الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للموقف المستقل للشيوعي العراقي

احمد الشيخ احمد ربيعة

2009 / 11 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المجد للموقف المستقل للشيوعي العراقي

د. احمد الشيخ احمد ربيعة

توقعات المراقبون للوضع العراقي كانت تشير بشكل او اخر الى تغيرات ملموسة في تركيبة البرلمان فيما لو جرت انتخابات جديدة وبشكل نزيه نتيجة عقم نظام المحاصصة، لكن اقرار قانون الانتخابات الاخير وما يرافق ذلك من اشكالات جادة يعكس تفنن القوى المتنفذة وتأمرها لاستبعاد اي تغير في تركيبة البرلمان وبالتالي الحكومة القادمة. ويعكس هذا الامر توجه القوى المتنفذة لفرض ديكتاتورية اتجاه سياسي معين وتحت شماعة الانتخابات والديمقراطية وبدعم واضح من المحتلين.
وبدل لجوء البرلمان لخوض نقاش جاد وحيوي للوصول الى قانون انتخابي يسهم في في تشكيل برلماني متوازن يسهم في تعزيز العملية السياسية وما اتفق عليه بين القوى المشاركة فيها، ورغم توفر مقترحات واقعية يمكن ان توفير قاعدة لنقاش مثمر مثل اعتبار العراق دائرة واحدة وغيرها من المقترحات الاخرى، الا ان قوى المحاصصة وبمختلف اشكالها صعدت النقاش وافتعلت اشكالات بما يضمن لها صدور قانون يؤمن استمرار سيادتها مثل الدوائر المتعددة، قضية كركوك، المهجرون، اعتماد احصائيات وزارة التجارة لتحديد تمثيل المحافظات، وكان اخطرها هو ابتلاع وسرقة اصوات القوى التي لم تحقق القاسم الانتخابي المشترك من قبل الفائزين محين بذلك قاعدة لعبة القمار ( اللكو) المندثرة.
وفي ظل ذلك لم يكتفي البعض باستخدام اسم المرجعية باعتبار ذلك تمثيل لتوجهاتها وانما لم يخجل البعض من اللجوء الى الترسانة السياسية والفكرية للنظام الساقط مثل القوى القائدة للعملية السياسية والبرلمان وهي الصورة الكالحة لنظام الحزب القائد او التعامل مع حق المهجرين قي الانتخابات على اسس طائفية او سياسية او قومية وليس على اسس المواطنة حتى يبدو ان مقترح النائب عباس البياتي بالمطالبة بعودة هولاء للوطن من اجل التصويت مضحك اكثر من كونه مقرف او تصريح المالكي في احد المؤتمرات العشائرية
( هو يكدر واحد ياخذهه ( يقصد السلطة)، حتى نطيه بعد) ( راجع مقالة السيد محمد عبود على صفحة الحقائق وبنفس الاسم ليوم 17-11 والمقالة توثق المعلومة بالصوت).
ما تخشاه القوى المتنفذة رغم ادعائتها الكاذبة هو المشروع الوطني الديقراطي وتسعى بكل السبل لحصر الصراع بحدوده الطائفية والقومية والدينية متجاهلة وبشكل متعمد مخاطر هذا الامر ويبدو انها تضيق صدرا بهذا المشروع رغم محدودية تمثيله في البرلمان الحالي والذي يمتلك صدى عالي في الشارع العراقي.
الشيوعيون كاحد القوى البارزة الحاملة لهذا المشروع وبعد خسارتهم المريرة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة كرسوا جهدا يبدو في كثيرا من جوانبه مثمرا للاستفادة من معظم الانتقادات والملاحظات التي اثيرت حول مجمل نشاطهم ويمكن تلمس ذلك بتعزيز الموقف المستقل للحزب الشيوعي. فقد تطور في الاشهر الاخيرة وبشكل ملحوظ الخطاب السياسي وامتيازه بالوضوح والمباشرة والتوازن وروحه النقدية العالية ومقترحاته العملية، كما رفض الوزير الشيوعي في حكومة المالكي ضمن اربعة وزراء اخرين في اجتماع مجلس الوزراء بالتوقيع على العقد النفطي مع الشركتين البريطانية والصينة لاستثمار حقل الرملية اضافة لرفضه التوقيع على مزانية 2010 لاضرارها بمصالح شعبنا العراقي.
ورغم ادراك الشيوعيون لاهمية النضال البرلماني الا انهم يرفضون وهم على حق بذلك في الحصول على مقاعد برلمانية على حساب مشروعهم الوطني الديقراطي ويدينون تحويل العمل السياسي والبرلماني طريقا للاثراء وابعد الشيوعيون من صفوفهم من رشح من اعضائهم ضمن القوائم الطائفية في انتخابات مجالس المحافظات، ورفض الشيوعيون ان يكونوا ضمن اي تشكيل طائفي بما فيها رفضهم الانضمام لاي من التحالفين سواء دولة القانون او الائتلاف الوطني ويتصور البعض وهو مخطئ بذلك ان محاولاته للاستفادة من تكتيات النظام الساقط في الضغط على الشيوعيون من خلال ابتلاع بعض القوى والوجوه الديقراطية والوطنية التي كان الشيوعيون يتحاورون معها لاعلان قائمة موحدة معهم، بما سيشكل ذلك ضغطا لانضمامهم للائتلافات الطائفية ولسوء حظ التيار الديقراطي ان يجد بعض اطرافه ان طريق الوصول الى البرلمان هو الانضمام للتشكلات الطائفية مضيفا لهذا التيار عوائق جمة والذي هو بالاساس تيار مشتت وضعيف. ان تطور التيار الوطني والديقراطي هو دعم حقيقي لكل العملية السياسية ولكل التوجهات الوطنية او الديقراطية فيها.
اصدر الشيوعيون احتجاجهم الصارخ ضد قانون الانتخابات الاخير محذرين من عواقب السير في نهج كهذا باعتباره خرقا للدستور ومبادئ الديقراطية وهذ البيان يشكل اكبر احتجاج علني للشيوعين للاوضاع القائمة منذ مشاركتهم في العملية السياسية. ورغم تجاهل الفضائيات العراقية وبشكل متعمد ولاهداف سياسية محددة ومدفوعة سلفا لهذا البيان ولموقف الشيوعين وتركيزها الاضواء على اعتراضات محددة مترتبط بمصالح قوى معينة، عدا جوقة الطبالين من مرتزقة الاعلام والسياسة وعدد من الفضائيات ( المستقلة) التي تردح ليل نهار بالانجاز التاريخي الجديد. هذا التحذير والاحتجاج الذي اطلقه الشيوعيون ورغم الحصار الاعلامي المتعمد يجد تاثيره هنا وهناك في طروحات ومواقف واعتراضات بعض القوى والاهم يجد صداه الايجابي بين الكثير من ابناء شعبنا العراقي من اللذين يتمنون الخير والسلام لهذا الشعب والوطن. وينغمر الحزب الشيوعي العراقي من راسه حتى اخمص قدمه في نشاط انتخابي يومي مثابر ونزيه، رغم محدودية امكانيته للتواصل مع مختلف قطاعات الشعب من الفعاليات الاحتجاجية الى توزيع الورد اضافة لشرح موقفهم من قانون الانتخابات الاخير. ان هذا العمل الثوري اليومي الجبارهو جدير بخلق جيل جديد من الشيوعين والوطنين القادر مستقبلا على حمل راية النضال المشرف، راية الحزب الشيوعي العراقي، راية العراقين المنكوبين، راية الحالمين بالخير والسلام لهذا الشعب ولهذا الوطن.
تتوفر الان وفي المستقيل القريب للقوى المتنفذة العديد من الادوات لتحقيق ما تصبو اليه من قانون يخدم مصالحها الضيقة الى مفوضية الانتخابات ومكاتبها في المحافظات التي اقل ما يقال عنها انها مرتشة وطائفية وابعد ما تكون عن النزاهة بسبب خضوعها للمحاصصة اضافة لامتلك هذه القوى سلطة المال والسلاح. لكنها تبقى عاجزة عن تحقيق مطالب العراقين سواء على مستواها الوطني او الحياتي بسبب هشاشة برنامجهم البعيد عن روح الموطنة وغرقهم في لجة بحر الفساد وغيرها من الاسباب المعروفة ولن يكون مصيرهم افضل من اللذين سبقهم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلم يراعك
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 11 / 20 - 10:34 )
الأخ أحمد ربيعة
للأسف الشديد فأن تشرذم التيار الديمقراطي ةتمزقه أدى الى هذه النتائج وأن ما قامت به بعض الشخصيات اليسارية والديمقراطية بانظمامها الى الكتل الطائفية عمق من التمزق رغم أن هذه القوى سوف لا تحصد شيئا وتخرج بخفي حنين وتفقد ماضيها النضالي بعد أن تمرغت بالوحول وسوف تفقد ما لها من مكانة في عيون الناس لفقدانها للمصداقية السياسية والوطنية وسيشق الحزب الشيوعي طريقه مهما كانت الظروف وله من تاريخه النضالي وحاضره الرائع مكانه في قلوب العراقيين رغم أن قانون الأنتخابات بطبيعته لا يسمح لأي جهة وطنية بالوصول الى البرلمان لأنه فصل على أساس أقصائي تهميشي هادف لبناء نظام محاصصاتي ليمارس النهب من جديد


2 - حاميها حراميها
رحيم الغالبي ( 2009 / 11 / 20 - 23:13 )
نفس الانتخبات الاولى وانتخابات الدستور والمجالس نفس الحيات التي ـاكل الاسماك بلسنانهم اعترفوا واعترضوا على نتائج كل انتخابات
لان المفوضيه منهم
والمراقبين منهم
والمشرفين منهم
وفرز الاصوات بيدهم
لذا تبح حلول رضائيه بينهم اقصد من يسمون هم الاغلبيه يتقاسمون السرقه ليسكتون...
ولم يسكتون في تشويه اليسار والشيوعيه والديمقراطيه والمتقله اولا
ثانيا دعوتهم الجديده لايجاد كراسي للبعث المنها نت خلال دخولهم في تيارات مشبوهه واجتماعات رموز منهم في سوريا والاردن وتركيا
خلونه ساكتين...
دموع التماسيح ليس على المهجرين وانما بعثيه الخارج الهاربين..

اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - عالم المؤثرين المطورين بالذكاء الاصطناعي يطار


.. أضاءت سماء الليل.. شاهد رد فعل السكان لحظة تحليق شظية مذنب ف




.. إيران تشييع رئيسي على وقع خطوات لملء الشغور الرئاسي | #رادا


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري عمليات جراحية بالغة




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة