الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الحماقة والفساد السياسي

ابو الفضل علي

2009 / 11 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا احد ينكر ان بعض الساسة المتصدين على الساحة العراقية تنقصهم الخبرة بكافة ميادينها ولا داعي لذكرها جميعاً في هذا المقال فهي كثيرة جداً وأن كان لابد من ذكر شيء عنها فاهمها ثقافياً، حينما تعرضت الدملوجي إلى المثقفين وطلبت منهم عدم التعالي على السياسيين ونسيت إن المثقف يمكن أن يكون سياسياً ولكن السياسي من الصعوبة أن يكون مثقفاً لاختلاف المنطلق و الغاية و الأهداف والبعد الزمني الذي اختزله المثقف في هويته، أما الأخطاء السياسية فحدث ولا حرج وكانت مدعاة للرثاء حينما هرب أصحاب العلاقة من تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه أحداث الأربعاء الدامي إلى المحكمة الدولية الوهمية وللقصة بقية يعرفها العراقيون فبعد كل الجهد الإعلامي المبذول تبين في النهاية انه نوع من التسويف والتضليل الذي تمارسه السلطة ،إلا إننا نرى هذا النوع من الأكاذيب يشبه ما كانت تمارسه الديكتاتورية ، وصدق أمير المؤمنين حينما قال( لا تصاحب الأحمق فأنه يضرك من حيث يريد أن ينفعك) وليت الأمر إلى هذا الحد من التضليل والأخطاء السياسية، فقد كان التخبط واضحاً حتي في مسألة تعويض اسر ضحايا الإرهاب فبدل العمل بنظام المساواة بين جميع العراقيين كان التعويض يجري وفق وجهة سياسية حمقاء تفاوتت أقيامها في بورصة المالكي فسجلت أعلى قيمتها خمسة ملايين دينار عراقي على ضحايا الأربعاء الدامي وكانت الدفعة النقدية بنظام العاجل أما أدنى مستوياتها فسجلت مليونين وخمسمائة ألف دينار بنظام الآجل ! وأن كان من ثمة قائل بأن الحظوظ في الموت تتداخل فأنا لا أرى من حظ في التغطية السياسية للوزراء المفسدين سوى الفساد السياسي نفسه ، فهل من العقل أن نفصل الفساد الإداري المتفشي في الوزارات دون وجود غطاء سياسي فاسد يضمن سلامة موقف الوزير مستقبلاً ، إن المطلعين يعلمون جيداً ماذا يجري وكيف يجري ومن وراء من ؟، لكن الأسماء لا يتم البوح عنها إلا عن طريق الإيحاء فالجميع يعلم بأن التسوية قادمة لا محال ، وأذكر قبيل سقوط النظام بعدة أيام وجه بعض الأخوة من الطبقة المحرومة والمهمشة لي سؤال حول نظرتي المستقبلية لأوضاع المجتمع العراقي فقلت إن التغيير سيكون مؤثراً في الطبقة الحاكمة وينعدم تأثيره عند عامة الشعب ، وفعلاً حصل ما توقعت فالمناطق الفقيرة والمهمشة بقيت تراوح مكانها بل ازدادت سوءاً مما سبق فأصحاب الخبرة من المفسدين ينظرون إلى هذه المناطق الفقيرة والمحرومة على إنها ثروة كبيرة ومرتع يمكن أن يستنزفوه لآخره ، وهل يوجد شعار أقوى تأثيراً من الدفاع عن المحرومين! ( كلمة حق يراد بها فساد إداري كبير يصاحبه فساد سياسي) أما من يعتقد من السياسيين انه لا يعلم فمن الممكن أن نضعه في خانة (إن كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم ) ومن وجهة نظري المتواضعة ومن خلال خبرتي مع اغلب الذين تعاملت معهم من السياسين وجدت ان الذين لا يريدون ان يعلموا هم من الانطوائيين الذين اتت بهم الصدفة اما الاخرين ولا اعني الجميع فهم اصحاب خبرة متراكمة جاءت من خلال الاختلاط الحضاري في الغربة بكل ايجابياته وسلبياته وهم يعتقدون انهم ورثة شرعيون للنظام السابق رغم تنظيرهم الذي لا يخلوا من خداع في انهم من بقايا الفكر التحزبي، وهذا امر من السهل تمييزه عند المثقف العراقي فعلى مدى ستة سنوات لم نرى مفكراً منهم اتى بجديد بل اننا لا نرى سوى القراءات السلفية والتي تشبه الى حد كبير لعبة الدومينو فهو يملك كتابات قديمة تعود الى اكثر من عشرين عاماً قد ورثها عن رمز له يعيد ترتيبها في كل مرة ويعطيها اسم جديد لكى يوهم القاريء انه كاتب منتج وحينما تتوجه له بالسؤال عن احقية استحقاقاته المالية والمعنوية فيسارعك بالقول انها استحقاقات علينا استيفائها كاملة !! ومن خلال ما تقدم و في رأي المتواضع ارى ان اغلب الذين يتواجدون في الساحة السياسية لا يصلون الى درجة مفكر او باحث ، اذاً من هؤلاء؟ وان كان من يقول نحن ابناء الحزب الفلاني وتعلمون جهادنا ، فأننا نقول له اذن لماذا التشظي في الاحزاب ان كنتم صادقين النوايا والاهداف ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل