الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى أبو علي رائد ومؤسس السينما الفلسطينية

محمد عبيدو

2009 / 11 / 16
الادب والفن


فقدت السينما والحركة الثقافية يوم الخميس 30/07/2009، أحد أهم أركانها والمؤسس الأول للسينما الفلسطينية المناضل مصطفى ابو علي عن عمر يناهز التاسعة والستين عاما. واعتبر كواحد من مخرجي تياري السينما النضالية والثورية. ظل ابو علي امينا للفيلم التسجيلي. اول تواصل بيننا ببداية الثمانينات كان عن طريق صديقنا المشترك الناقد حسان ابو غنيمة الذي نشر معه كتاباً عام 1975 بعنوان: (السينما الفلسطينية ) وعاد تواصلنا في السنوات الاخيرة عبر الايميل مع تأسيسه لجماعة السينما الفلسطينية في رام الله ولموقعها الالكتروني الذي كان فسحة لمفردات البصرية و لغة الفن السينمائي النضالي .
واكب أبو علي مسيرة الكفاح الوطني والثقافي من خلال السينما التي حملت هموم وآمال الشعب الفلسطيني، ليكون رافدا وعلما بارزا من أعلام الحركة الفنية والثقافية في مسيرة شعبه الكفاحية. ولد مصطفى ابو علي في قرية المالحة قضاء القدس عام 1940، ودرس السينما في بريطانيا وتخرج منها عام 1963، ثم درس الهندسة في الولايات المتحدة، قبل ان يعمل في التلفزيون الاردني.
من عمان وتأسيس السينما الفلسطينية هناك عام 1967 مع رفيق دربه المصور السينمائي هاني جوهرية ومع سلافة جادالله ، ومن مساعد المخرج الفرنسي جان لوك غودار في فيلمه من هنا وهناك عام 1970 [ هذا الفيلم يتناول نشاط الفدائيين الفلسطينيين في الأغوار الأردنية ] ، الى جانب إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية بمشاركة فريق من السينمائيين من مختلف الدول الأوروبية وغيرها.
وقد كرس جهده من اجل توظيف الفن السينمائي "لخدمة الثورة" وانجز العديد من الافلام الوثائقية، بينها فيلمه الأول بعنوان (الحق الفلسطيني) قبل نكسةحزيران في العام 1967 القضية هي أرضية السينما الفلسطينية التي كانت جزءاً من الكفاح المسلّح عنه يقول مصطفى ابوعلي : صوّرته في الأردن سنة 1969، فأغضب السلطات ولم يعرض.. يحكي أبو علي عن بدايات السينما الفلسطينية التي حاولت أن تتحدث عن فلسطين مرةً من الأرض اللبنانية، ومرة من الأرض السوري او الأردنية أو المصرية، وحاولت أن ترسم صورةً لأرض ضائعة وشعب مشتّت. لطالما كانت السينما بنت المدينة والمكان، «أما نحن فاستبدلنا المدينة بالقضية. فلسطين لنا شيء نظري» يقول أبو علي، مضيفاً: {هي موجودة في الحلم والإحساس والحنين}. وينجز (لا للحل السلمي) 1968. أول فيلم سينمائي تسجبلي مدّته 20 دقيقة.[ تم تسجيله وصناعته في الأردن] وساهم إلى جانب المخرج مصطفى أبو علي فنانون ومخرجون آخرون هم (، وهاني جوهرية، وسُلافة مرسال، وآخرون). مساعد مخرج ومعاون للمخرج الفرنسي جان لوك غودار في فيلم (من هنا وهناك) عام 1970. ويتناول العمل أنشطة الفدائيين الفلسطينيين في قواعد الفدائيين في الأغوار الأردنية
وفيلم "بالروح والدم"الذي حصل فيه على جائزة افضل فيلم تسجيلي في مهرجان دمشق السينمائي 1972 وهوتسجيلي طويل، مدته (40 دقيقة). يتناول أحداث أيلول في الأردن والصمود البطولي للثورة والشعب , يحتوي الفيلم على المشاهد والتسجيلات الصوتية الحية التي اخذت اثناء الاحداث . لذا فالفيلم ليس مجرد وثيقة نضالية فحسب بل تجربة نضالية بحد ذاتها . وفيلم (العرقوب) 1972,وهو محاولة تسجيلية لتحليل ابعاد الايام الاربعة التي دارت في العرقوب بين قوات المقاومة الفلسطينية وجيش العدو الفلسطيني . و فيلم (عدوان صهيوني) تسجيلي مدته 22 دقيقة –عمل جماعي - بإشراف مصطفى أبو علي. وحسب النقاد يعتبر الفيلم نقلة مهمة في تصوير وحشية الصهاينة وعدوانهم على المخيمات والتجمعات الفلسطينية في 8/ ايلول/ 1972. واستمد الفيلم واقعيته من المؤثرات الحية دون أي موسيقا تصويرية مرافقة، فأصوات القنابل والصواريخ جعلت من الحقيقة الناطق الرسمي الأمر الذي دفع بالمخرج السينمائي الكوبي سنتياغو الفاريز أن يقول: (لقد كنا نسمع كثيراً عن الثورة الفلسطينية.. ولكن عندما شاهدنا أفلامكم تعرفنا عليها أكثر وعرفنا تماماً حجم هذه الثورة وتاريخ نضالها). انتقل المخرج مصطفى أبو علي ومجموعة من زملائه المصورين والسينمائيين الفلسطينيين الى لبنان واسس مع مخرجين فلسطينيين وعرب جماعة السينما الفلسطينية وكانت باكورة هذه الجماعة فيلم "مشاهد من الاحتلال في غزة"(1973) والفيلم نال الجائزة الذهبية في مهرجان كان 1973، وتمكن من إيصال فكرته الأثيرة، فكرة المقاومة والتشبث بالأرض في دلالات عميقة عبر التحليل السياسي الناضج، بعيداً عن استدرار العواطف،وفيلم "بالروح والدم" و (ليس لهم وجود) 1974. فيلم تسجيلي وثائقي متوسط الطول (مدته 25 دقيقة). -و(على طريق النصر) 1975. - و (تل الزعتر) 1977 (بالاشتراك مع جان شمعون، بينو أدريانو)
بعد غزو لبنان 1982 خرج ليستقر في الأردن ويؤسس من جديد لشركة إنتاج سينمائي وتلفزيوني(بيسان فيلم)
كما شارك في معظم دورات مهرجان لايبزيغ السينمائي في المانيا الشرقية سابقا، وحصل على العديد من الجوائز التقديرية.
وكذلك من بيروت كرئيس مجموعة السينما الفلسطينية ورئيسها من عام 1971-1980 الى جانب تاسيسه لجماعة السينما الفلسطينية برئاسته في مدينة رام الله عام 1996.
ما يثير التساؤل في مسيرة مصطفى أبو علي (1940 ــــ 2009)، هو مشاريعه المعلّقة بطريقة أو بأخرى. السينمائي الذي يُعد من مؤسسي «سينما الثورة الفلسطينية»، قدّم 15 فيلماً تسجيلياً منذ 1968 حتى نهاية السبعينيات . حلمه الأول بفيلم روائي لم يتحقق، بدءاً من سيناريو متشائل إميل حبيبي، مروراً بوليد مسعود جبرا إبراهيم جبرا، ثم صورة سميح القاسم الأخيرة في الألبوم، وانتهاء بسيناريو ، عن العودة إلى الوطن، عبوراً إلى معاناة الناس عند الحواجز، وانتفاضتهم الثانية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل