك اولا علي المقال الجيد وفعلا نحن بحاجة لوقفة لمعرفة الاسباب اولا وبالتالي تحديد اسلوب العلاج, فلا يكفي ان نقول ونصرخ بالاعلان, فيجب ان تتحول الصرخة المدوية بتحليل وافي سليم للاسباب مع محوالة لايجاد الحل وفتح باب الحوار لمناقشة السبب والحل فلكي نأتي بالحلول, لابد من تحديد سليم للسبب
شكرا مرة اخري علي المقال المفيد حقا


3 - لايوجد سبب واحد
وهدان ( 2009 / 11 / 15 - 23:38 )
ان الدعاره او البغاء هي من المشاكل الاجتماعيه التي تواحه العالم العربي وهي مشكله قديمه وليست جديده ولكن حدتها ازدادت في هذه السنين الاخيره وذلك يعود الى اسباب عديده فليس الفقر والظلم هما الاسباب الرئيسه وراء هذه المشكله بل عاملان مساعدان مثلهما مثل الحروب والكوارث الطبيعيه وعدم الاستقرار السياسي وعدم الشعور بالامان
وكذلك وسائل الاعلام التي تبث برامج هدامه كالتلفاز والنت
كل هذه عوامل مساعده على انتشار الدعاره بمعناها العلمي( ان تعطي المراه جسدها لقاء مبلغ من المال) اما الاسباب فهي بحاجه الى دراسه علميه مبنيه على البحث كل حاله على حده وبعدها نخرج بالاسباب الحقيقيه
وهناك نظريات متعدده اهمها 1-نظرية السببيه اي لايوجد سبب واحد للانحراف
2- نظرية ضعف التوجيه التربوي في الصغر
3- هناك نظريات اخرى هامه كالنظريه الضاغطه وغيرها
ثم ان ترك الامر من غير دراسه وتحليل وعدم وضع الوسائل والامكانيات لعلاج هذه الظاهره او التخفيف من حدتها يساعد على تفاقمها وشكرا

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة