الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر للكلية الملكية البريطانية في بغداد

جواد الديوان

2009 / 11 / 18
الطب , والعلوم


عقدت الكلية الملكية البريطانية للأساة- اقليم الشرق الاوسط مؤتمرا في بغداد للفترة من 12 – 14 تشرين الثاني 2009، وللمرة الاولى. وشارك ودعم المؤتمر وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية والهيئة الطبية الدولية ووكالة التنمية الامريكية، وكان شعار المؤتمر "تلاحم فعال من اجل صحة نفسية افضل".
وللظروف الامنية الصعبة في بغداد تم عقد المؤتمر في فندق الرشيد بالمنطقة الخضراء. وواجه المشاركون (اطباء واساتذة وصحفيون) صعوبات في الوصول الى فندق الرشيد، منها صعوبة الوصول بالسيارة الشخصية وصعوبة اكبر في العثور على كراج قريب من فندق الرشيد الى التفتيش المتكرر من قبل افراد شركات الحماية الخاصة، والبداية مع رفع البطارية من الهاتف الجوال. ورغم تلك الصعوبات حرص الكثير من الكوادر الطبية على حضوره.
حفل الافتتاح يوم الخميس الساعة 5.00 مساءا تضمن التسجيل واستلام الحقائب ثم النشيد الوطني فالقران الكريم. والكلمات الترحبية تلتها، واوجزت اهمية المؤتمر والمشاركة الفعالة من قبل الاطباء. وتميزت كلمة رئيس جمعية الاطباء النفسانيين العراقية باستعراض تاريخي منذ بدايات الحضارة وعرج على اعلام العراق من علماء وشعراء وادباء وفنانين. وقبيل الافتتاح كانت فرقة الجالغي البغدادي تصدح في القاعة.
وتضمن منهاج المؤتمر حلقتي نقاش، الاولى عن تكامل خدمات الصحة النفسية مع الرعاية الصحية الاولية، والثانية تناولت الصحة النفسية في الصدمات والكوارث. وربما ساهم المؤتمر بتوفير فرصة للمرة الاولى لمناقشة تكامل خدمات الصحة النفسية مع الرعاية الصحية الاولية. ولم يحظى الموضوع ببحوث علمية توثق وتحلل نجاحات واخفاقات الجهود لتكامل خدمات الصحة النفسية مع الرعاية الصحية الاولية. واشاد د. مناف الجادر (استاذ الطب النفسي في كلية الطب- بغداد سابقا ويعمل في الاردن حاليا) بجهود د. اياد فتاح (دائرة الصحة العامة) في متابعة مفصل العمل هذا وكذلك تقديم دليل عمل للصحة النفسية في المراكز الصحية.
وكذلك للمرة الاولى تتم مناقشة مفردات الصحة النفسية في الصدمات والكوارث، رغم تعرض العراقيين لحروب متعددة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وبالمناسبة لم نشهد بحوث في مجلات كليات الطب حول الامر. وربما تعكس هذه الظاهرة الاهتمام المتزايد في الاثار النفسية للصدمات والحروب والكوارث.
قدم طبيب عراقي مغترب (د. محمد الازري) عرضا للمستجدات في علاج الفصام. فتناول كفاءة العلاج وفعاليته في مقارنة بين الجيل الاول والجيل الثاني لantipsychotics . وعرض دراسات وبائية انجليزية وكانت meta-analysis اي تحليل نتائج عدد من الدراسات الوبائية للمقارنة بين الجيل الاول والثاني وتركزت على كفاءة الدواء في التخفيف من علامات واعراض مرض الفصام، وربما كانت دراسات عن نوعية الحياة قبل وبعد العلاج في كل جيل من الادوية. والمؤشر الاخر في فعالية الدواء ويشمل ذلك كفاءة الدواء مع استمرار المريض في تناوله، ويتاثر الاخير في المضاعفات الجانبية للدواء، وحين يتحملها المريض تعكس حالة ايجابية. وعانى علم الاوبئة في العراق من اهمال ملحوظ ويصعب بل يستحيل ان نجد دراسة مثلها في المجلات الطبية العراقية، ومن المؤسف ارتباط علم الاوبئة بالامراض الانتقالية في العراق، ومع ذلك لا نجد دراسة تحلل مجموعة دراسات في موضوع الامراض الانتقالية كذلك. ومنعت وزارتي الصحة والتعليم العالي خلال العقود الماضية اختصاصي علم الاوبئة من الحصول على شهادة اختصاص اضافية في فرع اخر من الطب، وعندها سيكون هناك مختص بوبائيات امراض القلب والاوعية الدومية ووبائيات الامراض النفسية وهكذا. وكانت فرصة ليلمس اطباء النفس واساتذته اهمال ذلك الجانب وخصوصا من حضر منهم من الخارج.
تناولت البحوث في المؤتمر الاصابات النفسية من جراء الحروب، وكان هناك بحثا عن اضطراب التوتر المعقب للشدة Post- traumatic stress disorder (PTSD) بين اسرى الحرب العراقية الايرانية!. وكانت المجلات طب النفس العالمية تعج بالبحوث حول PTSD العقود الثلاث الماضية، الا انه لم يقدمه اطباء النفس والعسكريين منهم رغم دراساتهم في الخارج حيث اهتمامهم المهني عاليا، في حين هذا الاهتمام يساعد على توثيق تاثير الحروب والحرب الاهلية على المواطنين.
وناقش اطباء النفس بتوسع موضوع متلازمة مانجاوزن بالانابة في العراق، وكان بحث تخرج في البورد العراقي لطبيب اطفال اختصاص. ومتلازمة مانجاوزن تصف مريضا يراجع المستشفيات لاجراء العمليات الجراحية له بدون ان يكون محتاجا لها، والتسمية باسم المريض الذي خضع لثلاث عشر عملية جراحية. اما مانجاوزن بالانابة فيصف الامراض الغريبة التي تسببها الام لطفلها ليتم ادخالها للمستشفى مع طفلها. وحاول البعض ان يشكك بالتشخيص حيث وضح الباحث ما تجنيه الام من الامراض التي تسببها لابنها الرضيع، وقدم نماذج من تلك الفوائد. ووضح البعض بان ذلك يعني اصطناع الالم، او اساءة للطفل. ومانجاوزن بالانابة يعني نوع من الاساءة للطفل.
وكان هناك بحثا عن كأبة النفاس في مستشفيات بغداد والصحة النفسية للمراهقين ووصمة المرض النفسي لدى الاهل ودراسة لشخصيات مجموعة من الارهابين المعتقلين والاضطرابات النفسية لدى مرضى السرطان في بغداد والتحليل النفسي للاسماء الغريبة.
ساهم بالمؤتمر اطباء النفس واساتذة الطب النفسي وعلم الاوبئة ومن كلية التمريض ومن علم النفس. وربما كانت مساهمة اساتذة للطب النفسي تركوا العراق ابان احداث العنف في العراق، ولمس الجميع الحماس من اجل التطور.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناتو يخشى إضرار روسيا بشبكة الإنترنت العالمية باستخدام دلا


.. منظمة الصحة العالمية للحرة: الحالة الصحية والحاجة الطبية هي




.. نيكول سابا مابحبش عمليات التجميل وكلنا بنكبر والفلاتر جابت ل


.. تطعيم من تجاوز الـ18 عاما.. فنلندا تتخذ إجراءات احترازية من




.. تشقير الشعر بعصير الليمون.. ترند منتشر على وسائل التواصل الا