الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤخرةُ وزير ٍ على المَحَك

ضياء حميو

2009 / 11 / 15
حقوق الانسان


كثير ما يلجأ بعض السياسيين المتسلطين إلى معاقبة معارضيهم بصنوف شتى من التعذيب، منها : إدخال القناني الزجاجية الفارغة بمؤخراتهم ..!!.
هذا السياسي لايفهم معنى إهانة الكرامة الإنسانية بهذا الأسلوب ،بل انه لايحس بمعاناة الآخرين..!.

قد يكون من المهم " التخصص الأكاديمي " في وزير أو سياسي ما.. مكلف حديثا بمهام وزارة أو مؤسسة تعنى بالحالة المعيشية لمئات الآلاف أو الملايين من مواطنيه ،عدم اتخاذ قرار أو إجراء ضروري أو اتخاذه بشكل خاطئ في حالة محددة، قد يصيب هذه الملايين بكارثة اجتماعية، ولكن الأهم أن يمتلك هذا الوزير حس المعايشة " الإحساس المادي " بأهمية قراره أيا كان.

ماهي الطريقة المثلى لتحسيس الوزير بمعاناة الآخرين؟!
كيف نجعل وزير الكهرباء يفهم ويحس " مشكلة انقطاع الكهرباء " في بلد ما، وتوفيرها بأسعار تتناسب ومستوى معيشة الفرد ؟!
ليس هنالك طريقة أفضل من شرط واحد قبل تسنم معاليه شؤونه الوزارية ..! وهذا الشرط:
أن يمارس مهامه الوزارية ولمدة شهر كامل أو أكثر بدون كهرباء لاستخداماته، لا في المكتب ولا في البيت ولا في أي مكان آخر..لاتكييف ولا تدفئة ولا هم يحزنون..!
وكذا لوزير المياه..عليه أن يشرب ويستخدم مياه ملوثة مثل مواطنيه " الطيبين " غير صافية أو معقمة وغير صالحة لا للاستخدامين: الحيواني منهما أو الإنساني..!!
أما وزير الداخلية ..صاحب المسؤولية المباشرة عن استخدام "القناني الزجاجية الفارغة بمؤخرات معارضي حكومته السياسيين " فطريقة "التحسيس" هي بجعله هو وقبل تسنمه منصبه موضوع َ الزجاجة " مفعولا به " ، لكي يفكر مليون مرة قبل أن يلجأ لاستخدامها..!!
والشرط الأساس لمجمل الكادر الوزاري ولكي .. يحس أيضا بمعاناة فقراء شعبه فلابد من أن يمر بإختبار مهم وهو أن يتم تجويعه لعدة أيام ،ويترك صائعا ضائعا بلاسكن ،ويمرض فلا يجد الدواء..!!وان مات فعليه "رحمة الله "شأنه شأن رعاياه.
واذا ما عاش فقد يتمكن من الإحساس والفهم والتفهم كما أظن ..وقد يبدأ أولى مهامه السياسية بالمطالبة بسن تشريعات تخدم المجتمع، وأهمها حماية الأغلبية المقهورة من الفاقة والعوَز..!

قد يظن القارئ إن هذه صورة ساخرة ليس لها مثال تقتدي به من العالم السياسي المعاصر..!
ولكني سأورد هذا المثال الذي حدث أواخر الشهر الماضي من هذه السنة في العاصمة الدنماركية " كوبنهاگن "..!!
لا اعني التعذيب بالقناني الزجاجية أو التجويع..لآن الدنمارك تتمتع بديمقراطية عريقة عمرها أكثر من مئة وخمسين عاما وكذالك فيها أحد أنظمة الضمان الاجتماعي المتطورة في العالم ، ولكن لتوعية اكبر للسياسي فيما يخص الاحتياجات الخاصة" للمعاقين" تحديدا، على الرغم من تمتع معاقي الدنمارك بامتيازات يحسدهم عليها الأصحاء في بلدان أخرى..!

:( إذ أقامت لجنتي شرق وغرب "آما" يوم السبت الموافق 24 أكتوبر سباق انتخابي لسبعة مرشحين من الأحزاب لانتخابات مدينة "كوبنهاگن" باستخدامهم كراسي المعوقين ..
كان على السياسيين السبعة الجلوس في كراسي خاصة بالمعوقين والقيام بجولة لمسافة حوالي كيلومتر ونصف، وخلال هذه الجولة على المتسابقين محاولة دخول محل للتسوق، زيارة طبيب، دخول مطعم، دخول تواليت عام ودخول سوبر ماركت. رافق المتسابقين مستخدمين حقيقيين لكراسي المعوقين من " جمعية المعوقين في كوبنهاگن" ومراقبين من أعضاء اللجنتين .
الهدف من الفكرة هو معايشة و إثارة الانتباه لدى السياسيين لحاجة مستخدمي كراسي المعوقين إلى خدمات خاصة تسهّل تحركهم أثناء تجوالهم وتسوقهم وتنقلهم في مختلف الأماكن ،ومن ثم يستطيع السياسي ان يقدر اهمية المقترحات التي تقدم وستُشرَّع في مجال التخطيط الأساسي للمدينة).
هامش
مابين الأقواس الكبيرة وصف للحدث بشكل مختصر نقلا عما عايشه عضو لجنة شرق منطقة "آما" من العاصمة "كوبنهاگن" السيد ( حكمت سليمان ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذ ضياء أنت إنسان حقيقي
ج ح ( 2009 / 11 / 16 - 00:30 )
إقتراح عظيم أن يُعايش الوزير حسب إختصاص وزارته الآلام والمواقف الصعبة
التي يواجهها المواطن العادي فبل أن يستلم وزارته
وزير المياه يجب أن يشرب المياه الذي يشربها الشعب...والكهرباء أن يعيش بدون كهرباء لمدة....إلخ
أستاذ ضياء قد ينجح هذا الأمر في بلدنا%10 إن لم يكن أقل
كثير من الوزراء في بلادنا أصلهم من عائلات فقيرة ومعانية من إنقطاع الكهرباء..ومن شرب الماء غير الصحي ومن كل أنواع الإهانات الإنسانية...
لكنهم عندما يستلمون ينسون مما عانوا
يؤمنون لأنفسهم كل شيء مريح
ولا يهمهم الشعب أبدا
إن نسيج البشر عندنا يختلف عن نسيج بشر أوروبا


2 - العزيز أبو لانه / مع الود
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2009 / 11 / 16 - 01:13 )
شخصياً ما أفتهمت أشلون .. يعني أتريد رئيس وزرائنا يركب ( كيا ) ، لو الشهرستاني يشيل قنينة الغاز على جتفه ويوكف سره على البانزين ... لو مام جلال يوكف على باب دكان الوكيل حتى يستلم ( حصته التموينية ) ، لو مجلس النواب يعلن ويشكل علني عن جم واحد أمي حصل على عضوية التمثيل النيابي عبر سياسة المحاصصة الطائفية والقوميه المقيته .

حكى لي أحد الأصدقاء من الأحزاب الأسلامية ، من المرافقين لأعضاء برلماننا ( الوطني ) .. انه في فترة وزعت أستمارات طلب معلومات على اعضاء برلماننا الحالي بعد انتخابهم في 2005 .. وفي احدى الفقرات يطلب السؤال ... ماهي هواياتك ..؟
يقسم هذا الصديق أن الأخ النائب كتب .. شهادة الجنسية العراقية / دفتر نفوس أحصاء 57 / هوية الأحوال المدنيه / البطاقة التموينية / دفتر الخدمة العسكرية / هوية منتهية الصلاحية لپناهندگی سياسی ...!!!


3 - ما يجرى في الدنمارك لا ينفعنا بشيء
وعد محمد ( 2009 / 11 / 16 - 08:31 )
أخي هذا موضوعك صحيح للناس غير المصابين بالزهايمر أي الخرف والنسيان الذي يشكو منه غالبية السياسيين العراقيين الآن وفي السنوات السابقة والذين ما أن يعتلون الكراسي حتى ينسوا كل ما فات حياتهم السابقة من جوع ومرض وقهر وإذلال وخير مثال على ما أقول هو صدام حسين وأنت لابد وأن قرأت عن نشأته وطفولته وكيف كان يتيم ويقوم عمه أي زوج أمه بضربه وعاش حياة بائسة ولما مسك زمام السلطة السياسية والمادية : ماذا فعل !! لقد نسي كل شيء وأصبح برمشة عين أحد أكبر الميليارديرات في العالم وأصبحت زوجته وهي مجرد معلمة بسيطة من أغنى نساء العالم وزادت ثروتها على ملكة بريطانيا !! كذلك الحال لبقية وزراءه والمسألة الآن لا تختلف كثيراً بالنسبة لعدد كبير من المسؤولين العراقيين الحاليين الذين كان أغلبهم يعاني من العوز المادي ومن عدم وجود مسكن لعائلته وتعال اليوم وشوفهم ماذا يملكون ! , هم وأقاربهم من بيوت الى فلل وسيارات ومختلف أنواع العقارات وبضعة ملايين من الدولارات جرى وضعها على عجل من قبلهم في البنوك العربية والأجنبية تحسباً لوقت الضيج كما يقال , فمثل هؤلاء لا تنفع معهم التجارب فقد مروا بها وذاقوا مرارتها وأصبحت لديهم مناعة ضد كل شيء وهاهم يمارسون نفس اللعبة والأساليب التي كانت تمارس معهم وخرجوا منها بسلام وبقى ويبقى


4 - صدق، الحياة مهزلة
عامل يسأل ( 2009 / 11 / 16 - 22:34 )
بعد مقالك، لايتجرأ أية شرقي ان تصبح وزير الداخلية


5 - كيف يا أبا لانه
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 11 / 17 - 08:17 )
كيف تريد مساواة الوزير بالمواطن الحقير هل تؤمن بأن الناس من طينة واحدة فالوزير خلق من طين خاوة والأنسان العادي خلق من أرض سبخة لذلك لا يمكن المساوات بينهم والبطل الذي يتحمله أ[ن الشعب البار لا يتحمله الوزير الحار لذلك يجب التمييز بين البشر وأشباههم والف مبروك للعراقيين على وزرائهم الذين لا أدري من أين جائوا والى أين يصيرون فهم يعيشون في المنطقة الخضراء والناس في المناطق السوداء ولا يتساوى الأ‘مى والبصير أما الدنمارك وغير ها من الدول التي تنادي بالمساوات فهذه خارجة عن نواميس الطبيعة وهي دول كافرة لم تضللها سماحة الأسلام

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ