الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همس الروح

فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة

2009 / 11 / 17
الادب والفن


أيـها المـوت

أيـها القبطان الرفيع

حان الوقت لرفع الشراع

ولنذهب إلى هناك

حيث لا وجود للسواد

والقلب متعطش للسرمدي في لقياه

أيـها المـوت

الزاحف من بلاد الغيب

سماء الوجود أضحت سوداء

والزمن أعلن الحرب منذ الولادة

قـسـوة ... فـقـسـوة ... فـقـسـوة

والمشاعر دخلت في سفوح جبل الجليد

ترقص حلزونيا رقصة العذاب مع التعذيب

أبهذا الزمن اللعين

يكتب تاريخ شهادة الميلاد

والقلب يتمنى التوقف عن الخفقان

بكثرة فرحه وتلذذه بالعذاب

كأن الوجود ليس فيه إلا لعنة القهر

ملفوفة في كأس جـعـة المآسي والأشجان

كلما مر به يوما بـسـمة

يقول

لا .... لستُ أملكها .... وليستْ لي

بل هي للـسـعـداء

أيـها الـمـوت

ربان بلا جواز سفر

يعبر المحيط ويفرق الأحبة

ويمزق القلب

ويسكن الجراح

هَـلَّـني يوما أن ترحم عذابي

وتأتي بشهادة مغادرتي

فقد صنعتُ إكليل ورد الخريف

ووضعتُه على لـحـدي القادم

رفعتُ الشراع تحت سقف

ضباب الأحزان عبر أثير واسع

وهناك تلذذتُ بنشوة العذاب

وسمعتُ تنهدات قلبي البكر لما تزوج

بسخط اليوم اللعين على جدول أجندة الزمن

في ليلة زفاف ...... عذاب مع تعذيب

يوما ما .... سقط النقاب

وأعطاني أعلى الدرجات في علم الحياة

بكثرة الأحزان والآلام

شهادة وزعتْ على كل الدروب

واحتضنتها أكبر جامعات الوجود

وسجلتْ في كبريات موسوعات الحياة

فكُتِبَ هناك اسمي مرفوقا باسم العدم

باسم العذاب .....

تخيلتُ أني تحت الأرض

نائمة كطفلة وجدتْ أخيرا حضنها الدافئ

وأمنها ...... واطمئنانها

فكان التراب رقيقا معي مثل احتضان

الأم بمولودها البكر

حنونا فاق حنان الوجود

وكان الـلـحـد أمينا معي يشعرني

بأمن لم أعهد نفسي عليه

فاق أمن الأمان

فسارعتُ أبحثُ عن الديـدان

فرحي ... سعادتي

المطلقة تـحـت التراب

ناشدتهم

الـجـسـدُ للـدودْ

والـروح للـخـلـودْ

فهَلاَّ أكلتم هذه المادة اللعينة

رويكم علي رويدا

حتى أتلذذ معكم بنشوة عالم آخر

عالم ... لا يعرفهُ إلا من ذاق العذاب

وكثرة الجراح

وبراكين الأحزان

جـئـتـكم والفرح احتواني

بكل طرقات أشرعة دمي

وشرايين فؤادي

الفرح ... هذا ... يا ...... ما لم

أعرفه مطلقا في حياتي

تلك التي كانت في الوجود

فالجسدُ لـلـدودْ

والـروحُ للـخـلـودْ


**************



ملحوظة :
******


هذا النص النثري خاطرة مائة بالمائة وليست قصيدة ولا تدخل إطلاقا في باب الشعرأي كان نوعه أو أقسامه.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل