الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحافظة التاسعة عشرة

أبو مسلم الحيدر

2004 / 6 / 10
الادارة و الاقتصاد


مدينة الثورة...مدينة أنشئها المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم... أنشئها لتكون ملاذاً لأبناء العمال والكسبة الفقراء والذين كانوا يسكنون في بيوت "التنك".
ساهمت مدينة الثورة بأبنائها في العمل الوطني بشكل فعال ومؤثر... ورفدت الحركات الوطنية العراقية بأعداد كبيرة من المناضلين والمجاهدين في سبيل الحرية والديمقراطية والمستقبل العراقي الزاهر... كانت مدينة الثورة (وستبقى كذلك) قلعة ومركزاً لأقلاق راحة الحكام الشموليين.. الدكتاتوريين...وأعداء الشعب وقد وجدت فيها الحركات الوطنية مناخات خصبة لنشر أفكارها فأنجبت هذه المدينة العديد من القادة لتلك الحركات... كانت هذه المدينة البطلة إحدى ساحات الحركات اليسارية الوطنية كما هي ساحة للحركات الأسلامية الثورية.
إن هذه المدينة مدينة زاخرة بالوعي الثوري والأفكار الأنسانية والمعانات الكبيرة والتي أنجبت العديد من القدرات العلمية والأدبية والفنية والسياسية والأجتماعية وهذا ما جعلها مستهدفة بشكل وحشي من قبل الحكومات الشمولية المتعاقبة على العراق، فقد كانت من أولى المدن العراقية التي أستباحها أبطال العروبة (بعثيوا 8 شباط 1963) ثم كان لها نصيباً وافراً خلال حملات التنكيل السياسي والطائفي العارفية، أما في حقبة (الثورة البيضاء) فقد نال هذه المدينة الصامدة ما نال المدن الأخرى من تعسف وإعدامات وإرهاب وإهمال (حتى أبسط الخدمات الأساسية لم تكن متوفرة لهذه المدينة) وكانت أيضاً لها نصيباً وافراً في التمييز الأجتماعي (حيث كان سكان هذه المدينة ينظر لهم وكأنهم أناس من الدرجة الثانية في دوائر الدولة وفرص التوظيف والعمل) أما في حقبة (القادسية الثانية وحروب التحرير الثوري للقدس والتي رسم الجرذ البطل طريقها عبر الكويت وعبادان ومن ثم معارك القائد الهمام كأم المعارك وأم المهالك وأم الدنابك وكل أمهات القائد والحزب والثورة) والتي كان وقودها شباب العراق، فقد كان لهذه المدينة النصيب الأوفر في عدد الضحايا إلى الحد الذي جعل من المستحيل أن تجد بيتاً من بيوتها لم يفقد (مرغماً) فرداً واحداً على الأقل من أفراده لأشباع تعطش القيادة الحكيمة لسفك الدماء وسفحها. أما في الفترة الأولى من الأحتلال (الممتدة من 9 نيسان 2003 الخالد إلى الأول من حزيران 2004) فقد كانت هذه المدينة من أكثر المدن وأولها تأثراً بأعمال العنف وعدم الأستقرار وإنعدام الأمن وراح عدد غير قليل من أبنائها ضحية لتلك الضروف المزرية والغير طبيعية.
بعد هذه اللمحة السريعة عن مدينة الثورة الصامدة ومعاناتها أليس من المنطق أن تكافأ على ما قدمته من تضحيات وجهاد... أليس من حق هذه المدينة أن:
1- الحصول على نصيبها من الرعاية والأهتمام الأمني.
2- الحصول على حقها الطبيعي في توفير الخدمات العامة.
3- الحصول على ما تستحق من الرعاية الصحية.
4- الحصول على ما تستحقه من الأستقلال الأداري.
5- الحصول على إستحقاقها من عملية إعادة الأعمار.
ولتحقيق هذه المطالب العادلة لمدينة الثورة الصامدة يكون من الأفضل فصلها إداريا عن محافظة بغداد وجعلها محافظة مستقلة خصوصاً وإن عدد سكان هذه المدينة يبلغ أكثر من مليوني نسمة (بعض المحافظات العراقية عدد سكانها أقل من أربعمئة ألف نسمة- اي أقل من خمس سكان مدينة الثورة لوحدها).
إن إعادة الهيكلة الأدارية لهذه المدينة (وجعلها محافظة مستقلة عن بغداد) وإضافة بعض المدن والقصبات لها (مثل الكمالية، العبيدي، بغداد الجديدة، خان بني سعد، أو حسب ماترتئيه وزارة شؤون المحافظات) سيحقق للمدينة أستقلالا إداريا وهذا سيؤدي الى:
1- ستكون للمدينة وأبنائها فرصة أكبر للمشاركة في إدارة مدينتهم.
2- سهولة فرض الأمان وسلطة القانون في المدينة(المحافظة).
3- ميزانية مالية مستقلة.
4- إستقلال المدينة (وتوابعها)إداريا كمحافظة مستقلة سيؤدي إلى سهولة إدارة الخدمات وتحديد الأحتياجات بشكل أفضل.
5- تقليل الضغط الأداري على محافظة بغداد.
6- الشعور الذي سيحسه أبناء المدينة(المحافظة) من أنهم قد حصلوا على جزء من حقوقهم في ضل النظام السياسي الجديد للبلد.
7- سيكون للمدينة نصيب من عمليات إعادة الأعمار أوفر مما لو كانت جزءا من محافظة بغداد.
8- إستنادا لأنظمة الحكومات المحلية، سيصبح للمدينة إستقلالية في رسم خططها التنموية وتنفيذها بدلا من تابعيتها لبغداد.
9- ستتمكن هذه المحافظة (كما هي الحالة التي ستكون عليها باقي المحافظات) من تحديد هويتها الخاصة بها بدلا من أن تكون بلا هوية (كما هو واقع الحال الراهن)، حيث إنها حاليا منطقة من مناطق بغداد لاخصوصية لها.
إن هذا الأجراء (لو تم إقراره) سيكون له تأثيرا إيجابيا كبيرا على أهالي تلك المدينة (وتوابعها) وسيؤدي إلى رفع معنوياتهم وإلى تحسين نظرتهم إلى النظام السياسي والأداري الجديد وسيملئهم بالشعور بأنهم لهم حقوق وإستحقاقات يضمنها القانون والنظام الجديد من بعد طول إهمال وحرمان وتمييز كانوا قد عانوا منه خلال الحقبة البائدة.
إن هذا الموضوع مقترح للسادة أعضاء الحكومة المؤقتة الجديدة وخصوصاً للأستاذ وائل عبد اللطيف وزير شؤون المحافضات، متمنيا أنه سيتم أخذه بنظر الجدية ودراسته بشكل عملي وعلى جميع الأصعدة رسمياً ، أما شعبياً فإني أدعوا المثقفين والمتخصصين في المساهمة الفعالة لأغناء هذا المقترح وطرحه للنقاش الجاد لأغنائه وتبيان إيجابياته وسلبيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد العريان يجيب عن السؤال الصعب.. أين نستثمر؟ #الاقتصاد_مع


.. الذهب يتراجع من جديد.. جرام 21 يفقد 20 جنيه




.. محمد العريان يكشف لسكاي نيوز عربية عن أهم الاستثمارات خلال ا


.. تتجه الأعمال اليابانية إلى تنمية اقتصادات ذات تأثير إيجابي ف




.. احتجاجات مناهضة للسياسات الاقتصادية في الأرجنتين