الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح السياسيى

عصام البغدادي

2004 / 6 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عدا النتائج التى أفرزتها الحرب العالمية الثانية ، والتى دفعت دول اوربية عديدة شرقية وغربية على أعادة النظر في الانظمة السياسية التى كانت تتبناها ، فلم يحصل خلال الفترة من 1945 الى يومنا هذا ، لم يحصل ان تم تصدير نظام اصلاحي سياسي من دولة أو من مجموعة دول الى دولة أو مجموعة دول كما تنوى امريكا تصدير برامج الاصلاحات السياسية الى منطقة الشرق الاوسط.

صحيح ان دول الشرق الاوسط التى توارثت انظمة سياسية هجينة من عدة انظمة سلطوية امتدت تاريخيا على مساحة زمنية تقترب من اكثر من مئة عام مضت ، ومن هذا الهجين الاجنبى والقومي والديني الطائفي استقرت هذه الانظمة الحالية بين ملكية وارثية وجمهوريات دكتاتورية وكلاهما قام على اجهزة مخابراتية تقصى الاخر وتغيبه بشتى الوسائل المختلفة.

وصحيح ان مثل هذه الانظمة تحتاج الى رجة قوية واصلاح جذرى في المجالين الاقتصادي والسياسى لكى تنفتح ابواب الاصلاح الاجتماعي على مصراعيه وتعيد تشكيل الشخصية العربية ومنحها الانطلاق المناسب للتطوير والابداع والاضافة للفكر والسلوك الانساني العالمي.

ربما ستجد الأنظمة العربية نفسها مجبرة على إعادة النظر في طبيعة أنظمتها لو جاءت هذه المبادرة الإصلاحية من دول الديمقراطية الغربية -الاوربية تحديدا لكن أن تأتي بمبادرة أو مشروع أمريكي حريص كل الحرص على استخدام كافة الوسائل المتاحة للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتجيريها لصالح تنفيذ خططه في الهيمنة الاقتصادية والسياسية فان هذه الأنظمة تقع في طاحونة التناقض السياسي الامريكي المزدوج ، وهناك اختلاف كبير بين الاصلاح الايجابي المرغوب به للنهوض بدول المنطقة وبين اصلاح غايته السيطرة على المنطقة ، وحتى على مستوى الفرد ذاته سيكون مرفوضا : هب انك صاحب مصنع متخلف لاسباب ترتبط بطريقة ادارتك للمصنع صناعيا وتجاريا ، فاذا جاءك من يعرض عليك اصلاح الامور وتغيير نمط الانتاج والتسويق وادركت ان دعوته للاصلاح هي الرغبة في الهيمنة والتحكم بمصنعك ، فسوف ترفض الاصلاح اساساً لكن اذا ادركت ان مشروع الاصلاح جاءك من قبل جهة ليست لها اطماع في السيطرة والاستيلاء على مصنعك فسيكون موقفك ايجابيا وتباشر باخذ الاصلاحات بما يتناسب تدريجيا مع تجاوز مشاكلك لا وفق الجدول الخارجي المفروض عليك ، هنا ستكون فرصة للاصلاح الحقيقي الايجابي .

عجزت امريكا والغرب عن فرض برامج اصلاحية سياسية واقتصادية على كل من الصين وروسيا والهند ، وفي هذه الدول الثلاثة جاءت بعض الاصلاحات لاسباب ومتغيرات داخلية اضافة الى عامل تطور انظمة المعلوماتية وانتشارها السريع المتدفق ، لكن امريكا والغرب نجحت جزئيا في خلق مناخ مناسب للتغيير في هذه الدول لا رحمة بها انما بحثا عن الاسواق الاقتصادية .

التغيير والإصلاح الذاتي لابد أن يكون مصدره داخليا بما يتفق مع حاجات المجتمعات وتطورها وبخلافه فان أي مشروع إصلاح خارجي مفروض من الخارج لن يأتي ثماره أبدا إلا بما يخدم مصالح الخارج فقط، ويتجاهل المصالح الداخلية للشعوب، فالتغيير عملية قناعات حقيقية ونوايا سليمة مخلصة يجب أن يتولاها قادة الشرق الأوسط بأنفسهم وحكوماتهم وبشجاعة فائقة متجاوزين احتكار السلطة .

أذن ليس امام هذه الانظمة إلا أن ترفع غطاء التقوقع من هياكلها وتبادر إلى الإصلاح الجذري والحقيقي بما يخدم مستقبل شعوبها ، وإلا فإنها ستبقى متخلفة وتترك شعوبها في دوامة التخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا