الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحضير للأنتخابات والتظليل الاعلامي

عزيز العراقي

2009 / 11 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


في مؤتمره الصحفي الذي عقده في السفارة العراقية في عمان يوم 20091117 والمنشور في الكثير من مواقع الانترنيت دعا السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى البعثيين للاشتراك في العملية السياسية . وقال : " على جميع الاطراف ان تشارك بالعملية السياسية , ولانريد ان نستثني اية فئة من العراقيين " واوضح ان " ملف البعثيين يجب ان يغلق وليس من المعقول ان يستمر الى ابد الآبدين . وهناك من لايفرق بين البعثيين والصداميين " .

" هناك من لايفرق بين البعثيين والصداميين " وعلى لسان السيد عمار الحكيم . انه لايكتفي بدعوة البعثيين للانخراط بالعملية السياسية فقط , بل وينتقص من الذين لايفرقون بين البعثيين والصداميين . انها نقلة نوعية على طريق المصالحة الوطنية لو جرى الايمان بها وتم لها الامتلاء , وعودة للسلم الوطني والاجتماعي الذي لابد منه لتأهيل العراق من جديد . وعملية التفريق بين القتلة من البعثيين الذين يجب ان يقاضوا في المحاكم وبين غيرهم , يعيد الثقة والامل لاغلب البعثيين الذين اجبروا على الانتماء , ولاتزال عقدة الانتماء تدفعهم للتعاطف والاحتماء ببقايا البعث , في محاولة لابد منها للوقوف بوجه التجاوزات التي طالت البعض منهم على ايدي مليشيات الاحزاب الشيعية , والكثير منها لاسباب شخصية .

مامن شك ان الجميع يعرف , واولهم البعثيون انفسهم , ان المجلس الاعلى الذي يقوده السيد عمار الحكيم هو الذي رفع شعار تصفية البعث دون الالتفات الى التفريق بين القتلة منهم وبين الآخرين . ووسائل التعذيب والقتل بالدريل ارتبطت بأسم السيد بيان جبر القائد في المجلس الاعلى عندما كان وزيراً للداخلية , ووزعت في وقتها قوائم بأسماء الطياريين وضباط الجيش وعلماء وفنيين في التصنيع العسكري تهددهم بالتصفية الجسدية , وقد جرى بالفعل تصفية البعض منهم . هذا الارهاب المنفلت دون اللجوء الى المحاكم والقضاء هو الذي اعاد الاعتبار للالتزام ببقايا البعث من قبل الكثير من البعثيين . وليس غريباً ان يقول احد المجلسيين للبعثيين : بأننا فعلنا ذلك بكم لكي تتراص جموعكم المتفرقة والخائفة , على طريقة بعض اخواننا من الصدريين الذين تمادوا في اجرامهم ليملئوا الارض فسقاً وجوراً ويعجلوا بظهور المهدي .

السيد عمار الحكيم كان مسؤول الدعاية والترويج للقائمة ( 555 ) قائمة الائتلاف الشيعي الموحد في الدورة البرلمانية السابقة . والعراقيون يتذكرون جيداً كيف حاول خداع البسطاء من الشيعة , حينما ادعا ان الرقم (555 ) هو اختيار رباني , لان الصلاة خمس وو..الخ . وبعد ايام اشتبكت مليشيات المجلس الاعلى مع مليشيات الصدر بحرب طاحنة راح ضحيتها المئات من شباب الشيعة بحثاً عن توسيع النفوذ لعائلتي الحكيم والصدر .
ويتذكر العراقيون ايضاً كيف اتهم الشيوعيون والديمقراطيون بأنهم يريدون ارجاع البعث من خلال تحالفهم مع البعثي المنشق عن صدام – قبل ان يولد السيد عمار الحكيم – الدكتور اياد علاوي في القائمة الوطنية العراقية . وبات معروفاً ان الشيوعيون والديمقراطيون ليس لديهم عداء مع اي شخص لم تتلوث يديه بدماء العراقييين سواء كان بعثياً ام غير بعثياُ , وكان الاتفاق على برنامج عمل القائمة العراقية واتخاذ قراراتها السياسية بشكل جماعي . وعندما اخل السيد علاوي رئيس القائمة بطريقة اتخاذ القرار , وانفرد بذلك , تفككت القائمة , وكل ذهب الى حال سبيله , وهذا ما حسب لصالح الشيوعيين والديمقراطيين وليس لادانتهم .

يبدو ان الغرض من التصريح الاخير للسيد عمار الحكيم هو للكسب الانتخابي , واحراج المنافس الاكبر في الوسط الشيعي السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي صرح قبل ايام : بمنع البعثيين من العودة ومن خلال بنود الدستور . وعندما يكون التهافت للكسب الانتخابي بهذه الصيغ المضحكة , فمن المؤكد لن تجد من يصدقها , لامن القتلة البعثيين , ولامن البعثيين العاديين , ولا من العراقيين عموماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح