الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


...لأننا عرب وإخوة ...!!!

الطيب آيت حمودة

2009 / 11 / 16
عالم الرياضة


كثيرا ما يتناهى إلى أسماعنا في مناسبات التنافس الرياضي مع المصريين خاصة عندما ينتصرون علينا بقولهم المأثور ( لأننا عرب وأخوة ) ، واتضح أن مواقفهم منا معشر الأمازيغ تتبدل تبعا للظروف والمناسبات ، فينعمون علينا بالعروبة الناصرية عندما يكونون بحاجة إلينا ، ثم ينقلب الوصف إلى استهجان وانتقاص بوصفنا بربرا وفرنسيين عندما نصبح أندادا لهم في المنافسة .
للصراع الفرعوني الأمازيغي جذور :
التنافس بين الفراعنة والأمازيغ دونه التاريخ منذ القديم ، فكانت صراعات قبائل المشواش الأمازيغية الليبية ذائعة الصيت في مقارعة المد الفرعوني ، وانتهى الأمر بتحقيق انتصارات مدوية سجلها شيشنق الأمازيغي في مرمى الفراعنة عام 950 قبل الميلاد ، بعد تمكنه من التربع على عرش الفرعنة في مصر ، وأسس بذلك حكم الأسرة الأمازيغية الثانية والعشرين ، التي حكمت قرابة القرنين من الزمن ،تمكنت خلالها من قهر اليهود العبرانيين ومملكة سليمان ردحا من الزمن . وكان اللسان الأمازيغي هو اللسان الرسمي داخل قصر الفرعون وحاشيته .
الاستحواذ المصري على الجزائر .
استغل المصريون كفاحنا ضد الاستعمار الفرنسي لتحقيق مآرب قومية اشعلها جمال عبد الناصر هالة مدوية ، تقبلها أو ل رئيس للجزائر بسذاجة وصدق نية ، وانساق وراء التيار العروبي الناصري على لسان صوت العرب ، وجهابذة القومية العربية رغبة في رسم هالة مصرية تقود الأمة الإسلامية باسم العروبة ، سرعان ما انتبهت لها سوريا في انتكاسة الوحدة ، ونفسه فعلت اليمن ؟
تنفذ المصريون في الجزائر وبقوة أيام الرئيس بن بلة ، وبومدين الذي رد جميل مصر في مساندة ثورتنا ، بجميل أفضل في حرب السبعة أيام ، وما تلاه في حرب العبور لاسترداد سيناء ، ولعب المصريون المستقدمون في إطار البعثات التعليمية دورا أساسيا في تعريب الجزائر وجعلها عربية ،وجزءا من مصر في إطار ما يسمى بالمشروع القومي العربي الذي وضع أسسه ميشيل عفلق اللبناني المسيحي ، وغذاه لوارنس العرب الأنجليزي ، وكان جمال عبد الناصر بوقا لتحقيقه، فكانت العملية ضربة موجعة في حق أصولنا ولغتنا الأمازيغية الأم ، وحق تراثنا الأصيل ، فحولنا الساسة بجرة قلم إلى عرب أقحاح أكثر عروبة من عرب الربع الخالي من شبه جزيرة العرب ،وأصبحنا تبعا لأديولوجية عربية على حساب إنيتنا وذاتيتنا التي غيبت ، ولو بما يتنافى وقيم الإسلام وتعاليمه السمحاء .
الرياضة التي بعثت الأحقاد .
كثيرا ما كان التنافس الرياضي الجزائري المصري مبعثا للتنابز والخصومات بسبب عنجهية بعض المصريين ورغبتهم الدائمة في الاستئثار بالعزة والسؤدد لاعتبارات يرونها في أنفسهم لا في غيرهم ، وهي مبعث عنصرية عروبية تأفل مع الغرب ، وتتضح معالمها جهارا نهارا فيما بين ما يوصفون بالعرب ؟ فالمصريون وحدهم أجدر بتمثيل الأمة العربية ؟ كما مثلها ذات يو م جمال عبد الناصر ؟ وهو ما جعلها تصطدم بجدار صد معاند ومنافس يتمثل في بلد المليون شهيد الذي كثيرا ما كان رياضيوه عقبة في بلوغ المصريين ضالتهم وبالأساليب الرياضية لا غير ؟
السبق الصحفي المصري ولٌد الإحتقان :
إن التفوق الإعلامي المصري وتعدد قنواته ومشاربه ، وما واكبه من وجود أقلام مصرية مغرضة همها الأساس هو تحقيق الغلبة والإنتصار ولو على حساب النزاهة والقيم المتجانسة بين الشعبين ، فأصبحت القنوات الفضائية ترسل سمومها ومبغض قولها لملايين المشاهدين عبر النيل سات والعرب سات ، والقنوات المشفرة ، وما واكبها من تطاحن على مستوى المنتديات الرياضية وهجومات الهاكرز ، فما كان من الإعلام الجزائري سوى الرد بالمثل تطبيقا لمبدأ العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ، وتحول الإعلام عندنا ، وعندهم إلى وسيلة للسب والشتم وغرس قيم الكراهية والضغينة بين الشعبين ، بما يفوق الكراهية بين المستعمر(بفتح الميم الثانية) والمُستعمر ( بكسر الميم الثانية) وتحقق القول القديم على نفسها جنت براقش .
النصر لمصر يارب ؟ أو النصر الترهيبي ؟
يعتقد أخوة الملة في مصر( الكنانة) وأم الدنيا أن الله ملكية خاصة بهم لا بغيرهم ، وأنهم أجدر بتمثيل القارة الإفريقية كرويا ، وهي أمور غير مقبولة إطلاقا مع أخوة الإيمان ، ومن أجل ذلك برروا إضطهاد أعضاء الفريق رجما ، والأنصار حصارا وتجويعا وضربا ، وهي أمور كلها مسيئة لسمعة مصر والجزائر معا ، لأننا سيان في الأمر ، وكم تمنينا أن تمر العاصفة دون ترك ندوب وأوشام يصعب برأها والتئامها ، بعد انغراسها في الوجدان عند العوام ، وأغلب الظن أن المصريين مولعين بالكولسة داخل المنظمات الكروية الإفريقية والعالمية لكونها مقرا للإتحاد الإفريقي من جهة ومشاركتها قديمة في كأس العالم منذ 1934 بإيطاليا، وهو ما يوضح إجراء المنافسات الختامية دائما وغالبا بستاد القاهرة الدولي ، كما هو الشأن في المقابلة الأخيرة من تصفيات المونديال للمجوعة الخامسة بين مصر والجزائر ؟ التي انتهت بانهزام فريقنا الوطني لأسباب قد يكون للضغط النفسي والاعتداءات والزخم الإعلامي ضلع فيها .وهو ما تطلب إجراء مقابلة ( معركة) فاصلة بين الفريقين في ملعب المريخ السوداني يوم 18 /11/2009 .
هل يكون السودان منصفا في حق الفريقين ؟
رغم الشكوك المرصدة حول إمكانية التواطأ الجارة مع الجارة ، إلا أن المنطق يفرض الإنصاف بين الفريقين بمن معهم من المناصرين ، مع ترك الأرجل والفنيات فعل فعلها، وهي الوحيدة الكفيلة بالإعلان عن من يتشرف بتمثيلنا في المحفل الكروي الذي سيقام في جنوب إفريقيا صائفة 2010، والأمل كبير في أن لا تقضي الكرة على تعاون بين الجزائر ومصر في مجالات شتى عمره أزيد من نصف قرن .
الخاتمة /
إن التنافس الكروي الشريف يفرض على الجميع إثبات حسن النية ، وإسكات الأطراف المتخاصمة بنوع من الحصافة والتعقل الذي يعيد الأمور إلى مجاريها الطبيعية بين الشعبين المؤمنين ، والأمل كبير في السودان الشقيق في إبراز إمكاناته التنظيمية التي ستساهم بإصدار حكم نزيه وعادل في حق الكرة الإفريقية بحسن إدارتها ، وتصرف رجالاتها ، بترك سحر الأرجل وحده في تبيان قدراتها ، وما ذلك بعزيز على أبناء النيلين وحكومة السودان بقيادة عمر البشير .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Nous gagnerons la guerre de deux mille ans.
ITRI ( 2009 / 11 / 16 - 15:20 )

merci ahewar.


2 - لم نعد نفهم شيء
المحاصر اسلامويا ( 2009 / 11 / 17 - 10:08 )
الاستاذ الطيب تحية
قرات مقالك بشغف لان الموضوع يهمني جدا لكن وجدت تناقضا صارخا بين بدايته ونهايته ففي البداية ترفض بل تدين العروبة بوصفها ، وهو مااتفق معك به، بوصفها ايديولوجيا دخيلة فرضت بقوة السلاح وادت الى مايشبه تحطيم وزوال الثقافات الاخرى ثم في النهاية تقول وتصف السودان بانه بلد -شقيق-.
لا تفهمني غلط من فضلك انا لاامانع ابدا في الاخوة الجزائرية السودانية ولكن اود ان افهم منك هل نتحدث هنا عن أخوة و-شقيقة- عربية عروبية ام اخرى انسانية او على الاقل افريقية تشمل الجميع؟ أتمنى منك التوضيح .


3 - رب أخ لم تلده أمك ..؟
الطيب آيت حمودة . الجزائر. ( 2009 / 11 / 17 - 14:58 )
تحياتي للمحاصر اسلامويا .
قد يكون التعبير عفويا ، وما قصدت الشقيق بالمعنى الإثني السلالي بقدر ما وصفته بالمعنى الديني( الأخوة الدينية)والثقافي ، وهم أمثالنا في الهم والمعاناة ، وهم من العناصر الحامية أمثالنا . وحربهم شعواء ضد الهيمنة العروبية كما أعلم .
فأنا في الحقيقة ياسيدي الكريم لا أضع جميع العرب في سلة واحدة ففيهم الواعي والمتفهم لقضايا الهويات ، وفيهم الطاغي المتجبر الذي يرى بأنه خير أمة أخرجت للناس، وأنا في مقارعة الثاني ومسالمة الأول بلغته وأسلوبه، غير أني وجدت بعض القوم سارحون في البيداء
وحولهم أرض خصيب ؟ والمحاصرون اسلامويا تكاثروا،لأن قول الحقيقة سبيل للرجم بالهبهاب وآيات الزمهرير .
تحياتي للذي لم يفهم شيئا .

اخر الافلام

.. بجوائز مالية ضخمة.. تفاصيل كأس العالم للألعاب الإلكترونية في


.. مباريات نارية بربع نهائي يورو 2024 صدام العمالقة بين الإسب




.. مجلس الوزراء الجديد.. وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي


.. التحقيق مع لاعب تركي رفع علامة -الذئاب الرمادية- في بطولة أم




.. بطولة أمم أوروبا.. كريستيانو رونالدو يبحث عن لقب في مشاركته