الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيف - عنتر - ... و - نكسة - أم درمان ... ثورة - الحثالة - المطلوبة

عامر الأمير

2009 / 11 / 20
كتابات ساخرة


بعد واقعتي " عنابه " و " القاهرة " ... إنتهت واقعة "أم درمان" و تأهلت الجزائر الى نهائيات كأس العالم بسيف - صاروخ " عنتر " ذي سرعة ال 100 كم في الساعة ؛ مزق شباك " الحضري " السد المصري العالي !!! و لكن ؛ هل إنتهت الحرب الكروية المستعرة منذ أشهر بين " الأخوة - الأعداء " الجزائر و مصر ؟؟؟
كان لدي حدسا أن تتحول " أم درمان " الى حرب حقيقية بين العدوين اللدوين ؛ و حبس العالم أنفاسه و هو يتابع " أخطر " مباراة كرة قدم في عالم اليوم ... فعندما تلعب الجزائر مع مصر ؛ تسقط كل الشعارات القومجية و الإسلاموية الأخوية ؛ و تتأجج مشاعر الغضب و الثأر و التعصب الأعمى التي تحطم بفورانها كل دعوة الى التعقل و تهدئة الإحتقان ؛ حتى لو صدرت من كبار القادة السياسيين و رجال الدين و الإعلاميين !!! ... إنها الحرب ...
أرسلت الجزائر بطائرات عسكرية جمهورا من " حثالة " المجتمع على حد تعبير أحد المشجعين الجزائريين الذي توعد الإعلامي الهستيري " عمرو أديب " بثأر لقتلى جزائريين قيل أنهم لقوا حتفهم في القاهرة !!!
و أرسلت مصر جمهورا مزيجا بين " الطبقة الراقية !!! " و طبقات الشعب المصري الأخرى بما فيهم " الحثالة " طبعا !!!
و الحق يقال أن " الحثالة " هذه ؛ هي بطبعها جموع تشجع بعنف و يحركها العقل الجمعي دون وعي ؛ و لا تعير إهتماما ساعة الفرح أو الغضب لأي إعتبار آخر !!!
و لا يصح أن نلقي اللوم كله على " الحثالة " الجزائريين وحدهم ؛ فالإعلام المصري و بقيادة " عمرو أديب " يتحمل مسؤولية الشحن الإعلامي الذي إستفز الجزائريين و قلل من شأنهم ؛ و الذي إبتهج بطريقة هستيرية ليلة الفوز في واقعة القاهرة !!!
لقد تعرض المصريون الى طعنتين في " أم درمان " ؛ أولها الهزيمة الكروية التي أبكت الملايين في "أم الدنيا" !! و ثانيهما ؛ الهياج الجزائري الذي تحول بعد المباراة الى " ثورة تحرير" ضد المصريين و حاصروهم بالسكاكين في شوارع الخرطوم و رموهم بالحجارة ثأرا لما حصل في القاهرة !!!
إنتهت المباراة ؛ لكن تداعياتها مازالت مستمرة ... فقد فتح الإعلام المصري النار على الجزائريين و أعلنها حربا لا هوادة فيها ؛ ثأرا للكرامة المصرية التي أهانتها " حثالات " الجزائريين ؛ و هاج الشارع المصري هياجا عنيفا بعد تلقيه تلك الصدمة التي تشبه الى حد كبير صدمة هزيمة حزيران و تنحي عبدالناصر عن الحكم ... عام 1967 !!!
و لم يقتصر الهياج الشعبي على عوام المصريين بل " جرجر " معه هياج كبار الفنانين و المثقفين و رجال السياسة و القانون و الإعلام !!
مصر تستدعي سفيرها في الجزائر ؛ و دعوات مصرية عالية المستوى لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر ؛ نجل الرئيس المصري يصف الجزائريين بالإرهابيين ؛ نقابات الفنون في مصر تعلن عن مقاطعتها للفن الجزائري و عدم إشتراكها في أي مهرجان فني جزائري ؛ توتر في العلاقات المصرية السودانية بعد إتهام مصر للسودان بفشله في حماية المصريين ؛ دعوات للمقاطعة الإقتصادية ؛ و سحب الإستثمارات المصرية في الجزائر ... الجزائر من جانبها تحتفل بشكل جنوني و الرئيس الجزائري يعد بإحتفال لا مثيل له !!! 14 قتيلا جزائريا لقوا حتفهم بسبب الإحتفالات .. الجزائر تعلن عن حرمان " هيفاء وهبي " و " نانسي عجرم " من دخول الأراضي الجزائرية مدى الحياة !!! هيفاء وهبي ترد أنها سعيدة و فخورة بالقرار الجزائري ؛ و أنها لم و لن تذهب الى الجزائر !!! .... و غيرها الكثير الكثير من تداعيات الحرب الجزائرية المصرية التي لن تهدأ أو تلتأم جراحها بسهولة .. فهي قضية " جرح الكرامة المصرية " و " ثورة تحرير و ثأر جزائرية " !!!
و لكن من أهم " نتائج " هذه الحرب هو أن الشعور الوطني يعلو و لا يعلى عليه !! و " رب ضارة نافعة " كما يقال !!!
مصر و الجزائر بلدان تجمعهما عوامل كثيرة ؛ تأريخية و جغرافية و دينية ؛ فهما بلدان " عربيان " و شعباهما في معظمه " مسلم " العقيدة و " سني " المذهب ؛ و إن كان البلدان منقسمين إجتماعيا و دينيا و عرقيا .. و الولاء الوطني في كليهما يمتزج عادة بمشاعر الإنتماء الديني و العرقي و الطائفي .. و فكرة المواطنة مشوهة لديهما كما هو الحال في معظم البلاد العربية .. فالجزائريون منقسمون الى عرب و أمازيغ .. و المصريون الى مسلمين و اقباط .... وهكذا !!!! ... ثم وجدنا أن مشاعر الإنتماءات القومية و الدينية و المذهبية تتساقط بسهولة أمام مشاعر المواطنة ؛ أي أن المشاعر الدينية مهما كانت تبدو قوية على السطح ؛ لكنها هشة ضعيفة من الداخل تسقط بكل سهولة و يسر أمام مشاعر المواطنة .. عندما تحين ساعة الحقيقة !!!
خسارة مصر امام الجزائر أرى فيها دروسا و عبرا ؛ و أظنها مفيدة للمصريين و للجزائريين و لكل الناطقين بالعربية .. لأنها أحدثت هزة إجتماعية نحن في أمس الحاجة إليها كي يتبلور مفهوم المواطنة و الشعور الوطني أكثر في وجدان الشعوب و يقر في قلوبها بدل التشبث بأوهام التعصبات القومية و الدينية و الطائفية التي تعصف ببلدان الشرق الأوسط و شمال أفريقيا !! ان المصريين مصدومون بهزيمة " منتخب الساجدين " رغم كل الدعوات و الصلوات و التكبيرات التي لم يحصدوا منها الفوز المطلوب ... و عساهم أن يفهموا أن السجود لايغني عن الخسارة من شيء ... و إن الله لا يتدخل في مباريات كرة القدم و لا تهمه نتائجها !! و أظن أننا مازلنا بحاجة الى مزيد من الزلازل و الهزات على شاكلة واقعة " أم درمان "... حتى تصحو الشعوب الناطقة بالعربية و يحدث مانراه حتميا ؛ الإنقلاب الإجتماعي المنتظرالذي يحدث القطيعة التأريخية مع المفاهيم العتيقة من أجل غد أفضل ... و التغيير قادم لا محالة ؛ و لو بعد حين !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مؤسف
عبد القادر أنيس ( 2009 / 11 / 20 - 10:16 )
رغم محاولتك توخي الحذر في معالجتك لهذه الأزمة فقط وقعت في زلات جعلتك تقترب من الإعلام المصري المتسبب الأول في هذه المأساة:
- تجاهلت الاعتداء على حافلة الفريق الجزائري التي كانت القطرة التي افاضت الكأس وخاصة المعالجة البائسة التي صدرت عن الإعلام المصري لهذا الاعتداء، وقد اتهموا اللاعبين بفبركة الحادث، بدل الاعتراف بهذا الخطأ الذي يحدث دائما وفي كل بلدان العالم الثالث خاصة ولكن يحدث أيضا في البلدان الغربية. وكان يمكن أن تحل المشكلة لو عولجت بإنصاف ولو عبر المسؤولون المصريون عن تعاطفهم مع الجرحى مثلا.
- القتلى الـ 14 ماتوا في حوادث مرور متفرقة في ربوع الوطن وهي تقع يوميا ولعلها زادت شوية في هذه المناسبة، بينما قدمتها أنت وكأنها جراء تدافع همجي كما قالت وسائل الإعلام المصرية التي بلغت بين البارحة واليوم حدودا مجنونة من الشتم والتجريح والكذب، ومثل تقديم صور المتظاهرين أمام السفارة الجزائرية يحملون لافتات تشتم الجزائريين مثل (شعب همجي، شعب مجانين) ومثل إشراك فنانين كثيرين في وليمة الشتائم هذه رغم ما يكنه لهم الشعب الجزائري من احترام.
- وصفك لهذه الشوفينية المؤسفة التي اصابت الجزائريين والمصريين بسبب التوجيه الإعلامي بالشعور الوطني بينما هي طبخة سياسية شاركت فيها أنظمة استبدادية هي


2 - السلفية
عبد العزيز ( 2011 / 10 / 11 - 18:22 )
لا الة الا اللة محمد رسول اللة

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال