الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف اصبح اصطفاف المشترك في مواجهة الحوثي مستحيل

عارف علي العمري

2009 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الوطن سفينة مثخنة بالخروق، مهددة بالغرق، تتأرجح بين الإبحار إلى شاطئ الأمان، أو الغرق في مستنقعات الفساد والنهب للممتلكات، لم تعد دعوة الرئيس صالح للإصطفاف تجد لها في أروقة الأحزاب المعارضة أثراً يُرى، أو أذناً تسمع، الإسلاميون والإشتراكيون والوحدويون يرون أن اصطفافهم في مواجهة الحوثيين كرت يريد الحاكم أن يستخدمه ليحرقه بعد ذلك، وفريق آخر من تكتل المشترك يرى بأن الحاكم يريد أن يغير من مسارات الحرب في صعدة، من مواجهة حكومية حوثية إلى مواجهة مشتركية حوثية، بينما تعنت المشترك وتجاهله لدعوة الإصطفاف جعل أغلب قيادات المؤتمر ترى بأنه صار واجباً على الرئيس والحكومة تأديبه حتى يرجع إلى بيت الطاعة من جديد

> يوم الخميس الماضي ٩٢ أكتوبر عقدت أحزاب اللقاء المشترك مؤتمراً صحفياً دشنت من خلاله هجوماً مضاداً باتجاه الحكومة، متهماً إياها بالتطرف الذي من خلاله أنتجت المشاريع المتطرفة في صعدة والجنوب، بحسب تصريح الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي، وقال بيان صادر عن المؤتمر الصحفي: إن المشترك يدعو إلى الوقف الفوري للحرب العبثية بصعدة وفتح طرق آمنة لإغاثة النازحين والإطلاق الفوري لكافة المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك السلمي، كما طالب الأمين العام للإصلاح من أسماهم الأشقاء والأصدقاء أن يكونوا عاملاً مساعداً لليمنيين في حل الأزمة بالحوار.

تصريحاتٌ كهذه جاءت كرد فعل على افتتاحيات »الثورة« المتتالية التي تهاجم قادة المشترك في كـُــلّ مرة، بالإضافة إلى انفراد المؤتمر الشعبي العام بانتخابات المقاعد الشاغرة في »٢١« دائرة، وتجاهله لكل الإتفاقيات التي عقدها مع شركاء اللعبة السياسية.

في الإحتفال السابع والأربعين لثورة »26 سبتمبر« دعا الرئيس جميع القوى السياسية دون استثناء إلى الإصطفاف الوطني، والإبتعاد عن المكايدة والمماحكة.

وقال: سيندم من لم يصطف خلف القوات المسلحة والأمن في دفاعها عن استقرار الوطن، اللئام والمرضى يريدون »صوملة اليمن« وذلك أبعد عليهم من عين الشمس.. وإذا كان الرئيس لم يحدد من هم أولئك اللئام والمرضى الذين يريدون صوملة اليمن إلا أن صحيفة الثورة أوضحت ذلك بجلاء تام في إفتتاحيتها 27 سبتمبر، حيث قالت: وفي هذا ما يدل على أن الدعوة إلى الإصطفاف الوطني هي من تستند في جوهرها مطالبة الجميع بالإنتصار للوطن، بحيث يكون اليمن ومصالح شعبه هو الغاية والمقصد لكل أبناء الوطن وفي مقدمتهم القوى السياسية والحزبية التي ما زال البعض منها لا يميز بين خلافه مع الحزب الحاكم والخلاف مع الوطن، متجاهلاً أن الوطن هو وطن الجميع، ومسؤولية الحفاظ على أمنه واستقراره ونهوضه واجب يقع على عاتق كـُــلّ أبنائه.

ومع إغلاق مسامع اللقاء المشترك عن دعوة الإصطفاف وجهت أكثر من تهمة لكل أحزاب التكتل، بل قال الرئيس: إن الإشتراكيين الذين جاءوا إلى الوحدة لم يأتوا عن قناعة إنما جاءوا إلى الوحدة هرباً من مصير مجهول عندما رأوا شاوسيسكوا رئيس رومانيا وزوجته يُسحلان في الشوارع إلاَّ أن الرئيس إستثنى فقال: إن معظم منتسبي الحزب الإشتراكي وحدويون وذلك في خطاب ألقاه في 10 أكتوبر في مؤتمر المغتربين.

بل ذهبت الصحف التابعة للمؤتمر والمشترك إلى الإنزلاق إلى مهاوي التنابذ بأسوأ الأوصاف، ولم يعد من معاني الديمقراطية والرأي والرأي الآخر إلا الاسم.

وبالعودة إلى دعوة الإصطفاف الوطني كانت هناك عدة أسباب حالت دون ذلك، وبالرجوع إلى ما كتبه نائب رئيس كتلة التجمع اليمني للإصلاح بالبرلمان زيد الشامي في صحيفة »الصحوة« العدد (1.195) بتأريخ ٨ أكتوبر نرى تلك الأسباب التي حالت دون الإصطفاف منها:

أن الشامي رأى أن دعوات الإصطفاف التي نسمعها اليوم لا يمكنها أن تؤدي غرضها ما لم تتم مراجعة السياسات التي أوصلتنا إلى هذه الوهدة ومن هذه السياسات الإنتقال من الشمولية إلى الديمقراطية بطرق ديكتاتورية.

تخوف المشترك من مصطلح »الكروت المحروقة«، هو سبب آخر من أسباب تجاهل دعوات الإصطفاف، وقال الكاتب: إنه قد آن الأوان لنصارح الإخوة في السلطة بأن مشروعهم في الإستئثار بالوظيفة العامة ومقدرات البلاد لم يوصلنا إلاَّ إلى هذا التمزق والسلبية. وقال: لم يعد ممكنا أن يدافع أحد عمن لا يعترف به أو يستخف بحقوقه، أو يمنعه من التداول السلمي للسلطة.

وأكد الشامي أن الإصطفاف الوطني يحتاج خطوات عملية لإعادة الثقة والتراجع عن السياسات الإقصائية وتهيئة البلاد لتداول سلمي للسلطة.

ومن أهم الأسباب التي جعلت من دعوات الإصطفاف أمراً غير ممكن هو ما أوردته صحيفة »الصحوة« تحت إفتتاحيتها التي تحمل عنوان: »الإنقلابيون« أن من ينادون بالإصطفاف لا يكفون عن تخوين مخالفيهم في الرأي، كما أنه من غير الممكن أن يكون هناك إصطفاف مع الدولة ضد الحوثيين والمتمردون على النظام يحصلون على سلاحهم من ذات الجهة الرسمية التي تستورد السلاح للجيش والمتمرد معاً، ولعل التراشقات الإعلامية الأخيرة هي سبب آخر من أسباب عدم الإصطفاف المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي وصل فيها الوطن إلى عنق الزجاجة.

الناصريون يقظةٌ متأخرةٌ

> ربما أن الجميع هنا إتفق على التصعيد سلطة ومعارضة ومتمردين وانفصاليين، ففي حين إتهم حزب الإصلاح الدولة بتزويد المتمردين بالسلاح والمتاجرة بقضايا الوطن والتسول بها في المحافل الدولية، إتهم المتمردون الحوثيون حكومة صنعاء بالظلم والإعتداء على الممتلكات والأشخاص، وذهب الإنفصاليون إلى إتهام السلطة الحاكمة باحتلال أراضي الجنوب العربي الحر، والذي تمت إعادة توحيده مع الشطر الشمالي عام 1990م، هذه المرة فجر الناصريون إتهاماً قديماً عفى عليه الزمن، هذا الإتهام توجه إلى أناس ما زالوا يحكمون إلى اليوم باغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي.

وأصدر التنظيم الوحدوي بياناً سابقاً بمناسبة الذكرى الـ31 لحركة 15 أكتوبر الناصرية جدد فيه مطالبته بالكشف عن جثامين شهداء 15 أكتوبر، وهم أعضاء ناصريون قاموا بمحاولة إنقلاب ضد الرئيس علي عبدالله صالح عام 1978م وباءت بالفشل، في هذه الظروف الحالكة أراد الناصريون أن يحركوا مياههم الراكدة باتجاه السلطة.

الإشتراكيون من الوحدة إلى الإنفصال

> مع انهيار الحزب الإشتراكي في إبريل 1994م وعودة الحياة إليه بعد دخوله تكتل اللقاء المشترك ما فتئ يواجه حملة شرسة تجرده من كـُــلّ إيجابياته التي كان ولا يزال يفاخر بها إلى اليوم، ومنها جهوده في تحقيق الوحدة المباركة عام 1990م، وأصبح الإعلام السلطوي يمثل الحزب الإشتراكي وكأنه »شر يجب التخلص منه«، أو يصوره بأنه شيطان رجيم يستحق أن يُرجَمُ بالحجارة ويُضرَبُ بالنعال، ومع ظهور الحراك الجنوبي أصبح الإشتراكي قائداً رئيسياً للحراك في الجنوب، بالإضافة إلى وجود ورقة ضغط لديه في مواجهة النظام الحاكم في صنعاء يحركها متى ما شاء، وفي بيانه الذي أصدرته الأمانة العامة للحزب شن الحزب هجوماً ضد الحزب الحاكم، متهماً إياه بإفراغ ثورة 14 أكتوبر من مضمونها مثلما أفرغت الوحدة والنظام الجمهوري، في الوقت الذي يقبع فيه رئيس الدائرة الإعلامية للإشتراكي محمد المقالح في مكان مجهول.

المشترك بين مغازلة الحوثي

وتهديد الرئيس

> حربُ صعدة خلطت الأوراق، وأربكت السياسات الطوابية، وجعلت الجميع في حلقة صراع صماء لا تزيدها الأيام إلاَّ غموضاً وضبابية وتعقيداً في المواقف، ففي وقت سابق من اندلاع الحرب السادسة رحب الحوثي بدعوة اللقاء المشترك لإيقاف الحرب الدائرة في صعدة، وأبدى إستعداده للدخول في حوار وطني يضم جميع الأطياف السياسية، وما إن أعلنت أحزاب المشترك ومعها بعض القوى الإجتماعية والثقافية وبعض قادة المؤتمر الشعبي العام »رؤية الإنقاذ الوطني« حتى أصدر المكتب الإعلامي للحوثي بياناً أعلن فيه مجدداً إستعدادَه للحوار والتعامل بإيجابية مع كـُــلّ الدعوات الوطنية والوقوف بجانب كـُــلّ من وصفهم بالشرفاء الحريصين على إنقاذ البلد من الفساد والظلم.

وأضاف البيان الصادر عن مكتب الحوثي: »أنه وبعد دراسة متأنية لمشروع رؤية الإنقاذ الوطني المقدمة من الهيئة التحضيرية للحوار الوطني فقد رأوا جهداً قيماً شمل أغلب مشاكل البلد، متضمناً تشخيصاً كاملاً للأزمة التي يمر بها اليمن، بالإضافة إلى طرحه للحلول والمعالجات والأفكار والعودة إلى حوار حقيقي وجاد مع كـُــلّ الأطراف اليمنية للخروج برؤية وطنية تشمل معالجات كـُــلّ قضايا الوطن؛ كون الحوار هو الحل الوحيد الذي يصل باليمن إلى بر الأمان«.

وفي المقابل فإن مغازلة الحوثي للمعارضة قابلها تهديد رئيسي بالندم في حال التخلف عن الإصطفاف الوطني خلف القوات المسلحة في مواجهة التمرد، كما قابل مشروعَ رؤية الإنقاذ الوطني« إنتقادٌ حادٌّ من رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة »الجزيرة« عندما وصف أحزاب اللقاء المشترك بأنها بحاجة إلى من ينقذها أولاً.

وبين هذا وذاك يرى بارعون في السياسة أنه لا يجب التقليل من شأن عدوك حتى وإن كان ضعيفاً، كما أنه من الخطأ أن تخوض حربك مرتين، أو أن تخاصم عجوزين على غرار المثل الشعبي الذي يقول: »إذا خاصمت عجوزين فاصحب إحداهما«.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ