الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيقضي على داء الكذب

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2009 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اعترافات عصابات الاختطاف والسرقة الأخيرة تدلل على ان الكذب تحول الى موهبة خارقة في مجتمع الدولة الإسلامية وحملتها ((الإيمانية)) وفق دستورها الديني فقد تطور الكذب وأصبح فيه من الإبداع ما يبهر العقل بحيث ان احد الجناة كان يشارك مع أهل الضحية في البحث عن المجني عليه مع انه اعترف بعد القبض عليه بأنه هو الذي قتله وبشهادة العصابة نفسها وكالعادة لم يتطرق الإعلام الرسمي الى الاعترافات التي خصت اغتصاب المجني عليهم قبل قتلهم هذه المؤهلات المميزة في التمثيل والحيلة والدجل كان من الممكن أن تؤهل الجناة لان يقدموا رشوة محترمة ويلتحقوا بأجهزة الأمن والشرطة الطائفية موهبة في التمثيل لا ينقصها غير التزكية الدينية حسب دستور العراق المحتل فمن شروط الموافقة على مقدم الطلب أن يصلي ويصوم وفعلا لوحظ عند اعتقال الجناة أنهم كانوا يصرخون ((الله اكبر)) وعند إيداعهم المعتقل طلبوا نسخة من المصحف الكريم؟؟؟؟
فقد ظهر ان المجرم كان من الذين يترددون على جامع المنطقة وبيته مليئ بالآيات القرآنية والرايات وعند توجيه التهمة له نادى بحسبي الله ونعم الوكيل؟؟؟؟
ظاهرة الدجل والتظاهر بالتدين والإيمان بالله استفحلت بشكل ملفت للانتباه ظهر التقليد هذا قبل الانقلاب على نظام جمهورية قاسم التقدمية حين صار المستعمر وعملاء السعودية والرجعية العربية يوزعون نسخ من المصحف الكريم ويطالبون بنظام إسلامي متحالف مع الغرب ضد الاتحاد السوفيتي وازتها حملات الاعتداء المنظم على التقدميين والسافرات فأعوان ((وإخوان)) المستعمر فضلوا ارتداء الحجاب وتعليق القرآن على صدور المؤمنات والغرض من ذلك يومها هو اغاضة التقدميين واستفزازهم ثم تطورت ظاهرة الكذب والدجل والجريمة المنظمة بعد إشراك الشعب بكامله في القتال ضد إيران واستبدال الأيدي العاملة بنماذج مصرية سماهم بعض المسؤولين في مصر (( بهايم... و أتالين أوتله ))
وصلت الظاهرة الى المستوى العالمي بعد أن أهملت المخابرات الامريكية المؤمنين في المنظومة الاشتراكية ولم تتحول دولهم الى جنات تجري من تحتها الأنهار بل صاروا يتاجرون بأطفالهم وبزاتهم العسكرية وشرفهم بل وحتى بأعضاء جسمهم للبقاء على قيد الحياة فقد تحول الكذب الإيماني الى ظاهرة سياسية عالمية أصبحت بعد احتلال العراق عبارة عن نهج ديني لفلسفة جديدة برزت فيها القوة الهائلة للوبي المسيحي اليهودي المسلم ورموزه العالمية حتى أن اللوبي الأمريكي احتار بكيفية أخفاء كذبة وجود القنابل الذرية والكيماوية في العراق لتبرير حرق وتسريح جيش العراق الوطني؟؟
لقد أصبح نهج الكذب وسيلة عالمية ومنهج ودين لقيادات لامعة ومعترف فيها ذلك بعد الانتصار السريع والمذهل على السوفيت وحلفائهم ومن يتجول اليوم في العراق يجد داء الكذب متفشي لدرجة انه تحول إلى مرض مزمن يصعب التغلب عليه وأكثر ما يأسف له المراقب السياسي هو اختلاط الكذب بالطقوس الدينية حيث تلازم ظاهرة الكذب فتوى إمكانية محو الخطيئة مهما عظمت بالتوبة وحج بيت الله فتمسح الصفحة مهما كانت جرائم المؤمن مدمرة لسمعة الدين نفسه ومصلحة الوطن والإنسانية وهو ما يؤكد ظهور أديان جديدة على الساحة العراقية ولكن بأسماء غير معهودة؟؟
ولدراسة هذه الظاهرة يجب الرجوع الى تركيبة جيل الحروب والخوف والتعذيب والدجل الديني والسياسي والآثار المدمرة لسياسة إطالة الحصار الصهيوني الذكي على العراق كيف لجيله المشوه أن يسلك سلوك نزيه ومن هو نموذجه في عدم الكذب من بين كبار القوم كيف لأولاد الشوارع أن لا يتفننوا بالكذب وهو طقس يومي للكثير من القيادات السياسية والدينية أمامنا اليوم نموذج رجال الدين ((المؤمنين)) في إسرائيل عندما التقوا اللوبي الأمريكي ليقنعوه بان أيام الدولة العبرية ((المؤمنة)) معدودة بالساعات لان صدام حسين ماسك زر إطلاق الصاروخ النووي وربما لا نلحق على الوضع فما أن ينتهي اجتماعنا إلا وإسرائيل وهي متحولة إلى هيروشيما العرب وبعد كل هذا الكذب فهل نلوم عصابات أولاد الشوارع على كذبهم وخسة أساليبهم وأين الرئيس جورج بوش من هذه الأكاذيب أين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق سمسار جورج بوش الأوحد توني بلير أين موقعه من هذا الكذب والتلفيق على المستوى العالمي فإذا المحتل كذاب وكبار أدعياء الدين يكذبون بل وأثبتت الاحداث بما لا يقبل الشك أنهم يطمعون بالمال والنفط والجاه وليس بعدالة من تاجروا كذبا بأسمائهم وشهداءهم فهل سنحاكم ((ابن الشارع القذر)) على انه كذب على جيرانه مع انه هو المختطف وهو القاتل للضحية وهل قدم للمحاكم الدولية مسؤول من أصدقاء جورج بوش بتهمة استعمال الأسلحة المحرمة وتسميم ارض ومياه العراق؟؟؟؟
أي مسؤول أمريكي أو بريطاني قدم بتهمة الكذب والتغطية العسكرية على عمليات الاحتلال وتشجيع الحرب الطائفية وتهريب النفط ونفائس الموجودات العراقية هل حوكم مسؤول رفيع بتهمة القتل الجماعي والتعذيب والاعتداء الجنسي على المعتقلين ما هو موقف المستفيد من الاحتلال من منتسبي المليشيات التي تحمي المسؤولين العظام الذين يتبجحون بأنهم لا يخافون غير الله؟؟؟ من فيهم من قدم طلبا بمحاكة اللوبي الأمريكي أو الصهيوني أو البريطاني لمعاقبتهم دوليا على أبشع الجرائم في العراق؟؟؟
ربما هم يفضلون عدم المساس حاليا ((بالثور الجامح) حتى تطول فترة حكمهم وما أن يشبعوا وتقترب أقدامهم من القبور حتى ويعترفوا بان الاحتلال كان كذبة كونية خسيسة؟؟
لقد قال لنا رجال الدين الباطل أن كل هذه الجرائم والتعتيم عليها تجري فقط في الدول الاشتراكية التعبانة لكن الحقائق أثبتت العكس؟؟
وبدون أن يجتهد الوطنيون الشرفاء بالبحث عن شريف واحد يساعدهم في المحاكمات والعدالة الدولية فاللوبي الأمريكي سيرميهم جميعا إلى سلة المهملات كما يرمي علبة السكائر التي فرغت و سيتناول علبة أخرى ليستفيد منها ولكن بحيل جديدة ودجل أذكى؟؟؟

عماد الطائي15 نوفمبر2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي