الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة للبشرية ككل

خالد عيسى طه

2009 / 11 / 19
حقوق الانسان


لقد أعادت أمريكا السلوك والسياسة الدولية قرونا إلى الوراء، فارتكبت اكبر جريمة بحق الحضارة والتطور القانوني والدستوري واستباحت الشرعية الدولية، وهذا يشكل معاداة لكل البشرية، لأنه أعاد كابوس البغي والوحشية للعلاقات الدولية والبشرية، إن الاحتلال مثل اهانة للبشرية وإلغاأ للتطور الذي تحقق عبر المعانات والتضحيات والدراسات والتجارب، وان ما تحقق للبشرية يعتبر تطور قيمي وحضاري وأخلاقي وسياسي واقتصادي فارتكبت أمريكا وحلفائها جريمتهم ليلغوا كل ذلك،هذا هو المعني الدقيق والكامل لما ارتكبته أمريكا برئاسة المجرم الدولي بوش ديل الكلب وبريطانيا برئاسة المجرم بلير ومن حالفهم بفعلهم الإجرامي وبغيهم.



إن القوات المحتلة ومرتزقتها من محترفي الجريمة والقتل والفوضى اعتمدت وسائل وأسلحة فكرية واجتماعية وأخرى عسكرية مثلت ارتداداً بالبشرية والعراق إلى عصور ما قبل الحضارة والأديان أي إلى المرحلة البدائية، إلى عهد الصراعات الدينية والقومية والطائفية وتوظيف الدين والمذهب كأسلحة في الحروب والتي دفعت البشرية ثلث سكان الأرض حتى تخلصت منها، وانتقلت من مرحلة الصراعات إلى مرحلة الحوار والتعاون، فقد وظفت أمريكا التعدد العرقي والديني والمذهبي ووظفته توظيفا قذراً في الحرب وسياسة الاحتلال والإدارة للبلد المحتل، وهذا له آثار خطيرة على التكوين الاجتماعي لشعب العراق والمنطقة، ويمكن أن يكون واحداً من آثاره ونتائجه حروب أهلية وتفشي للجريمة، وهذا أيضا جريمة ضد البشرية وتمثل تهديداً للسلم والأمن الدولي والوطني وعداأ للتعايش الوطني والإنساني القائم على التسامح والتفاعل الإيجابي والإخاء تلك السجية والفطرة التي ألهمها الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وعودة بالبشرية إلى القرن الأول الميلادي أي إن الاحتلال أعاد البشرية ألف ونيف من السنين إلى الوراء حضارياً وأخلاقياً وسياسياً.



هذا هو التحليل المنطقي من رؤيا دينية واجتماع سياسي وفلسفة دقيقة لجريمة أمريكا وبريطانيا فهل البشرية غير قادرة لمحاكمة الذين تبنوا هذا المنهج المبني على معاداتها وتدمير حضارتها وتطورها، وأثار وتداعيات الجريمة (احتلال العراق) على ماضي وحاضر ومستقبل البشرية ألقيمي والسياسي والقانونية.



إن قرارات أمريكا المجرمة التي تضمنت اجتثاث البعث وحل الجيش العراقي ومؤسسات الدولة كانت لغايات سياسة، هو استخدام التجويع والحرمان كأسلوب للتركيع والتجنيد للمواطن العراقي لصالح مخطط الاحتلال، وهو أحد مناهج العدوان لإذلال العراقي وسحقه مادياً ومعنوياً وهذا يمثل امتهاناً للإنسان وليس فقط تجاوز على حريته ولو أضفنا له جرائم أمريكا بتجويع الأسرى وقتلهم داخل السجون والاعتداأت اللآخلاقية التي مورست ضدهم – والتي تعكس مستوى الانحطاط الأخلاقي للمجتمع الأمريكي ومرتزقتهء يكون ذلك ليس جرائم ضد الإنسانية بل عداء لها ولمعاهدات الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف.


لو افترضنا وجود بعض المخطئين من البعثيين أو العسكريين ولم يكشف خطئه فيحاسب في العهد الوطني –جل من لا يخطأء هل يبيح ذلك ارتكاب جرائم بحق أكثر من مليون مواطن عراقي بحجة ذلك؟ لقد ارتكب الاحتلال وشرع لمرتزقته منهجاً لا إنسانياً بمعاقبة عوائل هؤلاء والتي لا يقل تعدادها عن خمسة ملايين عراقي، أي استمرار القتل الجماعي والإبادة بحقهم فهل حياة العراقيين هي الأسلحة التي بررت أمريكا احتلالها للعراق لتدميرها، أم إن المعني تدمير وقتل الإنسان؟ من خلال درايتي للقانون العراقي فإن القانون ينص على عدم مصادرة دار سكن العائلة وإلزام الدولة بتأمين راتب يمكن العائلة من مواجهة متطلبات الحياة الكريمة وإن كان موظفاً يصرف راتبه التقاعدي لعائلته وعدم غمط الورثة أي حق دستوري وقانوني لهم، فماذا يكون إجراء قوات الاحتلال وإداراته والحكومات التي فوضها لتحكم بحمايته ووفق منهجه وتوجيهه التي حرمتهم من ذلك أليس شروعا بالقتل وتهديدا بالموت جوعا وهذا هو الإرهاب بأعلى صوره؟ فأي حرب كانت أمريكا تشنها على الإرهاب، أهي حربا على الإرهاب أم على الإنسان.



هؤلاء الذين تحاربهم وتقتلهم وتهجرهم أمريكا ومرتزقتها هم الذين نضحوا عرقاً لبناء العراق ونزفوا دماً دفاعاً عنه، ويستمروا متوكلين على الله مهما قاسوا وعوائلهم من جوع وحرمان ومطاردة وإرهاب ولن يبيعوا العراق ولا شرفهم، نعم تحارب كل العراقيين الشرفاء كل الشعب لأنه رفض أن تضع خطوطاً لنهضته وتطوير نفسه وبلده، هم حاقدون علينا يكيلوا لنا التهم جزافاً ولكن ألم تفكر الإدارة الأمريكية وحكوماتها المتعاقبة ما هو ذنب العوائل؟ أتريد أن يموت جوعاً خمسة مليون عراقي وثرواتهم نهبا للمحتلين والفاسدين؟ لأنها تعتبرهم صانعوا التأميم والتطور وأصحاب موقف التحدي فيجب أن لا يكون لهم وطن ولا طعام ولا مأوى ووطن؟ قبحهم الله وذلهم، قتلوا الرجال أو سجنوهم أو هجروهم ويتابعوا بوسائل متعددة قتل أولادهم وأحفادهم أليس هذا يفوق ما فعله هتلر والنازية باليهود والمحرقة؟ ألا يثبت إجرامية ووحشية أمريكا ومجنديها المسئولة هي قانونا عما يرتكبوه من جرائم، أن البوشية والبليرية فاقت النازية عنصرية وإجراما ضد الإنسانية؟ فان كان العالم قد أدان النازية واعتبرها حركة عنصرية معادية للبشرية وارتكبت جرائم ضد الإنسانية؟ فماذا سيصنف العالم والقانون الدولي من فاقها بغيا وإجراما وعدوانا وإرهابا وهما أمريكا وبريطانيا؟؟؟


يكفينا شرفا كعراقيون وطليعتهم البعثيون إننا واجهنا وعقرنا جمع الإرهاب والعنصرية والبغي والجريمة نيابة عن البشرية ومثلنا ارقي وأعلى قيم البطولة والإنسانية والإيثار، بأننا الذين أفشلنا مخطط العدوان والجريمة والانحراف البشري التي تعدت حتى وحشية ضواري الغابات والقفار.


أما أولئك الذين باعوا الدين والوطن فأقول لهم :يكفينا شرفا إنكم تذهبوا بالسحت الحرام نتيجة الانحراف عن مبادئ الدين والخلق الاجتماعي واعتماد النهب والسلب والفساد الإداري وبيعكم أنفسكم وشرفكم، ونحن نعم جعنا وجاع أبنائنا ولكنا حفظنا كل تلك المقدسات والقيم، والله مع الصابرين، حسبنا الله ناصرا وهو القوي القدير.

أبو خلود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية