الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة بغداد

فراس الغضبان الحمداني

2009 / 11 / 18
كتابات ساخرة


كنا ومنذ العام الماضي نتباكى ونريد هطول المطر ، فقد يبست الانهار ومات الزرع وجف الضرع ، وغرقت مدن العراق بعواصف الغبار ، واختفى عزة الدوري الذي كان ينتظر هذه المناسبات ويختار يوما تتراكم فيه الغيوم ليعقد مع مريديه صلاة المطر ، وحين يهطل يرفع برقية للقائد الضرورة ان الله استجاب لنداء القائد وحقق رغبة الشعب في استثمار زخات المطر في الزراعة وحاجات أخر .

والعجيب اننا وبعد عزة الدوري الذي كان يدعي الدروشة والانتساب لعلي وعمر ظهر بدلا عنه عشرات الالاف من المعتمرين للعمائم من مختلف الالوان ويدعون الانتساب للنبي ويحملون القاب الحسني والحسيني والموسوي ورغم صلواتهم وطول خطبهم في صلاة الجمع وفي المناسبات التي لاتنقطع طول العام فان الرب لم يستجب لهم وشهدنا العام الماضي جفافا هو الاخطر في تاريخ البلاد ، وبدلا ان يهطل المطر هطل علينا الغبار، لكن الله ترحم علينا فسقط المطر، ولعل في ذلك رحمة لمن يستحقونها ونقمة على مسؤولين في امانة بغداد والبلديات والكهرباء ، واراد الله ان يكشف عن المستور ويفضح امر المليارات المختلسة والتي قيل انها انفقت على مشاريع أعمار كبرى في مقدمتها شبكات المجاري .

فقد غرقت بغداد مع اول زخة مطر وخاصة مدينة الثورة التي يحسدها البعض ضنا منهم انها مدللة عند حكومة الائتلاف وهي بمثابة ( العوجة) في الزمن الجديد ، لكن طفح المجاري في في اول ( مطرة) قد كشف المخفي واتضح ان شبكات المجاري مجرد نكتة ليس في هذه المدينة انما في عموم مدينة بغداد والتي انفق عليها المليارات ،ولو أنها استخدمت بنزاهة لتحولت العاصمة الى باريس الشرق ، ويقال ذات الشيء عن المحافظات .

وهذا الامر لم يعد جديدا او سرا لكن الغريب ان تسكت الحكومة ويصمت البرلمان على هذه الفضيحة التي تتضمن علامات استفهام كبيرة عن مدى وجدوى مشاريع الاعمار ، ولعل الذين أقترحوا توزيع اموال النفط على الشعب كانوا محقين فعلا ، وكان من الافضل ان تذهب هذه المليارات لجيوب الناس ليعمروا فيها بيوتهم ومدنهم بايديهم وبدون انتظار ان تمتليء كافة الكروش القذرة بمال السحت الحرام .

لقد كشف المطر الذي تعطلت مع زخته الاولى شبكات الكهرباء وتوقفت اكبر شبكات النهب الدولي عن العمل ونقصد خطوط الموبايل غير المباركة والمسكوت عنها من كل الجهات الذين قبضوا الثمن مسبقا ومازال الشعب يبحث عن شبكة لللاتصال او الانقاذ .

لقد غرقت شوارع العاصمة بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت بعد ظهر الاثنين ولحد اليوم ، ولم تزل حتى صبيحته معظم الشوارع مغلقة لوجود كميات هائلة من المياه، يعاضدها الآلاف من القطع الكونكريتية ، وعشرات السيارات المتعطلة بسبب وصول المياه إلى محركاتها.. وإذا كانت المجاري معطلة والشبكة غير مؤهلة بسبب سياسات النظام المباد، فهل يقنع ذلك مواطناً عراقياً يعلم جيداً إن أمين العاصمة خصص مبلغ مليار دينار عراقي لنادي يلعب (طوبة) في حين انه يعجز عن تخصيص (تناكر) تقوم بسحب المياه الراكدة التي غطت اغلب شوارع العاصمة، خاصة إطرافها وأين. كان الأمين وقت هطول المطر وعندما هبت الرياح العاتية وجلبت معها ً ركاماً من الغيوم، والأمطار وحبات البرد الذي نزل بعدد سكان البلاد.


أليس بمقدور أمانة العاصمة إن تترك لعبة الضحك على الذقون التي تجيدها بإتقان، وتدع بعض الحدائق لحالها ، وتلتفت إلى المناطق المحترقة، وتترك الشوارع المبلطة أصلا لتلتفت إلى سواها من الأحياء التي تفتقد جميع أنواع الخدمات (ماء ، شوارع، مجاري) ، أين مليارات الدولارات التي صرفتها الحكومة على قطاع الخدمات؟ لا احد يعلم. بينما العاصمة تحولت إلى (خرابة) بسبب سياسات البعض.. أو ليس الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حكومية رادعة. اقلها إقالة أمين العاصمة، ومدراء الدوائر البلدية الذين أجادوا العمل في قبض الرواتب نهاية كل شهر، ولعبة التفرج على عذابات الناس البسطاء المظلومين.

نحن بانتظار زخات مطر جديدة ستكشف لنا بان ماكان مخفيا حتى الان هو الاعظم ، وها نحن بانتظار المطر عسى ان يغسل البلاد وينظفها من القاذورات والمفسدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين النزاهة من هذا
البراق ( 2009 / 11 / 18 - 13:23 )
أخي السؤال هو الى هيئة النزاهة والى ديوان الرقابة المالية الغاطين في نوم عميق لان حتى الانسان الامي ممكن ان يعرف ان سرقات قد حدثت وان اموال العراق قد نهبت ولا من يسأل ولا من مجيب على سؤال لم يحصل اصلا


2 - سينتخب العراقيين المفسدين مرة اخرى
nfsa ( 2009 / 11 / 19 - 21:04 )
الجميع يتكلم عن الفساد والمفسدين ولا نسمع غير النقد اللاذع الذي لم ياتي باي نتيجه بل بالعكس ازداد الفساد اكثر والانتخابات القادمة قريبة وسينتخب العراقيين المفسدين مرة اخرى .اين الخطأ؟في المفسدين ام في الشعب العراقي الذي يتحمل كل هذا الفساد ولا يفعل شيئا؟هنا في السويد رايت نساء كبار في السن ينظفون الشوارع القريبة من بيوتهم ويذهبون الى ابعد من مسكنهم وبدون مقابل واعتقدنا بانهم يعملون مقابل اجر واتضح بعد ذلك بانهم يفعلون ذلك من اجل جمال بلدهم.عندما كنا نناقش في احدى المرات عن العراق وان البلدية لا تقوم بعملها,قالت احدى الشابات لماذا لا يقوم الشباب والنساء بتنظيف محلتهم من الاوساخ ولا ينتظروا احدا ليقوم بتنظيفها رغم انهم المسؤلين عنها حيث الظروف غير طبيعية وان هذه الازبال تجلب الامراض.الاحساس بالمسئولية وحب الوطن ضروري لجمالية اي مدينة ولكن الجميع يقول (اني اش علي)

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس