الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفواً مستغانمي..ليس على حسابنا

حنان فاروق

2009 / 11 / 20
الادب والفن


عفواً مستغانمي..ليس على حسابنا
كنت أتصفح الإنترنت كعادتي اليومية وإذ بي أمام مقال بالفعل يستحق القراءة لسيدة لقبها البعض بـ (صاحبة الجلالة ملكة الرواية) وهي أحلام مستغانمي..شدني موضوع المقال لا لاسم صاحبته الذي له صولاته وجولاته ذات الطابع الخاص في الكتابة لكن لموضوعه الذي لم يكن يخطر لي على بال رغم أنه موضوع الساعة..ولعلي تحتويني دائماً القناعة بأن المثقفين والأدباء من أصحاب الاقلام الحرة هم جزء لا يتجزأ من مجتمعهم وأن كل حدث يدب على أرض واقعهم ويومياتهم يجب أن يكونوا منه وفيه دون ففي النهاية نحن أبناء الأرض التي تدب أقدامنا عليها وطالما نحن من رحمها فيجب أن نكون على مستوى الأخوة التي كتبت علينا وماابتدعناها..
مقال مستغانمي كان ينبض بالشكر-أو هكذا أردتُه حقناً للصبر- لكل ماقدمته مصر وتقدمه للجزائر من أول ثورتها وتحررها وحتى احتضان فنانيها ومبدعيها من ميلاد إبداعهم وحتى بلوغهم قممه (مثل الفنانة الجميلة وردة الجزائرية) .. يشهد على ذلك تحول لهجة خطابهم اليومية إلى المصرية الصرفة وزواجهم أحياناً من أبناء مصر حتى نسى المصريون أنفسهم أنهم ليسوا من أبناء أرضهم..فالمصريون قلوب تمشي على الأرض تعشق من يحبها..وأحياناً من يتظاهر بحبها..وتنسى الإساءة بسرعة الضوء إذا مالمست مشاعرها وحافظت على كرامتها تماماً كما وصفت السيدة مستغانمي شعبها الجزائري الذي أرهقته إهانة حجر صغير قذف به فحطم الحافلة التي تقله على الرغم من أن الأفلام المصورة والتي تم بثها عبر الفضائيات أظهرت عكس ذلك وبينت أن الحافلة تحطمت من الداخل على يد أعضاء المنتخب الجزائري أنفسهم ..والصورة أختنا الكريمة لا تكذب ثم أن حوادث الحوافل تلك ليست بجديدة فقد حدثت قبلاً في عنابة عندما تحطمت حافلة المنتخب المصري على يد الجمهور الجزائري ولم نحرض على ذبح الشعب الجزائري بمصر أو سحب استثمارات رجال الأعمال المصريين بالجزائر مثلاً والتي تضخمت الآن ووصلت إلى مليارات ومؤسسات تخدم الجزائر ومصر معاً ..ربما بالفعل حدث تعد ما نتج عن تلك الروح العدائية التي بدأها الإعلام الجزائري فاستفز الإعلام المصري المستفز أصلاً نتيجة لخبرته الطويلة بما يحدث كلما قامت مباراة بين مصر والجزائر ..وليس ماحدث عام 1989 فى تصفيات التأهيل لمونديال 1990 منا ببعيد حين فاز المنتخب المصري على المنتخب الجزائري واستفحل غضب المنتخب الجزائري الذي أدى إلى فقأ عين طبيب مصري على يد نجم منتخب الجزائر الأخضر بللومي عقب المباراة مباشرة بعد أن قذفه بحجرأو ماشابه كان الأجدر به أن يقذف في وجه الصهاينة الذين لم يجدوا لحجارتهم الغاضبة إلا الأطفال أبطال الحجارة .....وتصرف الطبيب بشكل حضاري فقدم شكوى أعقبها صدور حكم قضائي بمعاقبة اللاعب الشهير بالسجن لم يغف منه إلا عندما تنازل الطبيب المصري عن حقه وتمت التسوية ولم يعاقب المخطىء إكراماً لأخوة الشعبين الشقيقين..
أما عن حفلات حرق الأعلام والتي كنت أعتقد أنها لاتتم إلا على شرف علم الكيان الصهيوني حيث يكون هو بطل الحفل فقد بدأها أيضاً وله السبق جمهور الكرة الجزائري ونظراً-كما أسلفت-لأن شعب مصر يعاني تماماً الذي يعانيه شعب الجزائر من كرامته التي لا يقبل عليها الإهانة فقد غضب ورد الإهانة ..ربما من وجهة نظري ومن منطلق أننا –كما أسلفت السيدة مستغانمي-لنا أياد بيضاء على الجزائر لا نعيرها ولا أهلها بها بل نذكرها على سبيل القيام بمحاولة إنعاش للقلب العربي الذي توقف نبضه بسبب عصبية جنونية وجهت سهمها لصدر الأخوة فأصابته في مقتل..لم يكن علينا أن نفعل مافعلناه وأن نتحول من كرماء إلى منتقمين لكن دعونا لا ننسى أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له فى الاتجاه وعلى خط عمل واحد كما أخبرنا نيوتن..وماذا تنتظر من جمهور تعمد خصمه إهانته.. ولعلي أخذت بمعاتبة مستغانمي الراقية للرئيس مبارك لأنه لم يزر المنتخب الجزائري وهو ضيف على على بلاده فقد كان هذا من شأنه أن يلقي ماء المحبة على نار التعصب فيطفئها بإذن الله ..فقط لو سبقه الرئيس بو تفليقة عندما كان المنتخب المصري فى الجزائر ومد مأدبة كرمه على ضيفه لما غفل الرئيس المصري عن رد الجميل ..ولو كنت من مستغانمي لما ترددت أن أرقق قلب أهلي قبل أن أؤجج غضبهم وأشعل وجعهم بوقود أظن أنها لم تقصد إشعاله..بل ولجمعت المثقفين الجزائريين أصحاب الأقلام البصيرة وقدت أرقى محاولة لرأب الصدع ووصل ماانقطع من نسيج الأخوة القديمة والتاريخ المشترك..فأجمل من الوقوف تحت بؤرة الضوء أن نكون مصدره ومنبعه..
أخيراً..أحببت كثيراً حرص السيدة مستغانمي والإعلامية الشهيرة خديجة بن قنة على حضور المباراة وتشجيع فريق بلدهم رغم أنهما ليسا من أهل الكرة لكن الانتماء دائماً فوق كل شيء..ولعلنا نتعلم دائماً التمسك الحضاري بانتماءاتنا من مثقفينا..لكني أتساءل هل يدخل في هذا الانتماء أحداث مابعد انتصار فريقها منتخب الجزائر الشقيق والذي أرسى للمرة الأولى قاعدة غير مسبوقة وهي فتك جمهور الفريق الفائز بجمهور أخيه الذي لم يفز ..؟
في النهاية..لم أكتب لأرسي قواعد التعصب ويعلم الله أني ليس لي فى المدعوة (كرة القدم) ناقة ولا جمل..لكني فقط أحببت أن أؤكد على كلمات السيدة مستغانمي البليغة:
(لكأنّ سدًّا عاليًا انهار وتدفقت كميات هائلة من المياه لتجرف في طريقها كل جزائري و كل مصري إلى الجنون. يوم كانت لنا قضايا كبرى نهتف بها ونموت من أجلها وكانت لنا سواعد تصنع نصرنا كانت الكرة مجرد طابة تتقاذفها الأقدام. اليوم نحن نضخم الأشياء الصغيرة بعد أن صغر ما كان كبيرًا في حياتنا.)
يبدو أننا سيدة مستغانمي بالفعل بحاجة إلى مراجعة أنفسنا وإلى إيمان حقيقي بقضية-وما أكثر قضايانا- يعيدنا إلى وعينا الذي التهمته غيبوبة الحمق والجنون..........
د.حنان فاروق



مقال احلام مستغانمي

هذه المباراة ستنتهي بعد ساعات لكن الأحقاد ستبقى دفينة لأجيال. شياطين الفتنة والعفاريت التي خرجت من الفانوس السحري للكرة... سيصعب ردّها.. حيث كانت. لقد أصبحت بعدد سكان الجزائر و مصر. مئة وثلاثون مليون عربي خرجوا عن طورهم.. لكأنّ سدًّا عاليًا انهار وتدفقت كميات هائلة من المياه لتجرف في طريقها كل جزائري و كل مصري إلى الجنون. يوم كانت لنا قضايا كبرى نهتف بها ونموت من أجلها وكانت لنا سواعد تصنع نصرنا كانت الكرة مجرد طابة تتقاذفها الأقدام. اليوم نحن نضخم الأشياء الصغيرة بعد أن صغر ما كان كبيرًا في حياتنا.
أفواج بشرية في كلّ مدن وشوارع البلدين لا مطلب لها إلاّ هزيمة الآخر وإهانته. ربما احتجنا إلى جيش من علماء اجتماع لفهم مكمن هذا الحقد الدفين الذي يحمله كلّ عربي لعربي آخر. على الرغم من إيماننا جميعًا بالعروبة وحبّنا لبعضنا البعض. شخصيًّا لا أحتاج إلى شهادتي في علم الإجتماع لأشرح لك سبب غليان الشارع الجزائري. سأتكلم كجزائرية وأقول أن الجزائري بإمكانه أن يتساهل في كلّ شيء إلا الإهانة و التي يسميها عندنا "الحقرة..." و بسبب كلمة "راهم حقرونا..." أيّ إنّهم أهانوننا التي قالها الرئيس بن بلة متحدثا عن الشعب المغربي الشقيق دخلنا غداة استقلالنا و دماؤنا لم تجف بعد في حرب مع إخواننا المغاربة.
بسبب هذه الكلمة قامت انتفاضة 88 وإحتل آلاف الشباب الشوارع رافضين ما يعتبرونه احتقار و استخفاف الدولة بهم و تجاهلها إيّاهم. أنا امرأة قوميّة وعروبيّة وعربيّة وما كنت لأنحاز إلى الجزائر لو كانت ظالمة. فالأناشيد التي تعلمتها في الابتدائية كانت "وطني حبيبي وطني الأكبر" التي يمتدح فيها كلّ مطرب مصري بلدًا عربيًّا، إحداها الجزائر. و"أمجاد يا عرب أمجاد" التي كنّا نحفظها كما يحفظ شباب مصر اليوم أغاني روبي وشيرين.
ولو أن هذه المقابلة الرياضيّة دارت في زمن عبد الناصر لرفع كلّ شعب أعلام الشعب الآخر. و لأهدى كلّ فريق نصره للفريق الثاني. و لكن زمن القوميّة ولّى و المؤامرة أكبر من أن نعيها لأنّنا داخلها.. و لأنّنا وقودها و بإمكان اسرائيل أن تتفرّج الآن علينا.. و قد غدونا العدو البديل لبعضنا البعض.
ما لم يتقبّله الجزائريون أن يُستقبل لاعبونا لا بأدب الضيافة العربية التي تجمعنا بل بالحجارة التي كنّا نظنها لا تستعمل إلا في فلسطين. و الحجارة هنا لم تكن للرشق بل للقتل.. بحكم وزنها فقد اخترقت الزجاج المصفح و هشّمته لتستقر في رأس لاعبينا الذين شاركوا في المباراة مضمّدي الرؤوس.. و بدل الإعتذار خرج لنا المصريون بسيناريو رسمي يليق بفيلم مصري. بعد أن شهد شاهد من أهلها. هو سائق الباص بأنّ اللاعبين تعمّدوا الحاق الأذى بأنفسهم!
الصدمة الأخرى للشعب الجزائري كانت ما تناقلته الصحافة عن إهانة بعض المصريين لعلم الجزائر والتصفير والهتاف الذي رافق إذاعة النشيد الوطني الجزائري قبل المباراة مما استدعى احتجاجًا من سفيرنا فهذه رموز مقدسة لايمكن المساس بها ، فعلمنا لم نخطه بأيدينا بل خاطه التاريخ بدمنا. مع الملاحظة أنّ أناشيدنا الوطنية كانت تصدح أيّام حرب التحرير من صوت العرب التي كانت تبث من القاهرة. وتربّينا على سماعها.
أما العائدون من مصر.. فشهاداتهم المؤثّرة وما كابدوا من معانات وإهانات يمكن متابعتها على الانترنت واليوتيوب بالصور.
إنّ الشعب الجزائري عكس مظهره العنيف شعب عاطفيّ وضعيف أمام المحبّة فوحدها المشاعر النبيلة تروّضه وتحوله إلى طفل. كان يكفي التفاتة طيبة واحدة من الجهات الرسميّة في مصر لفكّ فتيل هذه القنبلة التي انفجرت بين شعبين. فالرئيس مبارك كان بإمكانه نظرًا لخطورة الموقف أن يرتجل التفاتة وجدانيّة ذات بعد سياسي تجاه الفريق الجزائري ويتمنّى له إقامة طيبة بين إخوانه. فتهدأ حينها النفوس وتصمت الفضائيات التي تفرّغت لشتمنا على مدار الليل والنهار ومعايرتنا بأنّ مصر من علّمتنا العربية وكأنّنا غداة الاستقلال كنّا من الهنود الحمر... ولم تكن لنا مدارس دينيّة وجمعية العلماء الشهيرة التي أصدرت على أيّام الاستعمار ما يفوق الأربعين صحيفة عربية.
كان يمكن أيضًا لإحدى الصحف أن تبادر بتقديم وردة لكلّ لاعب جزائريّ بدل شنّ حملة على المطربة وردة بسبب مناصرتها الفريق الجزائري. ففي النهاية "كلّنا وردة"..
في هذه الأجواء قرّرنا أنا والإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة السفر إلى الخرطوم لمناصرة فريقنا الوطني. تصوّري أنا التي ما كنت معنية يومًا بالكرة ، ولا أغادر بيتي الجبلي في لبنان إلاّ نادرًا وجدتُني جاهزة أن أذهب إلى المريخ "اسم الملعب الذي ستقام عليه المباراة في السودان" لرفع علم الجزائر.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساء الخير
تقوى البغدادي ( 2009 / 11 / 20 - 18:11 )
لم اجد في مقال الاديبة احلام مستغانمي اي سوء للمنتخب المصري الشقيق مبروك للمنتخب الجزائري وانشاء الله الفوز يكون رفيقه الدائم وبالعراقي شد حيلك


تحياتي


2 - !!!!!!!!
shadia ( 2009 / 11 / 20 - 18:46 )
عجبا لزمن اصبحت حتى كرة القدم هي المحفز للتعصب
انسينا اننا جميعنا يطلق علينا عرب وان هذا الدم واحد لماذا هذا التضخيم لماذا خرجنا عن المالوف في الهتاف وفي التشجيع كنا دائما كشعوب نخرج لنهتف الى قضية كبرى لا لكرة قدم في نهايتها سوف يمثلها منتخب عربي
الا يكفيني هذا الكم الكبير من الهموم العربية لنضيف عليها هم كرة القدم اليس الامر غريب
هل وصلنا الى نهاية قضايانا بهذه الطريقة !!!!!!!!!!!!!!!!


3 - مهزلة
هوزان أمير ( 2009 / 11 / 20 - 19:54 )
فوراً التقطت الأجهزة الحاكمة في كلا البلدين الخيط من أوله ... مناسبة جديدة لتضييع العقل وصرف هذه الشعوب المسكينة عن مأساتها الحقيقية التي ليست شيئاً آخر غير الأجهزة الحاكمة نفسها ومافياتها وأزلامها و نظام استبداداها المقيم والمتجدد , لم يجدوا أحسن من هذا لتحويل الغضب والسخط إلى شعب آخر ودولة أخرى , ولـ -توحيد- الشعب وراء حكومته و- مصريته- و-جزائريته- بحيث لن يكون أحد سبباً لمشاكل هؤلاء وأولئك سوى - الأجانب- المعتدين ...هؤلاء وأولئك ... الشعوب المسكينة المغلوبة ألف مرة تذهب فوراً في هذا الهوس -القومي- والحكومتان في الجهتين في غاية السرور ولن تفعلا في هذا سوى صب المزيد من الزيت على الحريق عله يستمر طويلاً وعلهم يستثمرونه أحسن مما فعلوا


4 - احلام مبررة
احمد رجب شلتوت ( 2009 / 11 / 20 - 21:25 )
عزيزتىاحلام قرأت مقالتك كعادتى مع كل ما تكتبين لكن هذه المرة لم أفهمك
فقد وجدتك تبررين مالايبرر
فهل التصفير خلال عزف النشيد الوطنى الجزائرى يبرر حرق علم مصر فى شوارع الجزائر وهل يبرر ماحدث للمصريين فى الجزائر وفى الخرطوم بالتأكيد يدك لم تلق حجراعلى المصريين فى الخرطوم
لكنك تلقينه اليوم بتبرير العنف وبالغمز واللمز فى مصر التى تسمع اليوم روبى بعد ان كانت تغنى للوطن الاكبربحسب كلماتك


5 - غرور
عبد القادر أنيس ( 2009 / 11 / 21 - 08:52 )
مقالة السيدة أحلام مستغانمي متزن ومتواضع أما مقالك فهو نسخة مستنسلة من الإعلام المصري الذي بدأ الشر منذ أسابيع، والبادئ أظلم.
أما حديثكم المكرور عن أفضالكم على الجزائر فهوغرور أفقد عقول الكثير من المصريين في الإعلام فراحوا يخوضون حربا ضروسا ضد طواحين الهواء، ولحسن الحظ أننا ما زلنا نسمع أصواتا مصرية أخرى منصفة ستكون هي المعول عليها لرأب الصدع.
تحياتي

اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء