الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيراك امام القضاء

عدنان شيرخان

2009 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تمثل محاربة الفسادين المالي والاداري في دول الديمقراطيات العريقة ركنا مهما في منظومة الحكم، بينما لاتزال اجراءات ملاحقة المفسدين وتقديمهم للعدالة في الدول النامية تجري كحملات تهب وتخبو حسب الامزجة والاهواء والمناخ السياسي والانتخابي
وغالبا ما تستثني هذه الاجراءات (القيادات) السياسية وكبار موظفي الدولة، برغم الشعارات والادعاءات بان (لا احد فوق القانون، وان التحقيقات لن تستثني احدا مهما كان حجمه ومكانته ومنصبه).
افلات (الكبار) من المساءلة تضفي صفة اللاجدوى على عمل هيئات محاربة الفساد، وتقوي شعورا شعبيا بأن لهؤلاء (الكبار) حصانات متنوعة تستخدم عند الضرورات، وغالبا ما يورد في هذا المقام خلاصة حديث نبوي شريف عن اليهود بأنهم اذا سرق الكبير منهم افلتوه واذا سرق الفقير منهم اقاموا عليه الحد.
الحالة في الغرب على نقيض ما يحدث في الدول النامية، ولا توجد اية استثناءات، هيئات مراقبة الفساد تنتظر خروج الرؤساء وكبار المسؤولين من الحكم وانتهاء الحصانات الممنوحة لهم لشغلهم مناصب مهمة، وهذا ما حدث تماما للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، المتهم باساءة استخدام الأموال العامة والاخلال بالثقة اثناء فترة رئاسته، شيراك رئيس غير اعتيادي لفرنسا وكان يطلق عليه الاب الروحي للامة الفرنسية، طلبه للاستجواب ازعج المؤسسة السياسية الفرنسية، ولكنه قوى الشعور الوطني بقدرة القضاء على اتخاذ خطوات ضد السياسيين المتهمين بارتكاب مخالفات، لم يتردد هذا القضاء لحظة باصدار حكم بالسجن ثلاث سنوات، منها سنتان مع وقف التنفيذ على وزير الداخلية الأسبق شارل باسكوا وتغريمه 100 ألف يورو، لأخذه أموالا ولدوره في فضيحة بيع أسلحة إلى أطراف متحاربة خلال الحرب الاهلية في أنجولا.
تجاوزت هذه المجتمعات مرحلة اضفاء الهالة والقدسية على المسؤولين، تعتبرهم مواطنين ولا تستبعد ان يخطأوا، وتضع آليات لمحاسبتهم، ولن يسوء اي مسؤول عندهم ان يقدم للاستجواب، بهذا الشأن كتبت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية ( إن أفضل وسيلة لاستيضاح الحقيقة أن تجري محاكمة شيراك، وعندما يتعلق الأمر بتهم فساد سياسي يكون من الضار بالنسبة للمجتمع اذا لم يتم السعي لاستيضاح الحقيقة).
التهمة الموجهة لشيراك اساءة استخدام الأموال العامة والاخلال بالثقة اثناء فترة رئاسته، ومثل هذه التهمة لو وجهت الى قيادات الدول النامية، لاصبح حالهم كحال سرحان عبدالبصير في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة)، عندما عاتبه الحاكم كيف بشخص محترم مثلك يسكن تحت راقصة، فاجابه عادل امام لو ان كل شخص (يعزل) لانه راقصة تسكن فوقه لباتت الناس في الشوارع ....










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد