الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة الجزائر مصر ..أين المفر..؟؟

الطيب آيت حمودة

2009 / 11 / 17
عالم الرياضة


رغم بروز الأصوات العاقلة والمتعقلة بين المتصارعين باسم الكرة المستديرة عاشقة الملايين ، والتي ولدت نزوعا آثما ، ورغبة جامحة في الانتصار ، ولو بالأساليب غير الحضارية ، قد تكون أحيانا غير طبيعية وأخرى فيها تجاوز ومد بغيض ، ومما يؤسف له هو تمادي السلطات الحاكمة في البلدين،وسكوت رهيب لدى النخب المثقفة والعاقلة ،التي لها نظرتها البعيدة للأمور ، والتي بإمكانها أن تعطي للصراع حجمه الحقيقي من المخاطر المحدقة بالرياضة والإنسان ، وهو ما يثري قاموس الأعداء بمثالبنا وعنجهية شعوبنا، التي تنظر بمنظار لا يتجاوز حدود الأرجل التي تلعب بها الكرة المستديرة عندنا .
من المسؤول ..؟
والمسؤولية عن الأحداث التي وقعت، والتي يمكن أن تقع هي مسؤولية جماعية ، تشترك فيها الفيفا ، والفاف معا ، و تشاركهما القيادات الحاكمة ونخبها السياسية في البلدين ، على رأسهما بوتفليقة الذي أوفد أخاه للخرطوم ، ونفسه فعل حسني مبارك بإرسال ابنه جمال لحضور فعاليات اللقاء !!! عند الجارة السودان التي طبلوا لها ، وطلبوا يدها وودها تزلفا لا حبا استجداء لمناصرة ولو لحين ؟
وكم من مقابلة جرت في الضفة الأخرى ، عند من يعرف في قاموسنا الإسلامي بالكفار ، إلا أن شيئا لم يقع مثلما وقع عند المسلمين ، جرت مقابلات فواصل بين ايرلند وفرنسا ، وبين اليونان وأوكرانيا ، والبرتغال والبوسنة ، وروسيا وسلوفينيا ، مرت كلها بسلام ، لأن الكفار يميزون بين الغث والسمين ، ويعرفون ترتيب الأولويات في حياتهم وتعاملاتهم ، إلا نحن ؟ نحول الأصل فرعا ، والفرع أصلا ، نقلب كل موازين العقل والمنطق ، فنجعل الأخير أولا ، والأول أخيرا ... مفارقات عجيبة نعيشها مع شعوبنا وساساتنا في القرن الواحد والعشرين ؟
وسائل الإعلام ثانيا .
رغم أفولها لحين من الوقت ، إلا أنها رجعت بقوة تغليبا للأنانية المفرطة ، وهي سمات العرب منذ ما قبل الإسلام ، والتي عبر عنها الأديب المصري حسن الزيات ذات يوم بقوله ،(والطباع قلما تتغير بانتقال صاحبها من سكنى الوبر إلى سكنى الحجر ، ومن رعاية الإبل إلى رعاية الناس ). فأصبح الحديث المتداول في شوارعنا إستقاء من وسائل الإعلام عندنا وعندهم - وما أكثرها وتنوعها في زمننا- عدد القتلى والجرحى والمظلومين ، والمهجرين والفارين ، والمفقودين ، والمحجوزين ، وتعداد المحلات المنهوبة بدعاوي الانتقام والمعاملة بالمثل ورصد المستقدمين الفارين في المطارات ؟
وهو ما يخيل للمواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة عيشه ، ويشرب الماء الآسن رغم أنفه ، يصدر آيات الإعجاب لما يشهده ؟ من تعطيل لمصالح الأمة بسبب كرة مستديرة طائشة ؟
هل السودان قادر منع الفتنة ؟
حسب التصريحات المعطاة فإن دولة السودان وحكومتها تقدر حجم الضرر من المبارة المصنفة بالخطيرة ، لذا فقد جندت كل امكاناتها المادية والبشرية لاحتواء الفتنة ، رغم محاولات جرها لمناصرة هذا لا ذاك ، وما يظهر جديتها هو التفكير في إقامة حزام أمني على بعد ثلاث كيلومترات من ملعب المريخ ، لا يتم تجاوزه إلا بعد استظهار بطاقة الدخول للملعب ، وتقسيم المدرجات إلى قسمين متكافئين عددا ، يتوسطهما قسم لجلوس الأنصار المنصفين من أبناء السودان المحايدين نظريا ، والمنحازين فعليا لطرف من الطرفين ، مع خروج مـتأخر للفريق الفائز بأنصاره ، منعا للتصادمات والتجاوزات المرتقبة بين الأنصار .
كل هذا يثبت نظريا بأن السودان ستتحكم في الوضع خاصة وأنها جندت أزيد من 15000 جندي أمني للتحكم في الوضع ، غير أن الشحن الإ علامي وما رافقه من تأييد سياسي على مستوى البلدين كفيل ببروز بوادر أزمة قد تتطور إلى ما يحمد عقباه ، والأمل كبير يحذوني في إلغاء اللقاء تماما ، وإجرائه في دول محايدة ،حتى لا تحسب علينا تجاوزات نحن في غنى عنها ،
مع إ جراء فحص شامل لأسباب الأزمة الكروية بين الشعبين، التي أصبحت تصنف تحت خانة كوارث الكرة المستديرة والمرشحة في أخذ مكانها بجدارة في سجلات قينيس للأرقام القياسية .

المواطنة والكرة .
ما ذكرته آنفا في تقديري لا ينقص من وطنيتي وحبي لبلدي الجزائر في شيء ، كل ما لا أريد رأيته هو عودة أبنائنا في صناديق
مقفلة من مغامرة كروية لا تستحق مثل هذه التضحية !
وكم أتمنى بكل جوارحي أن يبلغ الفريق الأخضر ( الخضراء) نهائيات كأس العالم ،
ويثبتوا جدارتهم كما أثبتوها فعلا في خيخون ضد ألمانيا في دورة 1982 ، إلا أن الوصول إلى ذلك لا يتم إلا بالعمل الجاد ، لا بعدد الأنصار و الشحن الإعلامي الزائد الذي يجعل منا بشرا بلا ضمير وبلا وعي . كما أن ابراز حب الوطن لا يقتصر على الكرة ، فهناك الكثير من الميادين التي يمكننا إثبات وطنيتنا فيها ، في البحث ، والإنتاج والإبداع الحضاري بمختلف أنواعه وأشكاله .

الأمل في السودان .... وأهل السودان .
أكف المخلصين ، - الذين يتمنون أن تمر الواقعة بآمان - مرفوعة للسماء بالدعاء ، و أسماعنا وأبصارنا موجهة لأم درمان وملعب المريخ نستجلي منه الخبر اليقين لا عن المنتصر ، وإنما عن قدرة أهل السودان في احتواء الأزمة ، فكل انتصار يحسب حتما للسودان ويُدون بأحبار ذهبية على قراطيس فضية مزدانة بآيات التقدير والإحترام ، لما سيبدونه من إ نصاف وعدل وحسن تدبير في تحويل الضغائن إلى محبة وحسن تنافس بين الفريقين والشعبين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا امر لا يعنيني
محمد حسين يونس ( 2009 / 11 / 18 - 03:50 )
انا لا اتمني ان ينتصر فريق حسن شحاته الذى يكلف الميزانيه ما يتجاوز طاقتها وسوف يؤدى الي كارثه اقتصاديه لو راح المونديال علي الاقل 500 مليون جنيه اذا مكنش مليار وانتم عندكم بترول يغطي الانفاق قول يا رب


2 - One two three vive la paix entre freres. Z
ITRI ( 2009 / 11 / 18 - 12:37 )

merci ahewar

اخر الافلام

.. بجوائز مالية ضخمة.. تفاصيل كأس العالم للألعاب الإلكترونية في


.. مباريات نارية بربع نهائي يورو 2024 صدام العمالقة بين الإسب




.. مجلس الوزراء الجديد.. وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي


.. التحقيق مع لاعب تركي رفع علامة -الذئاب الرمادية- في بطولة أم




.. بطولة أمم أوروبا.. كريستيانو رونالدو يبحث عن لقب في مشاركته