الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب

جواد وادي

2009 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


باتت الأسئلة التي تلي الجريمة التي ترتكب بحق الأبرياء أو تلك التي تستهدف قوى الأمن أو الصحوات الوطنية مباشرة، اسطوانة مشروخة تصم الآذان وتنفي مشروعية الأسئلة وأهدافها ولم تعد ذات معنى ولا يحق لسائليها أن يكرروا ويعاودوا التكرار لان العملية باتت ممسوخة وكأن المسؤولين الأمنيين ينوون إفهامنا إن لم يكونوا فعلا قد قرروا صم آذانهم وغلق كل مجساتهم إزاء من يتجرأ لان يطرح هكذا أسئلة قد يتعرض للمسائلة لأنه يعتبر تجاوزا على مهنية هذه الأجهزة التي لم تعد من ضمن مفاهيم بسط الأمن بل التستر على القتلة (وهلهولة لهذه المهنية).
أول ما نبدأ به لذكر الضحايا هم من أسرة أجهزة الأمن ذاتها من جيش وشرطة وغيرهم من المنتسبين الذين كانوا ولا زالوا هدفا وطعما للقتلة والمجرمين حيث ذهب المئات من ضحايا الواجب الوطني المقدس والمصيبة أن بعض المنفذين أو مسربي القتلة ومسهلي مهماتهم الإجرامية هم أفراد من الأجهزة الأمنية بشتى مراتبهم ليخرج لنا السيد الناطق الرسمي لإخبارنا بأنه تم اعتقال مرتكبي الجريمة ولكن من يصدق الكلام إن لم يكن مقترنا بالفعل ليهدا بال ضمير وبال المشاهد العراقي المكتوي بنار وعذابات هذه الجرائم لتكون عملية إخراج القتلة أمام الملأ بلسما قد يهدأ من روعة الاحتقان الذي بات قنابل موقوتة لعلها تنفجر بوجه المتسترين على القتلة إذا لم تجد متنفسا لها، والمتنفس الوحيد أن نرى وجوه المجرمين وهم يعترفوا بعظمة ألسنتهم القذرة بما ارتكبوه ثم وهذا هو الأهم محاكمتهم وبأقصى سرعة وطبعا ضمن القانون لينالوا العقاب في الوقت والحين وأمام مرأى المحتقنين من الناس وخاصة عوائل الضحايا وزملائهم وأحبتهم ومثكوليهم. هل حدث يوما هذا أيها العراقيون ولو لحالة واحدة أو حدث واحد، الجواب قطعا على لسان المنكوبين، لا، ومن المعيب والمخجل وغير الطبيعي أن يكون هذا الإغفال لهذا الدم الطاهر بهذه الطريقة غير المسؤولة. أليست تلك هي مشاركة فعلية بهذه الجرائم المرعبة الجبانة شئنا أم أبينا؟
نأتي إلى الضحايا من شتى الشرائح والطوائف والملل والانتماءات وكلهم يعودون للعراق الجريح.
حدثت ألاف الجرائم بأساليب وأشكال وأدوات في غاية البشاعة والقذارة والدونية فمن مفخخات استهدفت الأبرياء في الأسواق والأماكن العامة إلى عبوات ناسفة استهدفت حتى الأبرياء في (درابين) العراق وأرصفته الحزينة إلى اقتحامات البيوتات ونحر ساكنيها داخل وخارج المنازل إلى استهداف الصحفيين والأدباء والفنانين، وكلما وقعت جريمة يطل علينا الناطق الرسمي أو نقرأ في الأخبار الالكترونية أسفل الشاشات انه تم إلقاء القبض على القتلة كما حدث اليوم لإبادة عائلة مكونة من ثلاثة عشر عراقيا ولكن من يصدق حقيقة الخبر وأين هم الفاعلون وما مصير المتابعات القضائية وما هي الأحكام التي ينبغي أن تكون القصاص الحقيقي والعادل لهؤلاء السفلة؟ هل حدث هذا أم أن بين الحين والآخر يخبرنا المسؤولون عن أسماء الفاعلين وخلال يومين يتميع الموضوع لننتظر موقعة جديدة وطقس نحر قادم.
القضية حين تصل إلى أن يكون الفاعلون والداعمون والمباركون والصامتون والضاربون(جق اصبعتين) من الوزراء والبرلمانيين والمسؤولين الأمنيين وحاميها هو فاعلها ومنفذها وداعمها ومباركها فليقبض أهالي المغدورين وأصحاب الحق مطالبتهم بالقصاص من (ديرة عفج).
طيلة سنوات النحر اطل علينا واعترف قاتل الشهيدة أطوار بهجت السامرائي وقتلة أبناء الالوسي الوطني الأصيل وعلى رأسهم معالي وزير الثقافة وهذه هي ثقافته، ومفجرو البرلمان العراقي وعلى رأسهم محمد الدايني الذي سكتت الحكومة تماما عن المطالبة بتسليمه، تلك الحادثة وما ترتب عنها من ضحايا من الزملاء البرلمانيين وقاتلو فلان وعلان وتفجيرات الأربعاء والأحد وهلم عدا وجرا وسحبا ونحرا وكارثة ولكنني لم احتسي لحد ألان نخب إنزال العقاب بمجرم من ضمن ألاف المجرمين الذين كما تصلنا الأخبار والمراسلات عنهم بأنهم يصولون ويجولون لا في صحارى العراق ومفازاتها وقفارها بل هم يمرحون في بارات بغداد ومطاعم (السمج المسكوف) وتحلية أفواههم النتنة ببقلاوة نعوش واحتساء شربت زبالة.
يا للهول كم هو الأمر كارثيا حين يذهب دم العراقي سدى وتسود شريعة الغاب ويظل القتلة يتحركون بطول العراق وعرضه ولا من خوف أو مطاردة أو مساءلة.
ماذا يكون رد المسؤولين يا ترى؟ انأ لا اعرف التبريرات التي قد يفبركونها ولا يمكن أن اقتنع كأي عراقي مكلوم بما سيدبجون من تفسيرات وتخريجات ومتاهات والموتى يدفنون والجرحى يحتضرون والقتلة مرة يتجولون في شوارع المدن الذبيحة على (عينك يا تاجر) ومرة يتوارون لوضع خرائط موت قادم ونحن نظل نندب قتلانا وحظوظنا العاثرة والمسؤولون السياسيون والامنيون ورجالات البرلمان يتدفئون ويتبردون في بيوتهم الفاخرة وداخل مركباتهم العسكرية المكيفة زد على ذلك ان برلمانيينا يخططون للمكاسب القادمة وحكومتنا تخاصم هذا وتصالح ذاك وبين حانة ومانة ضاعت لحانا.
كلمة حق يراد بها عرفان: نشد على أيادي كل المخلصين من سياسيين انقياء ورجالات امن وطنيين أحرار على وضع التصاميم الباهرة بمهارة ونكران ذات وتضحيات كبيرة للعراق الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة الأمنية والعسكرية


.. غانتس: يجب أن نعمل معا من أجل الوصول إلى انتخابات نشكل بعدها




.. وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة جديدة في المنطقة لبحث سبل ا


.. مصادر يمنية: مهمة إيصال الأسلحة إلى الحوثيين تنفذ عبر جماعات




.. تحقيق أمريكي يفضح فظائع الاحتلال في معتقل سدي تيمان