الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام فياض يملك الحل!

اديب طالب

2009 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قوّم مسؤول أميركي كبير اللقاء بين الرئيس باراك أوباما ورئيس وزراء دولة العدوان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه يستحق أن نفتح من أجله، لا أكثر من زجاجة "كوكا كولا زيرو".
واحد من الدلالات على ذلك، أن البيت الأبيض كان يجد صعوبات في ايجاد الوقت المناسب لذلك اللقاء. الأمر الأهم والكاشف، أن الشك بمصداقية بيبي تجاه السلام، يملأ رأس أوباما! استغرق اللقاء ساعة ونصف الساعة. كان انطباع نتنياهو عن المرشح للرئاسة الأميركية عندما التقيا في 2007، أن أوباما ضعيف الشخصية، أثبتت الأيام أنه غير ذلكّ!.
الإدارة الأميركية تقدم لإسرائيل المناورات العسكرية المشتركة والعتاد العسكري ووقوف أوباما ضد تقرير غولدستون. إسرائيل نتنياهو، تعد بإطلاق سراح سجناء من فتح، العلاقة جدلية، والرابح دائماً العدوانية الإسرائيلية، رغم أن أوباما قوي الشخصية، إلا أن تجميد المستوطنات، ما زال موضوعاً إشكالياً، بدلالة تشدد الرئيس الفلسطيني، وبدلالة تهديده بالانسحاب من معركة الرئاسة.
يبدو أن مشاريع السلام في المنطقة مملة، وغير قابلة للترويج. بدليل أن السلام السوري الإسرائيلي، ممتنع عن التحقق رسمياً وشرعياً وبحماية القانون الدولي برغبة الطرفين المعنيين، رغم تقيدهما العملي، بقرار فصل القوات وتجميد الحرب بينهما منذ كانون الثاني عام 1974.
السلام الشرعي الإسرائيلي السوري لا يحتوي تعقيدات السلام الفلسطيني الإسرائيلي، فليس ثمة أماكن مقدسة، والمستوطنون في الجولان بضعة آلاف، بينما في الضفة الغربية مئات الآلاف، وسمى اليهود الضفة الغربية، جوراً على التاريخ، بيهودا والسامره، بينما بقي اسم الجولان جولاناً، رغم ضمه من قبل الكنيست الى إسرائيل عام 1982. يبدو أن السلام تهمة معيبة في المنطقة، ويبدو أن الحرب الصوتية باقية لأمد بعيد! أوباما يريد "التغيير"، وأهل المنطقة وحكامها لا يريدونه!، لعلهم يديرون الأزمة لا أكثر، تأكيداً لعكس المقولة الرائجة: بقاء الحال من المحال!.
المشروع الأقل مللاً بشأن السلام الفلسطيني الإسرائيلي، هو مشروع بناء الدولة الفلسطينية وخلال عامين، انتاجياً وخدماتياً، وهذا ما تميز به ويفعله رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. فياض، تجنب الحديث عملياً عن الحدود النهائية للدولة الفلسطينية العتيدة.
إقامة الدولة بهذه الطريقة، يقلق "فتح" و"حماس" ونتنياهو، وعله لا يقلق أوباما، ماذا لو اعترفت الأمم المتحدة وبرضى أميركي بدولة كهذه؟ الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، يرى أن على أميركا أن تفرض التسوية على إسرائيل، والتسوية برأيه ليست بعيدة عما يقوله ويفعله سلام فياض. فياض موثوق وجدي ومهني، هكذا يصفه الأميركيون. ماذا ستفعل "حماس" إن أعلنت بضم الهمزة دولة فلسطينية في رام الله بعد عامين، واعترفت بها الأمم المتحدة؟ أليس على "حماس" أن تحجز لها مقعداً مميزاً في قطار التسوية "الفياضية"؟. أم أن بناء نواة دولة الخلافة الإسلامية في غزة أهم من ذلك؟ لا أعتقد أن قادة "حماس"، على هكذا قدر من "الطيبة" العقائدية!. لماذا لا يوسطون كارتر، فقلبه يتقطع حزناً على غزة!.
إذا حصل ما نتوقعه أو نتوهمه، بسبب رغبتنا الذاتية في تحقيق السلام، نقول إذا لا أكثر، فماذا تفعل إيران بعشقها لتحرير فلسطين من اليهود ولو كلفها ذلك حتى استشهاد آخر مقاتل في الحرس الثوري وفي سرايا جيش القدس؟
الرئيس السوري بشار الأسد، السلام خياره الاستراتيجي، كوالده الراحل، ماذا لو قامت هكذا دولة فلسطينية، وبقيت دولة العدوان الإسرائيلية متمسكة بضم الجولان؟ من الضروري أن يؤكد السوريون حجزهم لمقعدهم حقاً وصدقاً في قطار السلام، الدور السوري أكبر بعدة مرات في المنطقة من أي دور آخر، عدا طبعاً الدور الأميركي وتابعه الدور الإسرائيلي.
إذا كان السلام الحقيقي في المنطقة لا يعجب الليكوديين الإسرائيليين، والأميركيين، ولا يعجب الإيرانيين، وأتباعهم المغرر بهم، فعلى أوباما والأسد وفياض أن يضعوا حداً لعدم الاعجاب ذاك، وأن يصنعوا السلام الشامل والعادل في المنطقة رغم أعداء السلام والذين يعيشون ويقتاتون على مصائب الشعوب والتهديد الدائم بالحرب.
قد يكون ما نقوله وهماً، إلا أنه وجهة نظر قابلة للنقاش على الأقل. حظ المشاريع العملية، أكبر من حظ المشاريع الصوتية، وقد ننفي ولمرة واحدة على الأقل أن العرب ظاهرة صوتية، كما قال القصيمي رحمه الله.

() كاتب سوري











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة