الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة اٍلى جسدي

سهيلة بورزق

2009 / 11 / 17
الادب والفن


أكان عليّ أن أكتب بحرقة الغياب عنك أنت المصلوب والمرتعش كحبة قمح في قلب السنبلة ؟ ثم لماذا أكتب اٍليك بصيغة المذكّر وأنا لا أفهم لماذا يستهويني ذلك ؟ ألأنّ الذكورة قانون طبيعي تقتديه الضرورة الحياتية في جميع الأمور؟ لماذا يعنيني السؤال عنك كلّما تناسيت ذاتي فيك؟ ولماذا يهمني

أمرك اٍلى درجة التهمة بك؟ كان يجب أن تكون مؤنثا حتى وأنت تتقيّد بروح ذكر شارد فلست أشك في العري الفاحش الذي يسكنك والثقوب الفاجرة التي تتوسط قناعتك ··· يا جسدا متوحدا في صمت الرغبة والجنون· بالأمس فقط وصلتني رسالة مستعجلة من قلبي أخبرني أن العمر فيك شهوة وأن القصائد طيور مبتلة بالعشق وأن الوديان والجبال والأشجار والسماوات أجساد مختلفة تبادلك العبادة بغير اللغة التي يفهمها البشر· أتبتسم في خبث استثنائي لي؟ سأبتسم أيضا وسأحبك أكثر حين تولد رعشتي فيك زمنا غير طائش ، سأبتسم في خبث مثلك لأنّ جميع الأجساد تخون في ترف غير معلن وتدمع لأجلك، هل تصدق ذلك؟· ما زلت أتألم بك رغم السنوات ولا زلت أفتش بين دفاتري القديمة عن رسائلي الأولى اٍليك ،هل وصلتك رسائل قلبي ؟ هل وصلتك رسائل طفولتي؟ليس هناك فرق بين الطفولة والقلب،كما ليس هناك فرق بينك وبين الألم، ربّما الفرق الوحيد الذي يميّزك عن باقي الأجساد المتحركة وحتى الجامدة هو التّورط في الحياة أكثر كلّما امتزجت فيك المتعة مع الحب فبدونهما يتحوّل الشبق فيك اٍلى عنصر خيال غائب غير متدارك وغير متواصل· قالوا عنّي عاهرة ··· هل تسمعني؟
أنا أبتسم··· أوووووف نسيت كدائما أن أخبرك أن جرائم الشرف ارتفعت اٍلى درجة الخزي والعار، هم يقولون ذلك وصحفهم واٍعلامهم المرئي والمسموع ،اٍنهم يتهمونك بتهم الاستعجال في محبتك ، هم لا يعرفون أن شرح الأمور يستوجب الغرق فيها حتى الثمالة وأن الشرف لا علاقة له بك وأن القتل بسببك يمارسه الاٍنسان وحده لأنّه ناطق ، و لأنّه يستعمل عقله لكي يتعذب به ولكي تتقادفه الأخلاق المتوارثة عن جدود احترفوا الفشل في كلّ شيء·أنا لا زلت عذراء بك بفتنة التقاسيم التي تعانقك عند كلّ حكاية ، أحاول الآن أن أتذكرك في سرّي حتى لا يسمع أفكاري أحد فأسجن في غياهب التهمة وأتحوّل اٍلى أنثى مشروعة للفكرة وللتّحرش اللغوي الغبي·أعاتب غيابك اليوم فلم أتعوّد منك الغياب أبدا،أنا حزينة في شيطان الوقت، أعدّ الساعات الثملة لكي لا أنتحر،أنا منتحرة من دونك لو تعلم ومفككة الأخلاق لا كما يفهمها الشارع المتحالف ضد الحب والجسد واٍنّما كما يفهمها الله وحده· قل لي متى ستعود من رحلتك الطويلة؟ هل سكنك القفار من دوني؟ هل اعتلتك خيوط العنكبوت الشرسة؟، ستعذبك اٍذن وسأتعذب معك على طريقة ماما نويل التي لم يسمح لها بالظهور اٍلى غاية الآن ،لقد قيل لي اٍنها حورية من الجنة توزّع المتعة على الأطفال الكبار في سنك في عيد ميلادها من كلّ عام ، قيل لي أيضا اٍنّ الرّجال معها يقترفون الكتابة على جسدها لكي يختلفون ويصمتون عن معصية الجسد· ها هي بابي موصدة في انتظارك ، حينما تعود لا تدقها ستجدني جالسة على كرسي حكايتنا أتلصص على ذاكرتي ،وعلى الكثير من الأسئلة التي لم يحدث أن أجبتني عليها هروبا منّي·يا الله ما أحوجني اٍليك الآن في رغبتي الجامحة · لم أعد أسمع أصوات الرّجال وهم ينقرون بحبرهم على زجاج الورق ، الرّجال الأغبياء الذين خلقوا في شكل شر وتعلموا الغواية على يد باب نويل الأحمق الذي تحوّل بعد عمر اٍلى حلم جميع الأطفال في عيد الكريسمس· سأنتظرك اٍذن وعلى كتفي أغنية في شكل طير تنسيني برد الغياب و برد جوعي اٍليك· لك غيمة وقبلة·








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومني رسالة.. لكاتبة المقال
غـسـان صـابـور ( 2009 / 11 / 17 - 12:07 )
كتابة سهيلة بورزق رائعة, صادقة, منحوتة, مخنوقة تقارب التفجر. تقول لنا أشياء كثيرة ما زلنا نجهلها عن المرأة العربية التي هي نصفنا العلوي, والتي هي العقل والزهرة. بالرغم من أننا لا نرى فيها غالبا سوى النصف الأسفل, باتجاه الفرج وأبواب البكارة التي شغلت فكرنا وهلوساتنا (اللاكانية)
Du Docteur LACAN
خلال قرون دينية وتقاليدية ماتشية طويلة.
كتابة هذه السيدة الرائعة انتفاضة وثورة. دعوة فكرية سياسية أوقع تأييدها وأعتنقها. هكذا تبدأ الثورات, بجملة أو كلمة حقيقية. صرخة سوف تهز وادي الطرشان والمعترضين والدينيين المحترفين. لأنها تضع تجارتهم التقليدية في خطر... تصوروا لو أن الملايين من نسائنا تعبر مثل سهيلة بورزق. حينها تسقط الحواجز والجدران العالية والسجون التقاليدية.. يا للهول.. يا لخوف اللحى.. سوف تتساوى المرأة بالرجل .. وأكثر.. وتنتصر الحريات الإنسانية والحقيقة!!!
مع كل تحياتي المهذبة.
غسان صابور ليون فرنسا


2 - كيف؟
فادي ناصر ( 2009 / 11 / 17 - 12:23 )


كيف يستطيع الكلام ان يتحول الى جلد؟
كيف يستطيع الحوار ان يتحول الى قشعريرة مستشرية؟

كيف استطعتِ يا سهيلة ان تكتبي نصاً يستوطن ما بين مسامات الشعور؟

دمتِ


3 - تحية للسيدة سهيلة بورزق
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 11 / 17 - 14:16 )
كلما كتبت إمرأه مسلمة كلمة حـرة متحررة من كل القيود والممنوعات. تبنى حجرة إضافية على طريق الحريات العامة وتكسر أبواب السجون التقليدية و التاريخية, وتعطي للمرأة العربية حقوقها المحجوبة, وتتمزق البراقع والحجابات التي تمنع عنها النور وجميع إمكاناتها الإنسانية.
أحي الكاتبة سهيلة بورزق وأشكرها وأهنؤها على جراعتها وصراحتها , وخاصة على دقة كتابتها ونعومتها.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


4 - انت هي
قيس جرادات ( 2009 / 11 / 17 - 14:35 )
عـبـق الـوردة وريحها انت هي الساكنة بين خيالات أوراقي
أطارد فيك الزمان لأستحضر الأرواح الهاربة وتلك الأرواح المصلوبة
وتلك الأجساد المعذبة لأعرف من أنت
ومن الذي عذب تلك الأجساد بالسياط المرسومة بنقوش الحب الزائف
أنت من هي أنت أيتها الكامنة على ذاك الكرسي بين أدخنة تبعثرها نسائم هاربة من المعقول انت هي الامعقول انت هي انت أجمل كاتبة وأروع ما ستبقين وكنت
لك تحيتي ودمتِ


5 - ثائرة على التقليدي
جمال المظفر ( 2009 / 11 / 17 - 20:09 )
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
بامتياز
جمال المظفر


6 - ما احلاك ياجسد
mohammed abdelhaki mahmood ( 2009 / 11 / 17 - 21:32 )
الناس تشوف حاجات نكد وخلاص واى حاجه حلوه يطلعو فيها العبر
خلاص احنا زهقنا


7 - ومن النساء من ينحتن في المستحيل جمالا ...!؟
س. السندي ( 2009 / 11 / 18 - 14:53 )
بكل تواضع أقول لقد أجدت النحت في المستحيل والخيال
كما أجدت العزف بأوتار القلوب رغم تعبها والسؤال
هل لازال حيا مايكل أنجلو لا أغالي
ولازالت سهيلة تسمعنا موزات وبيتهوفن
رغم صخب النهار وغضب الملالي
وتعيد ذكريات الميلاد والقبل البريئة والتهاني
نعم فشرح الامور يستوجب الغرق فيها لا التعالي
فمن يذكر هاهنا بابا نؤئيل .....!؟
وليس من توزع المتعة في برد الليالي
فماما نؤئيل لازالت مقهورة من يبالي
هل سيذكرها ذات يوم أو يشكرها
من كانو منها ذات يوم من الرجال ...!؟
وبابا نؤئيل هو من يحلق فوق البيوت والجبال
ولسان حالي يقول
فطوبى لمن ينثر الحب في الصحارى والبراري
بدل رايات الموت والقهر وقتل النساءوالاطفال
وشكرا لك سيدتي لقد فتحت للكلام قريحتي....!؟


8 - هل لنا حاجات جسد ؟
فوزيت فهد ( 2009 / 11 / 18 - 17:24 )
تتكلمين عن جسد المرأة .. وهل للمرأة جسد ؟
نحن النساء فقط قلوب حزينة يضنيها الشوق وتبكي بصمت
نحن فقط أرحام تنجب وهذا يكفيها شر الشهوة
نحن فقط يكفينا أن نتسوّق فيغنينا التسوق عن نداء الجسد ورغبته
هم فقط من يمتلك جسدا برغبات ويجب أن يشبعها ليستقيم أمر المجتمع
هم فقط إذا استجاب أحدهم لرغبته بحب أو بدونه لا يلام لأنه خلِق بغريزة أقوى ولا طاقة له لاحتمال الحرمان.. ولا تكلف نفسا إلا وسعها
هم فقط لا النساء .. فاحذري أن يرجمونك
تحية لصخب الصمت الذي رفعتِ عنه الشمع الأحمر
تحية لكِ عزيزتي ..





9 - الجسد العاري وعار الجسد
واصف صافي ( 2009 / 11 / 19 - 13:31 )
هل لنا ان نتصور ان المرأة تشتم جسدها وتؤنبه لانه اعطى المبرر لافراد من المجتمع ليعاقبوها لانها فقط ظنت ان جسدها ملكها وليس ملك لاحد غيرها هل تستطيع ان تحلم ان تعيش في مجتمع بعترف بحقها في ملكية جسدها بحيث تمنحه لمن ترغب


10 - كلما طاردتِ ظلك .. كلما هرب منكِ
الحكيم البابلي ( 2009 / 11 / 19 - 13:56 )
سيدتي سهيلة ..... تحية
كأغلب نساء الشرق أراكِ تؤلهين البشر وتنذرين نفسك ورداً تدوسه قدمه اللامبالية
تعودين لشرنقتك الشرقية العتيقة ، تسفحين ذاتك على مذبح حبه المتعطش لدم الضحية كي يبدو قوياً لأنك ضعيفة ليس إلا .... هل علمتك أميركا أي شيئ لا تعرفه حضارتنا المتصحرة ؟ لقد وجدتُ في أميركا كثيراً من المطر
لا أعرف إن كان قطيع الفحول قد قرأ وفهم رسالتك اليوم ؟ وهل لمسوا كل المغالاة التي أعطيتيها لمن نصبت منه إلهاً وسخرتِ من كل من حاول تأليهك ؟ في قولك : ( لم أعد أسمع أصوات الرجال وهم ينقرون بحبرهم على زجاج الورق ، الرجال الأغبياء الذين خلقوا في شكل شر وتعلموا الغواية على يد بابا نويل الأحمق الذي ... الخ ) !!!، وأبتسم من لا عدالتك هذه سيدتي ، وتتحول الأبتسامة الى قهقهة لأن هؤلاء الذين تسمينهم ( أغبياء ) يثبتون رأيك فيهم من خلال إستمرارهم بنقر حبرهم على زجاج الورق !!! ربما فاتهم رؤية الفخ وهم في عجالتهم لنقر صورتك المثيرة ؟
شخصياً لم تستهويني آية النقر هذه ، هي إعتدائية كآيات القرآن ... الفارق إنك أبدلت جنس الضحية مع إستعمال نفس المخلب
إستمري في نقرك سيدتي .... سيئةٌ واحدة لا تمحو عشرة حسنات ، ورفقاً بالناقرين الحالمين بنعومة الجسد ، فالرمال لم تعطهم أي ملمس أملس
أما الأ


11 - رسالة مهذبة إلى المعلق الحكيم البابلي
غـسـان صـابـور ( 2009 / 11 / 19 - 18:10 )
كتابتك الانتقادية شرسة النعومة, وناعمة الشراسة. والسيدة سهيلة بو رزق لا تستحق هذا الهجوم المغلف الكاسح. لأن حضارتنا المتعبة الجامدة بحاجة لنساء مثلها تفجر الجسور المغلقة, والتي لم نتجرأ نـحـن الرجال من اجتيازها, خوفا من ألغام التكفير المدسوسة تحت أقدام من يعبرها. سهيلة بو رزق فدائية أصيلة في وجه الممنوعات والعادات والتقاليد وخاصة الغيبيات التي تخنقنا من مئات السنين. يعني يا صديقي, رغم كتابتها الأنثوية هي حليفتنا في محاربة الجمود. إذن عليك تهنئتها بحرارة ووضوح وعزم.. وليس محاربتها, ولو بنعومة. مع كل تحياتي المهذبة.
غسان صابور ليون فرنسا


12 - الانثى حين تكسر نسق الفحولة
نائل الزامل ( 2009 / 11 / 19 - 18:43 )
مازال نسق الفحولة يمثل الهاجس الاكبر في مجتمعاتنا بل قد يكون الادب العربي مكرسا في اغلب حالاته لاثبات الفحوله حيث اننانجد اغلب رواياتنا العربيه وهي تصف الشرق تمثلةبالفحوله في مقابل انوثه الغرب في شخصيات الرواية اما نسق الفحوله والشاعر الفحل فهو نسق مستمر منذ انوضعه ابن سلام الجمحي والى ان جاءت الانثى لتحطم هذا النسق في قصائده ولعل من الوعي الثقافي ان تكون نازك الملائكة الانثى هي من تصنع عرشا اخر في مقابل عرش الفحوله الذي بات منهك القوى ويعجز عن استيعاب النهضه الحديثه في حين ما زالت اغراضه السلطوية تستعمل للمديح والرثاء الا ان هذا النسق المتمثل بسلطته الدكتاتورية مازال يحاول ان يكون صالحا لكل الاوضاع فعلا اثارني مقالك الجميل متنيا لك العطاء الدائم


13 - كأنها نداءات بصوَت ثائره
أيمن أمين ( 2011 / 2 / 18 - 02:17 )

قبل أن أعُرج عَلى مفَهوم الرسِاله
لابد من وقفه عَلى ضفاف الحراك الإنساني
ألا وهو ,, أن نغمس وجودنا في رسائل جسد مُتعب

.. أما الآن

فرسالتك سيده / سهيله كانت و لا تزال نداءات حتميه
تشتاق لـ فضفضه من تعابير فأرسلت طيورها تصدح

حسك راقي في مادة الكتابه / هنيئاً

اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا