الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدنية

محمود المصلح

2009 / 11 / 17
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


في قضية التمدن والتقدم والتحضر وما يتبعها ويتعلق بها من مصطلحات وألفاظ ربما تختلط المفاهيم ،وربما تضيع قيمة المعنى الحقيقي للفكرة ، فالمدني هو عكس القروي والبدوي في نظرنا كعرب ، وبذلك يكون المتمدن من سكن المدينة ، كما أن القروي من سكن القرية ، تماما كما ان من سكن البادية بدوي .. وهذا فيه من الصحة ما فيه ، ولكن اذا اخذنا التمدن على انه سلوك نهج الحياة العصرية بما تقتضيه هذه الحياة ، من لباس ومعاش وعمل ومسكن وسلوك وعلاقات ،سيكون بامكان القروي كما بأمكان البدوي أن يكون مدنيا أذا عاش وسكن المدينة . وفي هذا مغالطة لقضية التمدن .
فالتمدن فكر وثقافة وحياة ونمط عيش مكتسب ومتوارث كما يمكن ان يكون سلوكا متعلما مع الزمن .وبين المتمدن والمدني ثمة فرق يظهره الاحتكاك بالحياة والمخالطة لبني البشر ، فما يدركة المتمدن ويحسه ويقوم به ويقتنع به قد يكون عصيا على غير المتمدن ، وهذا ما يشبه صدام الثقافات المختلفة .. والافكار المختلفة .تبعا لما تفرضة الحياة من شروط في المجتمع المدني والذي بالتاكيد يختلف عن نمط الحياة خارج المدينة مع الاحتفاظ بفكرة ان المتمدن ممكن ان يكون خارج المدينة كما يمكن ان يكون غي متمدن من سكن المدينة .اما قضية التحضر فقضية ثانية .. فنقول المجتمع الحضري ونقول المجتمع المدني كما نقول حضري وقروي .. فهل ثمة فرق بين التحضر والتمدن ..
نعم ثمة فرق .. فمنذ ان خلع الانسان عباءة الترحال وجمع القوت والرعي وما يتبعها من نمط معيشة قاسية وربما منذ ان سكن اسلافنا الكهف .. اخذت المدنية والتحضر تتشكل وبشكل تدريجي ..فالتحضر سلوك اكثر من نمط معيشة .. فنقول هذا انسان حضاري ..عندما نصفه بما يقوم به من سلوك نراه سلوك راق .. وهذا لا يعني بأي حال من الاحوال ان هذا السلوك الحضاري حكرا على المدني ساكن المدينة .
ولكن ما يلفت الانتباه ان كثير منا ينظر الى التقدم والتحضر على انه تقمص لحياة الغرب بكل ما فيها ، وانهم هم الحضاريون وغيرهم يركض خلفهم ويلهث يطمح ان يلحق بهم ..ونرى ما يتمثله بعضنا وهو يحسب انه يحسن صنعا ان قلدهم بكل ما ياتون به .. بلا تفكير او حساب عواقب هذا التصرف . فما جرته الحضارة الغربية على الغرب من مآسي اكبر بكثير مما اكسبتهم من خيرات .. فأني أرى حياتهم نمطية جامدة على ما حققوه من تقدم في مجالات كثيرة اثرت حياتهم وحياتنا وهذا يحسب لهم .. ولكني أرى انهم فقدوا روحهم النقية .. وانسلخوا من ذواتهم تحت وطأة الفردية ( مع اعترافي بأن الفردية ثمرة من ثمرات المدنية ) وباتو كآلة في مصنع تقوم بالعمل بلا روح وبلا احساس .. وما نرى منهم من جشع ( هو نتيجة للفردية ) نراه ينهش الشعوب والبلاد وكأنهم وحوش راح يقتلها الجوع فظفرت بفريسة .. فتكالبت عليها بلا رحمة أو شفقة ، حتى انها اخذت تحارب بعضها البعض من أجل هذه الفريسة .
وما نراه من سلوكيات ، تغلفها الحرية الشخصية ( التي باتت حلم كل فرد في العالم ) ما هي الا حرية زائفة ، تخرب أكثر مما تصلح .. واذا لم تخرب الان فمصيرها الى خراب لا محالة ..فحريتهم ان يعبروا عن رأيهم في قضايا تهم المجتمع تكاد تكون محظورة اذا لم تكن ممنوعة .. وما نشاهد خير دليل ..
من هنا اخلص الى ان التمدن سلوك اذا بعد عن الروح ونهشته الفردية سكون مدمرا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا




.. كلمة عضو مجلس الأمة أسامة الزيد في الحلقة النقاشية -إلغاء ال